2024-07-13

نتائج الباكالوريا : بحاجة لقراءة مسؤولة بعيدة عن الخطابات المطمئنة

يستنتج من قراءة المعطيات المتعلقة بنتائج الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا لهذه السنة انّها لم تكن مغايرة مقارنة بسابقاتها لتبلغ نسبة النجاح العامة في دورتيها الرئيسية والمراقبة  55,60 بالمائة وهي نسب في مستوى المعدّلات المعتادة.

حيث بلغت نسبة النجاح في دورة المراقبة لامتحان الباكالوريا 43,52 بالمائة من مجموع 41 الفا و154 مترشح اجتازوا هذه الدورة، أي ما يعادل 17912 ناجح، بنسبة نجاح عامة لامتحان الباكالوريا 2024 في دورتيها (الرئيسية ودورة المراقبة) 55,60 بالمائة وفق ما اعلنت عنه وزارة التربية.

وقدرت نسبة النجاح في دورة المراقبة في شعبة الرياضة بـ 62,54 بالمائة أي ما يعادل 217 تلميذ ناجح لتبلغ نسبة النجاح العامة في هذه الشعبة 87,7 بالمائة.أما شعبة الرياضيات فقد بلغت نسبة النجاح فيها في دورة المراقبة 40,67 بالمائة، حيث تمكن 512 مترشح ينتمون الى هذه الشعبة من اجتياز هذا الامتحان بنجاح لتبلغ نسبة النجاح في الدورتين 84,27 بالمائة.ووصلت نسبة النجاح في شعبة علوم الاعلامية، حسب ذات الاحصائيات، الى 41,68 بالمائة (1285 ناجح) لتبلغ نسبة النجاح العامة في هذه الشعبة 58,4 بالمائة.وناهزت نسبة النجاح في دورة المراقبة في شعبة العلوم التقنية حدود 36,36 بالمائة (2059 تلميذ) بنسبة نجاح عامة في حدود 58,8 بالمائة، تليها شعبة العلوم التجريبية بنسبة بلغت48,55 بالمائة (4258 تلميذ) لتصل نسبة النجاح العامة إلى 54,31 بالمائة.اما بالنسبة لشعبة الاقتصاد والتصرف فقد نجح في دورة المراقبة 5456 تلميذ  بنسبة ناهزت 45,72 بالمائة لتصل نسبة النجاح العامة في هذه الشعبة 54,82 بالمائة.وحافظت شعبة الآداب على المرتبة الأخيرة في نسبة الناجحين التي بلغت حدود 40,85 بالمائة لتبلغ النسبة العامة فيها 44,33 بالمائة.

وفي قراءة لهذه النتائج اعتبر رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية لأولياء التلاميذ في تصريحه لـ «الصحافة اليوم» أن نسبة النجاح في امتحان الباكالوريا في دورتيه الرئيسية والتدارك ضعيفة جدّا وخطيرة موضحا قراءته للنسب بأنها يجب ان تنطلق مرجعيتها من مجمل التلاميذ من نفس الفئة العمرية وهي المرجعية التي من المفروض اعتمادها عندما نريد قراءة مسؤولة للأرقام.

وتابع رئيس الجمعية التونسية لأولياء التلاميذ أن 200 ألف تلميذ وتلميذة يدخلون المدارس في نفس السنة مذكرا بنتائج المسح العنقودي الأخير الذي قام به المعهد الوطني للإحصاء خلال السنة المنقضية وعُرضت نتائجه في بداية السنة الحالية وخلُص إلى أن نسبة التلاميذ من نفس الفئة العمرية ممن يجتازون امتحان الباكالوريا هي في حدود 36 بالمائة.

وقال في هذا الإطار نستنج من ذلك أنّ النسبة العامة للنجاح في الدورة الرئيسية لهذه السنة ستكون في حدود 15.2 بالمائة و17 بالمائة في التعليم العمومي في أقصى حالاتها وهي نسبة ضعيفة جدا وبحاجة لاستراتيجية وخطط وطنية لتداركها وتحسينها.

وأشار رضا الزهروني إلىما وصفه بالتفاعل السلبي بين نسب النجاح بمختلف جهات البلاد مع وضعيتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية معتبرا  الولايات المتواجدة على الشريط الساحلي الشرقي باستثناء ولاية قابس سجلت أرفع النسب وتجاوزت 50 بالمائة.

وتتصدّر ولاية صفاقس وكعادتها الترتيب بنسب نجاح في حدود 63 بالمائة تليها ولايات المهدية والمنستير وسوسة بنسب نجاح تجاوزت 55 بالمائة.

وسجلت بقية الولايات نسبا اقل من 50 بالمائة وخاصة منها الولايات الداخلية والمتاخمة للحدود التونسية الجزائرية والتي كانت نسبة النجاح بها اقل من 40 بالمائة على غرار سليانة والكاف وتوزر وقبلي والقيروان وسيدي بوزيد وجندوبة والقصرين وقفصة التي أتت في مؤخرة الترتيب بنسبة نجاح بـ28.8 بالمائة.

وبين محدثنا في هذا الجانب أهمية الإقرار من خلال  قراءة مسؤولة لهذه المؤشرات بان المدرسة العمومية تعاني من عديد النقائص الهيكلية وهي اليوم مدرسة اقصائية وتقدم عروضا تربوية مختلفة حسب قدرات العائلة والجهة ولم تعد مجانية ومصعدا اجتماعيا وفقدت بالتالي شروط الجودة والعدالة الاجتماعية وهي تتغذى في واقع الامر من ثمار تضحيات العائلات التونسية الميسورة واستثماراتها في الدروس الخصوصية داعيا إلى ضرورة تركيز مبدإ  مجانية التعليم بكل ما في الكلمة من معنى حتى لا نقول «من يملك النقود تفتح له أبواب النجاح ومن لا يملكها يفقد الأمل في بلوغ ما يتمناه». وأضاف الزهروني أنه من الضروري الانطلاق الجدّي في اصلاح فعلي بأهداف واضحة وامكانيات مدروسة وأطراف واختصاصات مسؤولة ومرحلية انجاز طموحة تتمثل غايته في إعادة بناء المدرسة العمومية لتستجيب لشروط الجودة على أن تكون بالفعل مجانية وعادلة ومصعدا اجتماعيا لكل الأطفال اين وجدوا ومتى وجدوا وهو الشرط الأساسي لإنقاذ منظومتنا التربوية وفق تعبيره.

واعتبر أن المرحلة الابتدائية هي العمود الفقري لاستقامة المنظومة التربوية وأم المعارك التي يجب أن تحظى بالأولوية القصوى وهي من الأسس الأولى للإصلاح التربوي بعيدا عن ترويج استثناءات من النجاحات على كونها إنجازات المدرسة العمومية واعتماد خطاب مطمئن للراي العام مشددا على ضرورة التعامل مع الواقع التربوي الحرج بقدر من المسؤولية والدقة وتشريك كل الأطراف المتدخلة في العملية التربوية حتى يكون الإصلاح من الجذور وتكون نتائجه واضحة وناجعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

«الصحافة اليوم» في جولة وسط العاصمة لمواكبة الاستعدادات للعودة المدرسية مع الأولياء : يهجرون المكتبات نحو السوق الموازية بحثا عن أسعار أقل للمستلزمات المدرسية

أصبحت العودة المدرسية مشكلة تواجه العديد من الأسر التونسية فيزداد مؤشر القلق والحيرة خوفا …