في حفل افتتاح الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي «لطفي بوشناق» يبدع في تكثيف السيرة..!
«عايش لغناياتي» هو عنوان عرض سهرة افتتاح الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي الذي أحياه الفنان التونسي القدير لطفي بوشناق ليلة الخميس 18 جويلية وذلك بحضور جماهيري كبير جاء للإستمتاع بصوت ومسيرة هذا الفنان الذي لم يبخل طيلة 50 سنة على جمهوره بأغانيه التونسية مختلفة الأنماط ، فبوشناق غنى لكل شيء في الحياة .. للحب.. للطفولة .. لأزقة وشوارع تونس الجميلة .. «للناس الي تعاني» ..فكان دائما الصوت التونسي الذي تفتخر به لأنه صاحب مسيرة فنية محترمة وزاخرة بالأعمال الفنية القيمة .
سهرة افتتاح الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي حضرها السيد المنصف بوكثير وزير التعليم العالي والبحث العلمي والمكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية والذي تولى تدشين معرض لصور فوتوغرافية توثق 60 سنة من عمر مهرجان قرطاج، وسيتمكن جمهور سهرات مهرجان قرطاج الدولي خلال هذه الدورة من الاطلاع على صور هذا المعرض الذي يعود بالذاكرة الى رموز الغناء العربي والعالمي الذين مروا من على ركح المسرح الأثري بقرطاج .
مسيرة غنائية ثرية
وبمشاركة فرقة الأوركستر السنفوني التونسي التي يقودها المايسترو فادي بن عثمان انطلقت سهرة الفنان لطفي بوشناق التي وضع التصور الاخراجي لها عبد الحميد بوشناق معتمدا في بداية هذا العرض على شريط وثائقي قصير صور فيه بدايات والده الفنان لطفي بوشناق وشغفه بالموسيقى منذ سنوات طفولته الأولى وتمسكه بحلمه الى أن أصبح أحد أهم الأصوات العربية .
قرابة الثلاث ساعات كانت مدة هذا العرض الذي أبدع فيه الفنان لطفي بوشناق كعادته أمام جمهور تفاعل مع كل ما قدمه حيث كانت البداية مع أغنية « يا شاغلة بالي » للفنان الراحل علي الرياحي وقد أشار بوشناق خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض بأن اختياره لهذه الأغنية يعود الى بداياته حيث قدم هذه الأغنية لأول مرة سنة 1976في قاعة أحمد الوافي بالمعهد العالي للموسيقى صحبة الأستاذ فتحي زغندة، ومن كلمات الشاعر صلاح الدين بوزيان غنى بوشناق من ألحانه «أحنا الجود» و « كل مافيك زاد جنوني » ومن كلمات آدم فتحي غنى « ريتك ما تعرف وين » و« أنا حبيت واتحبيت» و « خويا الانسان» و« نسايا » و« العين الي ماتشوفكشي » بحضور الفنانة اللبنانية مشلين خليفة و« انت شمسي » و هاذي غناية ليهم» إضافة الى « يا للا وينك» وهي من كلمات الشاعر الغنائي علي الورتاني وألحان محمد الأسود .
سهرة « عايش لغناياتي » كانت أيضا مساحة لأغاني الأفلام والمسلسلات التي كانت بصوت الفنان لطفي بوشناق لذلك تابع الجمهور الحاضر مجموعة أخرى من الأغاني مثل « حلق الواد» و«يا الأيام كفاية» و«عشاق الدنيا » و« كيف شبحت خيالك ».
ولأن لبوشناق تجربة أيضا في الأغاني الصوفية فقد غنى «صلاح بلادي » التي كتب كلماتها جلال سويدي و لم يبخل على جمهوره بتقديم « أسماء الله الحسنى » التي تعودنا ولسنوات طويلة على سماعها إثر آذان المغرب خلال شهر رمضان على شاشات التلفزة التونسية، ولم يفوت عرض «عايش لغناياتي » فرصة تقديم جانب الأغاني للأطفال فكانت « مي مي » حاضرة خلال هذا العرض الذي كان مسك ختامه بأغنية من التراث التونسي « انزاد النبي » .
«مسؤولية كبيرة..»
« لم تكن سهرة سهلة، وأتمنى أنني كنت ناجحا في تأدية الأمانة بكل صدق وإخلاص ، كما أتمنى أن أظل في الذاكرة ، فليس من السهل حفر صورة في ذاكرة الجمهور والأصعب دائما الحفاظ عليها لأنها مسؤولية كبيرة ومهمة فنية وإنسانية صعبة ..».
هذا ما قاله الفنان لطفي بوشناق خلال الندوة الصحفية إثر عرض « عايش لغناياتي» وكانت اجاباته على أسئلة الصحفيين صادقة وعفوية كعادته كما أعرب عن أسفه الشديد لما يحصل في غزة وعبر عن حسرته لعدم تمكن بث حفله مباشرة على النت لعدد من أهالي غزة بسبب انقطاع الأنترنات .
والأكيد أن سهرة افتتاح مهرجان قرطاج الدولي كانت ناجحة فنيا وجماهيريا وتنظيميا لتكون انطلاقة جيدة لسلسلة من العروض التونسية والعربية والعالمية الأخرى التي سيتابعها جمهور مهرجان قرطاج خلال هذه الدورة التي تختتم يوم 17 أوت.
في الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية : مشاركة 4 أفلام تونسية طويلة في المسابقة الرسمية وتكريم للسينما السينغالية
اختارت الهيئة المديرة للدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية التي ستنعقد فعالياتها من 14 الى 21 …