2024-07-25

بنزرت: عادات وتقاليد بنزرتية استعدادا لبقية الفصول

رغم مرور السنين وتعاقب العصور والحضارات على مدينة بنزرت فإن العديد من العائلات البنزرتية لازالت إلى حد الآن تحافظ على عاداتها وتقاليدها الصيفية خلال فصل الصيف وذلك استعدادا لبقية الفصول وخاصة لفصل الشتاء.  هذه العادات اكتسبتها  وتعلمتها الأمهات من جداتهن وكبار العائلة فإعداد –مؤونة- الشتاء لابد من الاستعداد إليها كما ينبغي وعلى الوجه الأكمل.

حيث يقوم الرجال في هذه الفترة من السنة بتنظيف السطوح وتبييضها ونشر بعض الخيام فوقها حتى تكون مسرحا لإعداد كل ما تستحقه العائلات في بقية الفصول  حيث يقوم رب العائلة في بداية هذا الفصل بشراء كميات كبيرة من الطماطم والفلفل وتقوم النسوة بغسلها وتشريحها وعرضها لمدة معينة لأشعة الشمس ثم يتم وضعها في قوارير ويتم سكب الزيت عليها حيث يتم استعمال هذه الطماطم في أغلب الأكلات الشتوية كالحلالم والمحمص والرشتة وغيرها من المأكولات. ويتم رحي الفلفل تحويله إلى « هريسة  حارة»

كما يتم كذلك إعداد – الشريحة – حيث تقوم النسوة بغسل الكرموص تم قصه إلى نصفين وعرضه لأشعة الشمس ثم تخزينه داخل جرار واستهلاكه خاصة في فصل الشتاء كغلة إثر تناول الأطعمة .

فبعد عملية الحصاد يجلب الرجال القمح إلى  المنزل ثم تتم تنقيته عن طريق الصبايا وبعد ذلك يتم رحيه بالرحى العربي ثم تطورت العملية فيتم رحيه داخل طاحونة خاصة بذلك

واثر ذلك يقوم النسوة خلال فصل الصيف بإعداد- المونة – الشتوية من خلال إعداد الكسكسى الشمسي حيث يتم عرض الكسكسي إلى أشعة الشمس بعد تحويل السميد إلى كسكسي لمدة لا تقل عن أسبوع ثم تطورت هذه الطريقة ليتم تجفيف الكسكسي عن طريق عملية التفوير. وبنفس الطريقة يتم إعداد المحمص.

هذا وتستغل النسوة السهرات الليلية الصيفية لإعداد المقرونة العربي والتي يتم إعدادها فوق غرابل خاصة وكذلك تتم عملية تقطيع الحلالم التي توضع بعد ذلك في قوارير خاصة بعد أن تتم عملية تجفيفها .

من العادات التي بدأت تفقد شيئا فشيئا بمدينة بنزرت والمتمثلة في إعداد الشرمولة حيث يتم تنظيف كميات كبيرة من السمك ثم تجفيفه وعرض لأشعة الشمس وبعد ذلك يتم وضعها في قوارير ملآنة زيتا واستغلالها عن إعداد المأكولات

كما تقوم النسوة البنزرتية خلال فصل الصيف بإعداد مجموعة هامة من التوابل كالفلفل الأحمر- الهريسة – حيث تتم عملية تجفيف الفلفل تحت أشعة الشمس ثم القيام برحيه ووضعه في قوارير وسكب الماء فوقه كما يتم إعداد التوابل الصيفية المنزلية على غرار الكمون والكروية والتابل فبد أن تتم تنقية هذه التوابل يتم رحيها داخل طواحن خاصة بهذه التوابل.

لينزل الستار على هذه الاستعدادات الصيفية بغزل صوف – الجراري – من خلال حملها إلى البحر حيث يقوم الرجال بغسل كميات كبيرة من الصوف وحملها إلى المنزل لنشرها وتجفيفها ثم تتم عملية «تطريقها» من طرف النسوة اللاتي بدورهن يعددن بها – الجراري –أو يقومون بغزلها وإعداد بعض الثياب الصوفية لتقي أفراد العائلة قر الخريف وبرودة الشتاء ولئن قلت هذه العملية مع وجود آلات منزلية لإعداد الثياب الصوفية وذلك في نطاق التطور التكنولوجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بعد انطلاقة متواضعة : بن يونس في مواجهة مشاكل ضعف الهجوم

كـــانـــت انطلاقة النادي البنزرتي مع بداية هذا الموسم الرياضي متواضعة، حيث ظهر الفريق متر…