في انتظار عودته روديــغــاز يـُعــيـــد الترجي إلى الميركاتو

غاب المهاجم البرازيلي رودريغو رودريغاز عن الموعد المحدّد لاستئناف التحضيرات مع الترجي في مؤشر على اقتراب وصول العلاقة بين الطرفين الى نفق مسدود بعد أن عبّر هداف «البلاي أوف» عن رغبته في تغيير الأجواء مقابل رفض فريق باب سويقة لخروجه خاصة وأنه مازال مرتبطا بعقد لكن عدم تحمسه للبقاء قد يجعل إضافته منعدمة وبالتالي سيكون الملف مفتوحا على جميع الاحتمالات في الظرف الذي مازالت فيه بقية الملفات عالقة كتجديد العقود أو الانتدابات وكذلك الغربلة وذلك قبل الشروع في المرحلة الثانية والأهم من برنامج الاستعدادات للموسم الجديد والذي يفترض أن يشهد حضور أغلب مكونات الرصيد البشري الذي سيدخل غمار الموسم المقبل.

وبات رودريغو رودريغاز الأجنبي الوحيد الغائب عن التدريبات حيث يفترض أن يكون الغامبي كيبا سو قد التحق أمس بزملائه بعد أن فعّلت الهيئة بند شراء عقده من مستقبل سليمان ليصبح رسميا على ذمة الترجي غير أن بقاؤه ليس مؤكدا وبالتالي قد يعود الترجي بقوة في سوق الانتقالات للتعاقد مع قلب هجوم في ظل نقص الخيارات وحتمية إيجاد منافس قوي ليوسف العبدلي الذي كان قدومه في إطار البحث عن حل بديل لرودريغاز الذي سيغيّر موقفه جميع المعطيات سواء بالايجاب أو السلب وهو ما سيحدّد طريقة تصرف إدارة حمدي المؤدب التي تواصل مساعيها لاستقدام عناصر من السوق المحلية كالظهير الأيسر حسام بن علي الذي تلقى عرضا من الترجي في انتظار توضّح موقفه مع النجم الساحلي المطالب بخلاصه تفاديا لفسخ العقد من جانب واحد.

عدم قناعة

لم يعوّل المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو على الغامبي كيبا سو كثيرا في الشطر الثاني من الموسم الماضي رغم المؤشرات الطيبة التي أظهرها مع سلفه طارق ثابت ليغادر الحسابات تدريجيا ويصبح في نهاية الموسم خارج القائمة في البطولة بسبب القانون الذي يفرض وجود ستة أجانب على ورقة المقابلة، ودفع سو ثمن التألق اللافت لرودريغاز في مرحلة اللقب لتتراجع أسهمه بشكل قياسي ويخسر نقاطا ثمينة في سباق التنافس على مكان تحت دائرة الضوء بعد أن أظهر في بداية مشواره امكانات فنية وبدنية طيبة كما أن صغر سنه جعله مشروع مهاجم متميز وقادر على إعادة نجاحات عديد الأسماء التي سطع نجمها في الترجي وآخرها يانيك نجانغ.

ولئن سيسجّل سو عودته الى التحضيرات بعد أن كان مرشّحا للخروج، فإن مواصلته المشوار لن تكون تحصيل حاصل بسبب عدم اقتناع المدرب كاردوزو بقدراته حيث قد يلحق بقائمة المغادرين أو يبقى عنصرا بديلا في أفضل الحالات لتكون وضعيته غامضة شأنه شأن محمد علي بن حمودة الذي مازال بعيدا عن المجموعة والمرشح بقوة للانتقال الى البطولة الجزائرية بعد أن خيّب الآمال في آخر موسمين وأصبح غير مرغوب فيه بقرار من الإطار الفني الذي ارتأى في مطلع التحضيرات المراهنة على العناصر التي سيعوّل عليها خلال الموسم الجديد مع الزجّ ببعض الشبان للتعرف على حقيقة قدراتهم.

ضرورة حتمية

سيكون الترجي في ورطة حقيقية في صورة إصرار رودريغاز على الرحيل ذلك أن عدم القناعة بكيبا سو واقتراب رحيل محمد علي بن حمودة سيترك الفراغ كبيرا في مقدمة الخط الأمامي في موسم يستوجب خيارات عديدة ومتنوعة يكون بإمكان الاطار الفني البناء عليها فنيا وتكتيكيا، ولا يبدو منح الفرصة لبعض الشبان الموجودين في التدريبات حاليا على غرار زين الدين كادة واردا ليكون الدخول الى سوق الانتقالات الصيفية بقوة ضروريا باعتبار أن التعاقدات الأخيرة لم تأخذ زخّما كبيرا حيث بات الترجي مطالبا بالتعاقد مع مهاجم «سوبر» ينقله إلى واقع جديد ويحسّن المعدلات التهديفية التي لم ترتق إلى الدرجة المأمولة في الموسم الفارط وحرمت الفريق من الفوز بكأس رابطة الابطال الإفريقية بعد أن صام عز التهديف طيلة 180 دقيقة ضد الأهلي المصري، فوجود مهاجم قناص سيزيد من الحظوظ في النجاح في التحديات الكبيرة التي سيدخلها بطل تونس ويمكّنه من تجاوز المواعيد الصعبة التي تنتظره على جميع الواجهات.

ويبقى الوصول الى حلّ مع الهداف البرازيلي رودريغاز مطلبا ملحا سواء بإقناعه بالمواصلة أو التفويت فيه بمقابل مادي يضمن ضمّ اسم كبير يكون قادرا على قيادة الترجي الى الانتصارات والألقاب في موسم يريده الجميع استثنائيا لكنه يتطلب تضحيات وحسن تصرف في الانتدابات التي ترفع من قيمة المجموعة فرديا وجماعيا وتغطي النقائص الواضحة، ولن يكون تعويض  رودريغاز في صورة عدم عودته هيّنا خاصة وأن الترجي عانى طويلا قبل التعاقد مع مهاجم سجّل أرقاما جيدة في موسمه الأول حيث تعددت التجارب الفاشلة لعديد اللاعبين الأفارقة كما أن الحلول المحلية لم تعط الثمار المطلوبة ليكون الاختيار صعبا لكن الحلّ سيكون من السوق الأجنبية في ظل شحّ البطولة الوطنية من الأسماء القادرة على تقديم الاضافة رغم التفكير سابقا في ابن الدار هيثم الجويني المرتبط مع الملعب التونسي والذي يملك بدوره عروضا خارجية.