ضمن مشروع «تعزيز نفاذ المنتجات الغذائية والمحلية للأسواق الخارجية» : تونس موقع للمنتجات المحلية

يمثل تعزيز التنوع الإقليمي وحماية التراث اللامادي هاجسا مشتركا لجميع البلدان وهو ما ينطبق على تونس هذا البلد المتوسطي الذي يتمتع بتنوع جغرافي فريد على غرار الشواطئ والجبال والوديان والمساحات الشاسعة من رمال الصحراء والجبال ذات الجمال الآسر، هذه الثروة الجغرافية أفرزت العديد من المنتجات التونسية التقليدية ذات الخصوصية مثل «رب التمر» (دبس) أو «الهريسة» أو «مياه الأزهار» وقد أولى المستثمرون والحرفاء الإيطاليون منذ فترة طويلة اهتمامهم بالمنتجات المحلية التونسية حيث يتم تصدير نسبة كبيرة من الإنتاج التونسي من «زيت الزيتون» أو «الطماطم المجففة» و غيرها من المنتجات خاصة وانه في إيطاليا يهتم المستهلك بشكل متزايد بجانب الأصالة ويزداد طلبه على المنتجات المحلية التي ظلت وفية لجذورها.

ومن أجل تعزيز الروابط والتعاون الصناعي بين البلدين حول المنتجات المحلية نظمت السفارة التونسية بإيطاليا وتمثيلية مركز النهوض بالصادرات بميلانو بالتعاون مع منظمة أصحاب العمل الإيطالية تظاهرة للتواصل والتشبيك التجاري وذلك من 10 إلى 11 جويلية 2024 بمدينة روما.

وقد تم خلال اليوم الأول تنظيم ورشة عمل حول التعاون الصناعي التونسي الإيطالي في قطاع الصناعات الغذائية وذلك بمقر منظمة أصحاب العمل الإيطالية بروما واكبها عدد كبير من الفاعلين الاقتصاديين الإيطاليين.

وخلال اليومين أتيحت لثماني شركات تونسية تنتج مجموعة واسعة من المنتجات المحلية الفرصة للمشاركة في جلسات عمل مع مستوردين ومستثمرين إيطاليين محتملين وقد أثارت كل من مشتقات «التمور» و«الهريسة» و«السلطة المشوية» فضول واهتمام الشركاء المحليين كما تم تنظيم زيارة إلى سوق الجملة في روما أتيحت من خلالها للشركات التونسية الفرصة لعرض مجموعة منتجاتها والتفاعل مع الموزعين الإيطاليين الذين أعربوا عن اهتمامهم بإقامة علاقات تجارية.

يمثل هذا الحدث الذي يهدف إلى التشبيك التجاري التونسي الإيطالي حول المنتجات المحلية سابقة أولى من نوعها ويظهر الأهمية المتزايدة التي توليها التمثليات التونسية في الخارج للمنتجات التونسية النموذجية وتأتي هذه المبادرة بدعم من مشروع «تعزيز نفاذ المنتجات الغذائية والمحلية إلى الأسواق» الذي تنفذه في تونس منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بتمويل من كتابة الدولة السويسرية للاقتصاد وقد ساهم أيضًا مكتب تطوير الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بروما في نجاح هذه الأيام التي انتظمت بفضل التعاون الواسع بين عديد المؤسسات.

كما يتماشى هذا الحدث مع توجهات الإستراتيجية التونسية لتطوير وتثمين المنتجات المحلية التي انطلقت سنة 2022 بفضل التعاون بين سبع وزارات تونسية وبدعم من المشروع المذكور من اجل تعزيز موقع تونس كبلد إنتاج للمنتجات المحلية حيث لم تعد المنتجات المحلية مجرد مرادف للوصفات القديمة وثراء الطهي اذ تمثل اليوم المنتجات التونسية ذات الخصوصية أحد العناصر الرئيسية لتنمية التجارة الدولية كما تكتسي أهمية فائقة في مجال التسويق.

وبذلك تمثل المنتجات المحلية العنصر الأساسي الجديد للاقتصاد التونسي الذي يراهن على تثمين هذه المنتجات والاستجابة للطلب المتزايد عليها في الأسواق الخارجية.