2024-07-16

الترجي مازال بعيدا عن «ميركاتو المونديال» : الصفقة «السوبر» من تكون؟

شرع الترجي الرياضي أمس في التحضيرات للموسم الجديد والذي سيكون ماراطونيا بكل المقاييس حيث سينافس بطل تونس على أكثر من واجهة محلية وقارية كما سيعرف مشاركة تاريخية في “مونديال” الأندية الذي سيقام بالولايات المتحدة الأمريكية في الصائفة المقبلة والذي سيأخذ حيّزا هاما من التفكير في ظل حتمية توفير جميع مستلزمات النجاح في هذا الحدث الذي سيعرف حضور “الصفوة” في العالم وهو ما يجعل التحدي كبيرا.

وينصب تركيز المسؤولين والاطار الفني في الظرف الحالي وبالتوازي مع انطلاق التحضيرات على ملف الانتدابات الذي من شأنه نقل الفريق الى واقع جديد وتعزيز فرصه في خوض موسم استثنائي وتاريخي بكل المقاييس باعتبار ان حجم الطموحات ارتفع كثيرا ما يفرض القيام بتعزيزات من الحجم الثقيل لتحسين الآليات الفردية والجماعية وتمكين المدرب ميغيل كاردوزو من “أسلحة فتاكة” بمقدورها هزّ المنافسين ووضع الترجي في المدار الصحيح حيث أصبحت الكرة في مرماه بعد أن أخذ الوقت الكافي للتعرف على المجموعة وأصبح خبيرا بالأجواء.

نسق بطيء

مازال نسق التعاقدات بطيئا من ناحية “الكيف” قياسا بالرهانات التي تنتظر الترجي حيث سبقت فترة انطلاق التحضيرات التعاقد مع الثلاثي بشير بن سعيد وأيمن بن محمد ويوسف العبدلي علاوة على التجديد لياسين مرياح ومحمد بن علي وهي خيارات هدفها الرئيسي دعم الرصيد البشري وسدّ النقائص الموجودة فضلا عن فرض الاستقرار في الخط الخلفي، وضمن فريق باب سويقة تعزيز التنافس غير أن الشكوك حول قدرة بعض الوافدين على تقديم الإضافة المرجوة بما أن العبدلي كانت له تجربة فاشلة مع الفريق في حين قد يحول غياب الاستقرار دون بروز بن محمد مثلما كان الحال في نهاية محطته الأولى عندما كان من الأسماء التي ساهمت في التربع على عرش القارة لعامين متتاليين، ومازال الترجي مصرا على الحسم في بعض المراكز على غرار الجهة اليسرى والتي قد يؤمنها من جديد محمد أمين بن حميدة أو يقع ضمّ لاعب جديد لكن القناعة راسخة بضرورة المرور إلى السرعة القصوى في ملف الانتدابات الخارجية حيث سيكون قادرا على ضمّ 3 لاعبين جدد ما يعزّز من هامش الاختيار في المسابقات الخارجية.

نجم فوق العادة

يحتاج الترجي الى لاعب “سوبر” في موسم “الأحلام” ذلك أن التعزيزات التي سيقوم بها الترجي في الميركاتو الصيفي قد لا يكون لها وزن كبير في صورة عدم جلب نجم قادر على صنع الفارق في أي لحظة، ولعل النجاحات الكبيرة التي رافقت فريق باب سويقة وخاصة على الصعيد القاري تزامنت مع وجود عناصر متميزة وموهوبة كيوسف المساكني ويوسف البلايلي الذي قد يعود الى صفوف “الأحمر والأصفر” لكن ضمانات النجاح ليست كما كانت في مروره الثاني بسبب عامل السن والمشاكل التي تلازمه وحدّت من إنجازاته قياسا بامكاناته الفنية العالية.

