«الصحافة اليوم» تواكب معاناة أهالي الجريد في الحرّ الشديد : اللجوء إلى واحات الاصطياف من أبرز الحلول
وسط درجات حرارة تعتبر هي الأعلى على المستوى الوطني ، يجابه أهالي ولاية توزر يوميا صعوبات كبيرة في التأقلم مع موجات الحر الشديد التي تستمر ليلا ونهارا مما يتطلب إجراءات خاصة للحماية والتوقي من الآثار السلبية لهذا الحر مثل ضربات الشمس التي تهدد خاصة العاملين في أنشطة المقاولات والبناء.
وفي ريبورتاج خاص حاولت «الصحافة اليوم» تسليط الضوء على كيفية مجابهة متساكني ربوع الجريد لهذا الوضع الجوي المتميز خاصة بارتفاع درجات الحرارة وبهبوب رياح السموم أوما يعرف بـ«الشهيلي» والتي تتحول في احيان كثيرة إلى دواوير رملية مزعجة خاصة للنساء اللاتي يشقين يوميا في تنظيف بيوتهن من الاتربة وفي تلطيف اجواء الحر بطرق مختلفة منها ما هوتقليدي وماهوحديث. حيث يواجه السكان هذه الحرارة بعادات دأبوا عليها تتمثل خاصة في التقليل من مختلف الأنشطة (الاقتصادية والتجارية وغيرها) في الفترة الصباحية، والبقاء لأطول وقت ممكن داخل المنازل، علاوة على استعمال التكييف للتخفيف من وطأة الحرارة رغم انه في بعض الاحيان التي تشتد فيها الحرارة ينخفض مفعوله كملطف للهواء ويصدر وهجا بدل الهواء البارد.
وتشير في هذا الصدد السيدة جميلة وهي من متساكنات عمادة المحاسن بأن منزلها يقع في مرتفع بعيدا عن مركز البلدة مما يدفعها يوميا للتنقل مئات الأمتار في الذهاب ومثلها في الإياب على قدميها بحكم انها لا تمتلك وسيلة نقل لقضاء شؤون المنزل ولإيصال أبنائها خلال موسم الدراسة إلى المدرسة، مبينة بأن قطع هذه المسافة يوميا جعلها منهكة دائما كما أصابها بأضرار على مستوى قدميها مشيرة أيضا بأن شقاء التنقل خلال الصيف يكون أكثر حدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما يسبب لها اوجاعا دائمة على مستوى الرأس.اضف إلى هذه المعاناة انقطاع مياه الحنفية التي نغصت عليهم العيش.
مجابهة «نيران» الطقس مثلما أطلقت عليها ذلك السيدة سهام نبيلي تعد تحديا صعبا تحاول النسوة والرجال التغلب عليه بشتى الطرق ومن ابرزها استعمال أدوات الحماية التقليدية المستخدمة من سعف النخيل مثل مظلات الرأس التي أصبح صانعوها يبدعون في أشكالها وزخرفها مبينة أيضا بأن بعض عادات تبريد مياه الشرب عادت بقوة للاستعمال على غرار «القربة» أوما يعرف بـ«الشكوى» وهي عبارة على جلد ماعز تتم معالجته بطرق تقليدية وتحويله إلى آنية لتبريد الماء بعد تعقيمه بالأعشاب ومادة «القطران « وتضيف السيدة سهام بأن الأهالي في الجريد اعتادوا على ارتفاع درجات الحرارة ولم تعد تعيقهم عن القيام بانشطتهم الحياتية حيث انهم تكيفوا مع الحر الشديد باعتباره سمة بارزة للمنطقة ولا مفر منه…
وليس غريبا عن أهالي الجريد فحبّهم للنخلة جعلهم يتخذون منها ملاذا يقيهم من حر الصيف حيث يعمد الكثير منهم إلى التوجه إلى الواحات للاستظلال بجريد النخيل ويؤكد احد الفلاحين هناك بأن الواحة أصبحت قبلة لكل الناس يقضون فيها أوقاتا ممتعة حيث النسيم العليل مبينا ايضا بأن العديد من الفضاءات الترفيهية الخاصة تم فتحها داخل غابات النخيل لاستقبال العائلات أين يتمكن الأطفال من الاستمتاع بمناظر الواحة واللعب والترفيه.
ولئن اختلفت طرق التوقي من حرارة الطقس عند أهالي الجريد وتنوعت الوسائل في ذلك منذ القدم الى حد اليوم الا أن الكثير منهم يخيرون فكرة اللجوء إلى البحر والاصطياف في الشواطئ بدل البقاء في المنطقة التي بات طقسها لايحتمل بالنسبة إليهم في حين يرى اخرون ان ارتفاع درجات الحرارة مسألة طبيعية فيها حكمة إلاهية في منطقة منتجة للتمور التي يتطلب نضجها حرارة مرتفعة حيث يشير احد الفلاحين في حديثه إلينا بأن الحرارة جد ضرورية لكي تنضج ثمرة التمر وهوما يفرض عليهم تحمل لهيب ونيران الحرارة قائلا بلهجته الجريدية « ما يطيب التمر الا ما نطيبوا احنا..».
ويذكر أن ولاية توزر كانت سجلت الأعوام الماضية وخاصة خلال صائفة 2023 درجات حرارة اعتبرت من بين الأعلى في العالم، حيث حلت الثانية عالميا، وذلك راجع، وفق الملاحظين، للتغيرات المناخية وخاصة غياب الغطاء الغابي والتشجير لترطيب الجو وتعديل درجات الحرارة.
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…