المحاضن المدرسية : نحو مواصلة استكمال كراس الشروط الجديد
تعتبر مؤسّسات الطفولة المبكرة بما في ذلك المحاضن المدرسية ، بيئة تربوية مكملة لدور المدرسة والأسرة في تنشئة الطفل، وبحكم تطور المجتمعات وتغير نمط الحياة، فقد أصبحت هذه الفضاءات ظاهرة حضارية تمليها طبيعة نمو الطفل في هذه المرحلة ومطلبا ملحا للعائلات ، نظرا لتشعب التزاماتها وتعدد مسؤولياتها حيث أصبحت المحضنة ضرورة اجتماعية بل حلقة وصل ضرورية بين الولي والمدرسة لكن دون أن يلغي كلاهما دور الآخر.
فالمحضنة المدرسية تسهر على صحة الأطفال البدنية والنفسية وتعتني بنظافتهم وسلامتهم، وتساعدهم على المراجعة المدرسية، ومرافقتهم من المدرسة إلى المحضنة ذهابا وإيابا في ظروف نقل آمنة إضافة إلى توفير الغذاء السليم سواء بالإعداد أو حفظه مع التقيد بشروط السلامة.
ولمزيد الحفاظ على مصلحة الطفل الفضلى وحمايته من كل المخاطر والتصدي للمحاضن الفوضوية من المنتظر أن تعقد خلال الأيام القادمة جلسات لاستكمال النسخة النهائيّة من مشروع كراس الشروط الخاصة بالمحاضن المدرسيّة الجديد، وذلك وفق ما أعلنته وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن حيث أكدت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، آمال بلحاج موسى خلال إشرافها يوم الاثنين المنقضي ، على جلسة عمل حول مراجعة كراس الشروط الخاص بالمحاضن المدرسيّة، أن كراس الشروط الخاصة بالمحاضن المدرسيّة الجاري به العمل منذ مارس 2006، يقتضي مراجعة في الوقت الراهن بهدف إصدار نسخة جديدة تتماشى مع التغيرات المستجدّة في واقع المحاضن المدرسيّة.
كما أبرزت الحرص على تضمين مشروع الكراس الجديد المقترحات المقدمة من قبل الوزارة والأطراف المتدخلة (الوزارات ذات العلاقة والهياكل المهنيّة)، والتي شملت الشروط الفنيّة والبنية الأساسيّة والتعهد النفسيّ وشهادة الوقاية والإسعافات الأولية، مع التأكيد على الأخذ بعين الاعتبار التجارب المقارنة في المجال، وفق بلاغ للوزارة.
كما دعت الوزيرة إلى الشروع في إعداد دليل للمنتوجات الفنيّة والثقافيّة الموجهة للأطفال في المؤسسات العموميّة والخاصة والذي من شأنه أن يراعي تنمية مهارات الطفل وحفظ ذوقه، موصية بضرورة استكمال الاستبيان الموجه للأولياء حول الخدمات المسداة في المحاضن المدرسية وتطلعاتهم ونشره على نطاق واسع لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأولياء للمشاركة فيه.
وبلغ عدد المحاضن المدرسية 3389 مؤسسة في السنة التربوية 2022 – 2023 وشهد انخفاضا طفيفا في السنة التربوية 2023 – 2024 ليناهز 3114 مؤسسة موزّعة على مختلف الجهات. مع الاشارة أيضا الى أنه تم خلال السنة الفارطة إصدار كراس شروط لكن سرعان ما تم تعليق العمل به بقرار من وزيرة المرأة التي ارتأت مزيد التمحيص فيه أكثر وخاصة تشريك المهنة.
وشارك في صياغة كراس الشروط الجديد وإعداده ممثلو عدد من الهياكل المهنية (الغرفة الوطنية لرياض ومحاضن الأطفال بمنظمة الأعراف والمجمع المهني لمحاضن ورياض الأطفال والمحاضن المدرسية بمنظمة كوناكت والاتحاد التونسي لأصحاب المؤسسات الخاصة للتربية والتعليم والتكوين).ويشير كراس الشروط المتعلق بهذه المحاضن إلى أنها تسهر على «صحة الأطفال البدنية والنفسية ونظافتهم وسلامتهم ووقايتهم من المخاطر المحتملة».
كما تعمل هذه المحاضن التي يتمركز أغلبها بالمدن الكبرى على تأمين «جملة من الخدمات من ذلك تنظيم أنشطة تربوية وترفيهية تستجيب لحاجيات الأطفال ورغباتهم والمساعدة على المراجعة المدرسية ومرافقة الأطفال من المدرسة إلى المحضنة ذهابا وإيابا في ظروف آمنة وتوفير الغذاء السليم».
ورغم وجود كراس شروط ينظم هذا القطاع، فقد شهدت تونس في السنوات الأخيرة انتشار فضاءات غير قانونية توصف بـ«العشوائية» تلجأ إليها بعض العائلات بالنظر إلى انخفاض تكلفتها مقارنة بالمحاضن القانونية وعرفت هذه المحاضن المدرسية العديد من الاخلالات مما استوجب غلق الكثير منها والتي لا تستجيب إلى الأحكام المثبتة في كراس الشروط و قد أعلنت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة التونسية، في الصدد ، أنها أصدرت 89 قرارا بغلق محاضن (حضانات) مدرسيّة في سنة 2023 مقابل 44 قرار غلق طيلة العام 2022 موضحة بأن قرارات الغلق تشمل 26 قرارا اتخذ بسبب مخالفة الأحكام الواردة بكراس الشروط المنظّم للقطاع والمتعلّقة أساسا بالتنظيم الإداري والبيداغوجي والشروط الخاصة بالمحلات والتجهيزات وعدم التزام وتفاعل ملاكها مع ملاحظات فرق التفقد والإرشاد.
كما تتضمن قرارات الغلق 57 قرارا صدرت بطلب من باعثي تلك المشاريع و6 قرارات غلق لانتفاء النشاط بالفضاء وانقطاعه عن النشاط بصفة فردية دون إعلام الوزارة.
مكافحة فيروس فقدان المناعة المكتسبة : مجهودات توعوية متواصلة من أجل القضاء عليه
قريبا ستحتفل بلادنا كغيرها من الدول باليوم العالمي للسيدا الموافق لغرة ديسمبر من كل سنة و…