عودة البلايلي إلى الترجي تثير الجماهير : فهل يكون الخيار الأهـــــــــــم فـي «الميركاتو»؟

عاد التعاقد مع الجناح الجزائري يوسف البلايلي ليطفو على ساحة الأحداث في الترجي حيث أصبح قدومه للمرة الثالثة واردا وبأكثر حدّة من المناسبات السابقة التي كان خلالها لاعب «الخضر» دائم الحضور في أخبار «الميركاتو» حيث تؤكد مصادر مطلعة حصول مفاوضات مباشرة بين الطرفين غير أن الاتفاق النهائي لم يحصل ما يجعل جميع الفرضيات واردة في هذا الملف الذي سيأخذ حيّزا هاما من الاهتمام في الفترة القادمة نظرا لقيمة النجم الجزائري الذي يثير الجدل في جميع تنقلاته.

ويتواصل ارتباط يوسف البلايلي مع مولدية الجزائر الذي سيكون حاضرا في النسخة القادمة من دوري أبطال افريقيا بعد تتويجه باللقب المحلي وقد لا يرضى في التفويت في نجمه الأول لكن القدرات المالية لفريق باب سويقة من شأنها تذليل جميع العقبات وذلك مرتبط بالأساس برغبة اللاعب في العودة الى الفريق الذي عرف معه المجد القاري في موسمين متتاليين وبلغ معه أوج العطاء في مسيرته التي لم تعرف الاستقرار مطلقا.

قيمة مضافة

لا يختلف اثنان في القيمة الفنية ليوسف البلايلي الذي كان من أبرز الأسماء التي لعبت في صفوف الترجي وخاصة في مروره الثاني الذي اقترن مع نجاحات محلية وخارجية كبيرة لعب خلالها الجناح الجزائري دورا بارزا لتعطي عودته الى الترجي إضافة قوية من الناحية الهجومية حيث سيشكّل مع البرازيليين رودريغو رودريغاز ويان ساس مثلث الرعب في الخط الأمامي، وحافظ البلايلي على ثبات مستواه رغم عدم الاستقرار الذي طغى على مسيرته منذ خروجه من الترجي اذ تحول الى أهلي جدة السعودي ثم قطر القطري وبريست وأجاكسيو الفرنسيين قبل أن يعود الى الجزائر من بوابة المولدية في واحدة من أبرز الصفقات في البطولة المحلية والتي كانت نتائجها متميزة بالحصول على اللقب بفضل المساهمة الكبيرة للنجم الدولي الذي قد يأخذ مكان مواطنه حسام غشة المطلوب في البطولة الجزائرية والذي لم يقدر شأنه شأن الجزائريين المتعاقبين على الترجي في النسج على منوال البلايلي.

ويبحث الترجي عن لاعب قادر على صنع الفارق باستمرار وخلق التكامل في تركيبة الخط الأمامي إذ لم يبلغ مستوى الجهة اليسرى الدرجة المأمولة عكس الرواق الأيمن الذي أمّنه بنجاح يان ساس ذلك أن أسامة بوقرة وحسام الدين غشة لم يظهرا الكثير في موسمهما الأول مع الترجي الذي يبحث عن لاعب بمواصفات عالية لتحقيق الأهداف المرسومة، ولعل الرهانات الرياضية الكبيرة التي سيخوضها فريق باب سويقة في الموسم القادم وأبرزها «مونديال» الأندية تغري أي لاعب بالقدوم بما أن الأنظار ستكون متجهة إليه وليس أفضل من العودة الى صفوف بطل تونس للبروز ولفت الأنظار من جديد في فريق يلعب الأدوار الأولى محليا وقاريا.

لاعب مزاجي

عرفت مسيرة البلايلي مع الترجي تقلبات كثيرة ذلك أن نجاحه لم يمح بعض السلبيات على غرار طريقة خروجه في مروره الأول وكذلك رفضه مواصلة المشوار بعد الحصول على النجمة الرابعة في رابطة الأبطال موسم 2019، ويدرك الترجي أنه يفاوض لاعبا مزاجيا أثار الجدل في مختلف محطاته وكذلك مع منتخب بلاده اذ خلق البلبلة أينما حلّ كما لم تخل علاقته مع الفرق من المشاكل الجانبية التي أثّرت على عطائه وحرمته من مسيرة تليق بإمكاناته الفنية الهائلة التي جعلته واحدا من أفضل اللاعبين الناشطين في القارة.

ورغم هذه المعطيات التي تجعل المراهنة من جديد على البلايلي مغامرة غير محسوبة العواقب، فإن الترجي سيحاول جلب اللاعب مع محاولة «كبح جماحه» مثلما كان الحال في المرور الثاني الذي امتد موسمين والهدف الرئيسي الاستفادة القصوى من خدماته وهو الذي اقترب من نهاية المشوار ويريد تحقيق ألقاب جديدة لتكون الغايات مشتركة بين الطرفين وهي التألق الفردي والجماعي باعتبار أن وجود لاعب في قيمة البلايلي سيزيد في قوة الترجي ويمنحه أجنحة إضافية.

وفي صورة الاتفاق مع البلايلي، فإن الترجي سيواصل التعويل على خزانه القديم بعد تجديد التجربة مع يوسف العبدلي وأيمن بن محمد لكن ضمانات النجاح مع الجزائري تبدو أكبر نظرا لقيمته الفنية الكبيرة والتي تؤهله لصنع الحدث من جديد ومضاعفة حظوظ الفريق في حصد أكبر عدد من التتويجات في الموسم القادم الذي يريده الجميع استثنائيا وحافلا بالألقاب.