2024-07-16

في كلمة وزير الخارجية بمناسبة العيد الوطني للجمهورية الفرنسية: مواصلة العمل على تعزيز روابط التعاون مع المنتخبين الجدد

تحيي فرنسا هذه السنة عيدها الوطني في ظل ظروف داخلية جيوسياسية استثنائية خاصة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية وحصول اليسار الفرنسي على المرتبة الأولى متقدما على حزب الرئيس الفرنسي وعلى القوى اليمينية المتطرفة كما تحتفي فرنسا بهذه الذكرى في ظل علاقات متذبذبة مع حلفائها وشركائها ومع عدد من البلدان الافريقية.

ويرى بعض المتابعين أنه على الرغم من كل هذه المتغيرات فإن علاقة تونس بفرنسا تكتسي طابعا خاصا حيث يصنفها البعض في خانة الصداقة والتشابك حيث تعد الجالية التونسية بالخارج بفرنسا الأكثر عددا مقارنة بعدد السكان إذ يقيم هناك مالا يقل عن 800 ألف تونسي في فرنسا كما تعد فرنسا الشريك الاقتصادي الأول والمستثمر الأكبر حيث تتركز في تونس 1400 شركة فرنسية وتوفر قرابة 150 ألف فرصة عمل.

كما تظل فرنسا أكبر بلد يتوافد منه السيّاح رغم انخفاض وتيرة تدفقهم منذ سنة 2011 ومن جهة أخرى تطمح فرنسا من خلال المشاريع المبرمجة في السنوات القادمة في ظل شراكتها مع تونس إلى تعزيز استثماراتها خاصة في وجود تخوفات من تراجع وجودها مقابل تفاقم الحضورالإيطالي في تونس في السنوات الأخيرة.

وعلى الرغم من تراجع الوجود الفرنسي في عديد الدول الإفريقية بما في ذلك دول شمال إفريقيا تبقى تونس فضاء مثاليا لمواصلة علاقاتها المتميزة مع أفريقيا وقد تشهد هذه العلاقة مزيدا من التقارب خاصة على مستوى الملفات الإقليمية والدولية بعد الانتخابات التشريعية الفرنسية وهو ما أكده وزير الشؤون الخارجية نبيل عمار في إطار الكلمة التي ألقاها بمناسبة إحياء اليوم الوطني للجمهورية الفرنسية بمقر السفارة الفرنسية حيث شدد على أن «تونس متمسكة بالارتقاء المتواصل للعلاقات مع فرنسا».

وأكد عمار احترام تونس لهذا القرار السيادي، ومواصلة العمل على تعزيز روابط التعاون مع المنتخبين الجدد، مشيرا الى ان تونس مقدمة بدورها، على مسار انتخابي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية خلال الأسابيع القادمة.

وتقدّم وزير الخارجية لسفيرة فرنسا بتونس، بالشكر على سرعة الإجراءات التي اتخذتها بلادها بالفعل وعلى كل ما ستقدمه، لتمكين مواطنينا المقيمين بفرنسا، من الإدلاء بأصواتهم في أحسن الظروف خلال هذا الاقتراع الهام، وخصّ بالذكر كافة مزدوجي الجنسية، مواطني تونس وفرنسا الذين يتمتعون بمواطنة كاملة في كلا البلدين والذين يعزّزون التقارب بينهما.متابعا أن عددا كبيرا منهم قد قدّم الكثير لإشعاع  البلدين  في جميع المجالات وعلى مرّ الأزمنة، مذكرا في هذا السياق، بأنّ تونس، التي تدرك وتثمّن إسهامات كفاءاتها التونسية بالخارج، سواء لفائدة بلدهم الأم أو لفائدة بلد الإقامة، تعتزم تنظيم منتدى وطني خاص بهم يومي 6 و7 أوت المقبل.

كما بين ان تونس تسعى من خلال ذلك إلى الشروع في إنشاء مقاربة جديدة في علاقتها مع مواطنيها المغتربين، بهدف تيسير انخراطهم بطريقة أفضل في مسار تنمية البلاد والاستفادة من خبراتهم المتراكمة في عديد المجالات البارزة.

وقال متوجها للسفيرة «ان تونس متمسكة بالارتقاء المتواصل للعلاقات مع بلدكم، وهي علاقات تاريخية تتميز بروابط خاصة بين شعبينا. إن التفاهم وانتظام التواصل بين الرئيسين قيس سعيّد وإيمانويل ماكرون، يشكّلان رصيدا هاما لعلاقاتنا. كما شهدت هذه السنة، خلال شهر فيفري المنقضي زيارة رئيس الحكومة إلى فرنسا، تلبية لدعوة نظيره الفرنسي».

وأضاف ان هذا الانسجام على أعلى مستوى في الدولة يجب أن يحتذى به من قبل جميع كبار المسؤولين في كلا البلدين دون استعاضة وفي جميع الظروف.

وبين ان العلاقات الثنائية تكتسب كامل أهميتها عند الأخذ بعين الاعتبار كل ما يتعيّن القيام به معًا لمجابهة التحديات الجسيمة والمتعددة التي تواجهنا والتي قد نورثها للأجيال القادمة في حال تغاضينا عن معالجتها.

وأشار الى ان هذه التحديات التي تجابهها منطقتنا المتوسطية بشكل مباشر، تؤثّر أيضا على الأمن والسلام الدوليين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الخبير البيئي عادل الهنتاتي لـ«الصحافة اليوم»: تونس بحاجة إلى تفعيل الدراسات العلمية والتقنية لمعالجة الإشكاليات البيئية

تردّي الوضع البيئي وتراجع مؤشرات جودة الحياة في تونس تحول إلى إشكال حقيقي لدى المواطن التو…