بعد العودة التدريجية إلى التمارين : معادلة صعبة تنتظر الترجي في ملف الأجانب

استهل الترجي الرياضي تحضيراته للموسم الجديد بإجراء أول حصة تدريبية يوم الاثنين الفارط بقيادة المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو الــذي عقد اجتماعا صباحيا مع اللاعبـــين خصـّصه لوضع ملامح العمل في الفترة القادمة وكذلك الأهداف المرســومة، ومقابل ظهور الثلاثي الجديد بشير بن سعيد وأيمن بن محمد ويوسف العبدلي فضلا عن ياسين مرياح ومحمد بن علي اللذين سيواصلان التجربة لموسمين إضافيين فإن انطلاقة التحضيرات كانت مبتورة في ظل نهاية عقود بعض الركائز وكذلك إبعاد عديد الأسماء التي أصبحت على أبواب الرحيل رغم أنها كانت من الخيارات الهامة في الموسم الفارط على غرار أسامة بوقرة والذي يعتبر احتجابه من المفاجآت رغم أنه خسر نقاطا عديدة بسبب التراجع الكبير في مستواه وغياب الفاعلية على مستوى التهديف.

وعلاوة على ملف تجديد عقود اللاعبين والذي مازال يراوح الى حدود صباح أمس مكانه، يسيطر الغموض على بقاء المهاجم البرازيلي رودريغو رودريغاز الذي يريد تغيير الأجواء رغم ارتباطه مع فريق باب سويقة حيث لم يكن حاضرا شأنه شأن بقية الأجانب عند العودة الى التمارين غير أن وضعيته تبدو أكثر تعقيدا وقد تتطور الى الأسوإ في صورة عدم الالتحاق بالمجموعة قريبا وهو ما ينبىء بجدال جديد يهم لاعبا أجنبيا والذين لم يجن من أغلبهم الترجي في السنوات الأخيرة سوى المشاكل في ما يخصّ فكّ الارتباط معهم والذي كان ثمنه مرتفعا وزاد في حجم المصاريف.

ثنائي مضمون

ستعرف قائمة الأجانب تحويرات كبيرة بعد فسخ عقد أندري بوكيا وتأهب حسام الدين غشة للعودة الى البطولة الجزائرية في انتظار التعرف على موقف رودريغو رودريغاز الذي قد تعجّل رغبته في خوض تجربة جديدة بنهاية مشواره مع الترجي طالما أن بقاءه قد لا يكون مفيدا في صورة عدم وجود الحافز، كما أن مواطنه يان ساس قد ينسج على منواله وبالتالي بات بطل تونس مهددا بخسارة عموده الفقري في الخط الأمامي وصانعي نجاحاته في الموسم الفارط سواء على الصعيد المحلي أو القاري حيث لعبا دورا كبيرا في التتويج بالبطولة الوطنية وكذلك بلوغ الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية ما فتح الطريق أمام حجز مقعد في «مونديال» الأندية والتي تغري أي لاعب بالقدوم ما يساعد الترجي على نيل مبتغاه من فترة الانتقالات الصيفية.

وضمن الترجي حاليا بقاء المدافع محمد أمين توغاي ومتوسط الميدان الدفاعي روجي أهولو في انتظار توضح الرؤية بخصوص بقية الأجانب المرتبطين بعقود ومنهم الثنائي الشاب أوناشي أغبيلو وكيبا سو ما يؤكد أن الترجي مقبل على صائفة ساخنة بكل المقاييس في ظل ضرورة القيام بتعزيزات نوعية من شأنها نقل الفريق الى واقع أفضل وكذلك محاولة المحافظة على الاستقرار باعتبار أن إعادة البناء تحتاج وقتا طويلا لجني الثمار وهو ما لا يساعد زملاء ياسين مرياح المطالبين بالدخول بقوة في الموسم الجديد الذي سيعرف خوض تحديات كبيرة وسيكون للعناصر الأجنبية دور هام في إنجاحها مثلما كان الحال في أغلب الإنجازات التي حققها الترجي حيث تحتفظ الذاكرة بهدف هاريسون أفول في نهائي الابطال 2011 ومساهمة يوسف البلايلي في نجمتي 2018 و2019 والذي مازال من المطلوبين لتعزيز الصفوف بحكم معرفته الجيدة بالأجواء وقدرته على تقديم الإضافة اللازمة في الخط الأمامي.

القيمة الفنية

بعد رفع الجامعة لحصة كل فريق من الأجانب الى سبعة علاوة على لاعب ثامن تحت السن القانوني، سيكون بمقدور الترجي مبدئيا التعاقد مع ثلاثة لاعبين جدد لكن العدد قد يرتفع في صورة رحيل رودريغو رودريغاز وبالتالي سينصب التركيز على القيام بانتدابات وازنة في المراكز التي تشكو نقصا رغم أن فرضية عدم إكمال النصاب واردة في ظل عدم التعويل سوى على أربعة لاعبين فوق الميدان في المسابقة المحلية والذي دفع عديد اللاعبين ثمنه غاليا بسبب عدم الانتظام في المشاركات والأمر يتعلق أساسا بالجزائري حسام الدين غشة وبدرجة أقل أندري بوكيا حيث غابا عن جانب كبير من مباريات البطولة ما حرمهما من فرصة البروز وإثبات جدارتهما في البقاء مع المجموعة.

وقد يركّز الاطار الفني في التعاقدات الأجنبية على القيمة الفنية والأسماء الرنانة والقادرة على صنع الفارق بدل تكديس اللاعبين طالما أن التجارب الفارطة أكدت عدم مردودية ذلك رياضيا وماديا وأثقلت كاهل الفريق الذي اضطر الى القيام بتضحيات كبيرة للتخلص من الأعباء الكبيرة لعناصر أثبتت محدوديتها، وسيكون الترجي أمام معادلة صعبة تهم حاجياته من اللاعبين الأجانب ذلك أن المدرب البرتغالي قد يفرض توجهاته في «الميركاتو» على ضوء النقائص الموجودة مثلما قد يتريّث المسؤولون كثيرا قبل حسم التعاقدات في انتظار الصفقة «السوبر» التي ينتظرها الأحباء وخاصة في وسط الميدان والهجوم اللذين يشكوان نقصا في الخيارات بعد هبوب رياح التغيير في مستهل الموسم الجديــد بخروج عناصر تعتبر من الخيارات الهامة في منــــظومة اللعب التي يأمل الجميع في تطورها وخـــاصة عـلى مــستوى صناعة اللعب.