2024-07-14

من أجل نفاذ المرأة في الوسط الريفي والواحي إلى التمويل المناخي: إدراج مفهوم النوع الاجتماعي في تمويل المناخ

تعد التغيرات المناخية أكبر التحديات في العالم خلال القرن الحالي حيث تختلف تأثيراتها باختلاف المكان والأجيال والأعمار ومستوى الدخل والنوع الاجتماعي ومن المؤكد ان هذه التغيرات قد تؤثر سلبا على النساء والرجال العاملين في مجالات ذات علاقة بالموارد الطبيعية على غرار قطاع الفلاحة إلا ان هذه التغيرات ليس لها نفس التأثيرات على كلا الجنسين.

وتعتبر النساء في الوسط الريفي الأكثر عرضة لآثار التغيرات المناخية لأنهن يعتمدن بشكل كبير على الموارد الطبيعية القابلة للنفاذ وهو ما يتطلب اعتماد نهج محلي للمطالبة بعدالة مناخية في تونس وضمان تكييف الحلول مع الاحتياجات المحددة للمرأة في الوسط الريفي والواحي اين تلعب الجهات الفاعلة المحلية دورا رئيسيا في تنفيذ حلول مناخية محلية فعالة .

وفي هذا الإطار يندرج مشروع «فينا كليمة النوع الاجتماعي والتمويل المناخي» الذي تنفذه جمعية «شباب تونس يؤثر» على امتداد سنتين بالشراكة مع منظمة «أكينا ـ ماما ـ وا ـ أفريكا» ضمن برنامج «أصوات من أجل العمل المناخي» لدعم جهود الجهات الفاعلة المحلية العاملة في المجال المتعلق بالنوع الاجتماعي وضمان حصولها على الموارد والمهارات اللازمة لتطوير وتنفيذ الحلول المناخية خاصة على المستوى المحلي.

ويسعىمشروع «فينا كليمة النوع الاجتماعي والتمويل المناخي» إلى تحقيق العدالة المناخية من خلال مناصرة إدراج مفهوم النوع الاجتماعي في برامج التمويل المناخي لدى صناع القرار والأطراف المتدخلة وحثهم على تعزيز وصول النساء في الوسط الريفي إلى برامج التمويل المتعلق بالمناخ.

وتواصل جمعية «شباب تونس يؤثر» حملة المناصرة التي كانت قد أطلقتها مؤخرا حول «النوع الاجتماعي وتمويل المناخ» وتهدف الى تعزيز المشاركة الفعالة لأصحاب المصلحة المعنيين بتمويل المناخ والمساواة بين الجنسين في تونس لتذليل الصعوبات امام النساء في الوسطين الريفي والواحي للحصول على التمويلات اللازمة من أجل المشاركة في المشاريع المتعلقة بتغير المناخ.

وتعتمد الجمعية خلال حملتها الاتصالية على ورقة السياسات التي تعتبر خارطة لحملة مناصرة واسعة النطاق لدمج النوع الاجتماعي والتي تتمحور حول الثغرات الحالية والتحديات التي تواجه إدماج البعد الجندري في السياسات وبرامج التمويل المناخي مع تسليط الضوء على العقبات المحددة التي تواجهها النساء وتشمل الثغرات على سبيل المثال ضعف وصول النساء إلى التمويل المناخي ونقص التقييم واستمرارية المشاريع المتعلقة بالمرأة والتغيرات المناخية والوصول المحدود للنساء إلى الأراضي والهشاشة في ما يتعلق بالوصول إلى المياه ونقص البيانات المفصلة حسب الجنس والمشاركة الضعيفة للنساء في عمليات اتخاذ القرار من بين النقاط الرئيسية التي يمكن تناولها في هذا المستند.

ويتعلق الامر وفقا لما اكدته السيدة حسيبة بلغيث رئيسة مشروع «فينا كليمة النوع الاجتماعي وتمويل المناخ» بتوجيه نداء الى صناع القرار من اجل ايلاء المزيد من الاهتمام للمرأة التونسية خاصة في المناطق الريفية لتكون قادرة على تزويدها بكل الوسائل المتاحة لمكافحة اثار تغير المناخ دون اغفال العقبات المحددة التي تواجهها.

تؤكد هذه الجوانب على أهمية تطوير آليات تمويل مناخي تراعي البعد الجندري لا سيما النساء في المناطق الريفية والواحية لضمان نهج شامل وعادل في مكافحة التغير المناخي عبر مساعدة النساء على بعث مشاريعهن الخضراء التي تهدف الى تعزيز تمكينهن الاجتماعي والاقتصادي.

كما اصدرت جمعية «شباب تونس يؤثر» «دليل الفاعلين المحليين في مجال التغيرات المناخية والجندرة» يهدف الى تسليط الضوء على تغير المناخ واثاره على المرأة في الوسط الريفي والواحي في تونس ويهدف كذلك الى تعزيز القدرة على الحصول على التمويل المتعلق بتغير المناخ ويتضمن الدليل معلومات واضحة وعلمية حول هشاشة المرأة في الوسط الريفي والواحي وعلاقتها بالموارد الطبيعية القابلة للنفاذ كما يقدم امثلة ملموسة للحلول المحلية المبتكرة التي يمكن تنفيذها في مختلف المناطق في تونس وهو ما يساعد على تحقيق اهداف التنمية المستدامة وضمان عدالة مناخية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمكين الشباب في تونس و تنمية بيئة آمنة وشاملة على الانترنات : غرس الثقافة الرقمية والتشجيع على السلوك المسؤول على الإنترنات

غالبًا ما يلعب الشباب دورًا حاسمًا في أوقات الأزمات والكوارث فبفضل طاقتهم وإبداعهم ومعرفته…