ومع خلوّ الساحة المحلية من العناصر المتميزة من الناحية الفنية، سيلجأ الترجي إلى السوق الأجنبية من خلال البحث عن لاعب أو لاعبين بمقدورها “صنع الربيع” خاصة وأنه يملك القدرات المالية المطلوبة للدخول بقوة في سباق الانتقالات رغم التركيز في المواسم الأخيرة على اللاعبين المنتهية عقودهم لكن قيمة الرهانات في الموسم المقبل ستفرض القيام بتضحيات كبيرة من الناحية المادية ليكون الرصيد البشري متكاملا وقادرا على تحقيق الأهداف المرسومة.

أي مركز؟

في انتظار الحسم في مسألة تجديد العقود والتي تهمّ بالأساس الدفاع أو وسط الميدان، سيكون تعزيز الخط الأمامي الهاجس الأكبر للترجي في ظل الحاجة الى تقوية المنافسة وإيجاد الحلول التي كانت مفقودة في الموسم الفارط عكس الخط الخلفي الذي كان القاطرة الى النجاح والمحور الأول في الفلسفة التدريبية لميغيل كاردوزو غير أن الوضع سيتغيّر كليا مع ارتفاع حجم الآمال والسعي الى تأكيد المؤشرات المطمئنة التي قدّمها الفريق، وسيضاعف التعاقد مع مهاجم جديد أو صانع ألعاب من حظوظ الفريق في تحقيق الأهداف المرسومة بحكم الحاجة الماسة الى تحسين عملية التنشيط الهجومي والتي كانت ضعيفة فضلا عن إيجاد منافس قوي في مقدمة الهجوم مع إمكانية رحيل الهداف رودريغو رودريغاز الذي سيستأنف التدريبات لكن بقاءه غير مؤكد ما يحتّم إيجاد بديل أفضل بحكم فشل قلب الهجوم الأساسي في رابطة الابطال خلال الموسم الفارط والذي محى نسبيا نجاحه المحلي.

ولعل التفريط في أندري بوكيا وحسام الدين عشة يؤكد سعي الترجي إلى التعاقد مع لاعبين بجودة فنية أكبر في المراكز التي تشهد نقصا  على غرار الرواقين الأيمن والأيسر، ولا يستبعد أن يعوّل فريق باب سويقة من جديد على السوق اللاتينية بعد نجاح رودريغاز وساس كما أن التعاقد مع أسماء برتغالية يبقى واردا حيث يوجد مهاجم بيترو أتلتيكو قيديش تحت المجهر ولعل وجود مدرب من هذا البلد قد يزيد من هذه الفرضية.

إغراءات «المونديال»

تغري المشاركات الهامة في الموسم القادم وعلى رأسها “مونديال” الأندية أي لاعب بالقدوم  خاصة وأن الترجي واجهة مهمة للبروز في ظل مراهنته على الأدوار الاولى كما أن الفرصة ستكون مواتية لطرق أبواب جديدة وهو ما قد يسهّل الاتصالات التي ستأخذ منحى تصاعديا في قادم الأيام بحكم الحرص على تدعيم المجموعة مبكرا لخلق الانسجام وتوضيح الرؤية للاطار الفني الذي سيطالب بدوره بأسماء وازنة تكون من نقاط القوة البارزة.

ولعل المؤشرات الموجودة بدخول المنافسين التقليديين محليا بقوة في سباق “الميركاتو” من العوامل التي ستجعل الترجي يسابق الزمن لإتمام صفقات من العيار الثقيل سواء بإعادة نجومه السابقين أو التعاقد مع عناصر تملك القدرات التي تؤهل الفريق لمواصلة الهيمنة في البطولة وقيادته إلى منصات التتويج خارجيا وهو الهدف الأهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

نقطة ضوء وسط عتمة الأداء المجبري يفتح صفحة جديدة مع «النسور»

كان متوسط الميدان حنبعل المجبري الشمعة المضيئة في مواجهة المنتخب القُمري حيث تزامن ظهوره ا…