الرئيس يطّلع على الأوضاع في جبنيانة والعامرة: الحلول لابد أن تكتسي بعدا إقليميا ودوليا للخروج من أزمة الهجرة غير النظامية
تتفاقم أوضاع المهاجرين غير النظاميين خاصة بمعتمديتي العامرة وجبنيانة في ظل عدم قدرة أعداد كبيرة من هؤلاء المهاجرين على التوجه إلى السواحل الأوروبية على متن قوارب الهجرة السرية نتيجة الجهود الأمنية للتصدي لعمليات االحرقةب المتواصلة من السواحل التونسية لعدد هام من الأفارقة جنوب الصحراء القادمين من مختلف المناطق الحدودية المجاورة.
وقد تفاقمت الوضعية المأساوية لهؤلاء المهاجرين نتيجة ا تقصيرب المنظمات الدولية المعنية بظاهرة الهجرة وعدم المساعدة على إيجاد حلول لمهاجري أفارقة جنوب الصحراء غير النظاميين ، والذين تحولوا بدورهم إلى اكابوسب يومي و معضلة حقيقية لأهالي العامرة و جبنيانة على وجه الخصوص أين يتمركز أكبر عدد للمهاجرين غير النظاميين.
هذه الوضعية باتت تحتّم على جميع الأطراف البحث عن حلول لهذه الأزمة سواء للمهاجرين أو للأهالي وذلك من خلال تشريك جميع المعنيين بظاهرة الهجرة غير النظامية والتي تحولت فيها تونس إلى ضلع رئيسي فرضته الجغرافيا في مثلث الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا وتحديدا لإيطاليا.
أهالي العامرة وجبنيانة لم يتوانوا على إطلاق نداءات الاستغاثة وطلب تعزيز الوجود الأمني بالمعتمديتين نتيجة تفاقم معدلات العنف والجريمة والتشابك بين المهاجرين والأهالي آملين في إيجاد حلول جذرية لتفاقم ظاهرة الهجرة غير النظامية إلى تونس غير أن جل المراقبين يجمعون على أن الحل لا يكتسي بعدا وطنيا فحسب بقدر ما أن له أبعادا إقليمية ودولية وهو ما يحتّم على عديد الأطراف المعنية بهذه الظاهرة مؤازرة تونس في الخروج من هذه الأزمة.
وللاطلاع على أوضاع الأهالي و الوضعية في كل من العامرة وجبنيانة من ولاية صفاقس تحوّل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، أول أمس الجمعة، إلى المعتمديتين حيث التقى عددا من المواطنين واستمع إلى مشاغلهم، مؤكدا على أن الدولة وحدها هي المكلفة بتطبيق القانون وحماية الأمن، وموضحا أن تونس عملت وتعمل على الإحاطة الإنسانية بالمهاجرين الذين هم ضحايا نظام عالمي وضحايا شبكات اتجار بالبشر، ولكن أيضا تونس المعتزة بانتمائها الإفريقي حريصة على فرض احترام القانون على الجميع ولن تسمح لأي كان بتنفيذ مخططاته غير المعلنة كما لن تقبل بترويع المواطنين.
وأضاف رئيس الدولة ا.. واليوم أنا بينكم لتوضيح مسألة هامة هي أن تونس تسيطر عليها السلط التونسية وحدها …لا نريد أن يكون التونسيون ضحايا ولا نريد أن يكون هناك التحام مع هؤلاء الذين يتواجدون في غابات الزيتون في وضع غير إنساني في الواقع.. لا بد من حفظ الأمن وهناك عمل دؤوب لإيجاد حل للأوضاع التي تعيشها صفاقس .. لسنا السبب… نحن ضحايا ولكن الدولة التونسية موجودة وهي وحدها التي تحمي وتحفظ الأمن.. هم ضحايا نظام عالمي ونحن من ضحاياه ويجب أن نجد حلا جماعيا وحلا إنسانيا ولكن في احترام كامل للدولة التونسية… نعلم أنهم ضحايا ولكننا لن نقبل بالاعتداء على التونسيين ولن نقبل بأن يحل أي كان محل الدولة التونسية وما حصل في صفاقس وفي جبنيانة وفي العامرة وضع غير طبيعي وهناك عمل عكس ما يروّج له من تسببوا في هذا الوضع غير الإنساني والتونسيون قدموا لهؤلاء ما يمكن أن يقدموا من إحاطة ورعاية لم يجدوها حتى في دول أخرى ولكن لا بد من إيجاد حل جماعي وحل آني بالنسبة للمواطنين حتى نحفظ حقهم في الأمن ومرة أخرى الدولة هي التي تحتكر الأمن ولا بد من الانتباه لعناصر تسعى إلى أن يكون هناك التحام او مواجهات بين هؤلاء الضحايا والمواطنين التونسيين… هناك عمل مستمر ولن نقبل بأن يكون هناك أحد خارج إطار القانون…ب.
و من جهة أخرى شدّد رئيس الجمهورية في جلسة مع عدد من المسؤولين الجهويين على هامش الزيارة، على أنّ اتونس ليست سببا في ما يقع للمهاجرين الذين جيء بهم من قبل أطراف هدفها غير المعلن هو التوطينب.
في تشبيك المقاربة الأمنية بالمقاربة الاجتماعية والثقافية..
جدّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد دعوته إلى مواصلة العمل المكثف على مدار الساعة لتفكيك شبكات …