الانتخابات الرئاسية 2024: بإمكان التونسيين المقيمين بالخارج الانتخاب في أي مركز

صادق مجلس الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات، خلال اجتماع عقده يوم الأربعاء الفارط، على قرار يهم التونسيين بالخارج، ويقضي بإمكانية أن يقوم أي تونسي مقيم في الخارج بالانتخاب يوم الإقتراع (4 و 5 و6 أكتوبر القادم) في أي مركز يختاره، دون التقيّد بالمركز المسجّل فيه.

ويأتي هذا الإجراء من اجل تسهيل عملية التصويت على الناخبين التونسيين في الخارج وضمان نسبة مشاركة أوسع في الاستحقاق الرئاسي.

وحدد الأمر الرئاسي لدعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية أيام 4و5و6 أكتوبر للتصويت بالنسبة الى الناخبين التونسيين.

ويمثل اهتمام التونسيين بالانتخابات الرئاسية مؤشراً هاماً لمستوى المشاركة السياسية ومدى تفاعل التونسيين مع الشأن الانتخابي.ومن أبرز المعطيات حول هذا الاهتمام هي نسب التصويت في المحطات الرئاسية التي عرفتها تونس بعد الثورة، والتي كانت نسبا تتجاوز نصف الناخبين في اغلب الأحيان في الداخل، لكنها لا تتجاوز 30 بالمائة بالنسبة للناخبين في الخارج.

وتعود هذه النسب الضعيفة لعدة أسباب أولها ان التونسيين بالخارج يمثلون نسبة صغيرة من السجل الانتخابي، فحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، كان عدد الناخبين التونسيين المسجلين بالخارج يقدرفي انتخابات 2019، بحوالي 386,053 ناخب مسجل بستّ دوائر.

كما يواجه التونسيون بالخارج تحديات لوجستية عديدة، مثل بعد المسافة عن مراكز الاقتراع، وصعوبة الوصول إلى هذه المراكز في بعض الدول.

وقد جاء قرار الهيئة بالتصويت في أي مركز انتخابي خلال اجتماع لعرض المخطط العملياتي للهيئة الخاص بالانتخابات الرئاسية 2024، من اجل تسهيل القيام بالواجب الانتخابي على التونسيين المقيمين بالخارج.

وقد حضر اجتماع مجلس الهيئة محمد نوفل الفريخة نائب رئيس الهيئة والناطق الرسمي للهيئة محمد التليلي منصري وأعضاء مجلس الهيئة نجلاء عبروقي وأيمن بوغطاس ومحمود الواعر وبلقاسم العياشي، الى جانب بالخصوص المدير المركزي للشؤون القانونية ومراقبة الحملة والمدير المركزي للتخطيط والاحصاء.

وبخصوص عدد الدوائر الانتخابية بالخارج، أفادت عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نجلاء عبروقي في تصريح لـ”الصحافة اليوم”، انه منذ إصدار المرسوم عدد 55 لسنة 2022، ارتفع عدد الدوائر الانتخابية بالخارج من 6 إلى 10 دوائر انتخابية.

وضبطت الدوائر الانتخابية كالتالي: 3 دوائر في فرنسا ودائرة في إيطاليا ومثلها في ألمانيا وخصّصت دائرة واحدة لكلّ من بقية الدول الأوروبية والدول العربية ودول آسيا واستراليا ودائرة لإفريقيا وأخرى للأمريكيتين.

وذكرت نجلاء عبروقي ان عدد المسجلين في الخارج الى حد الان يبلغ  618 ألف ناخب من بينهم 348 الف مسجلين إراديا و 269 الف ناخب مسجلين آليا. مشيرة في ذات السياق إلى انه منذ 20 ماي والى غاية 5 جويلية تمت إضافة 221 الف ناخب تونسي بالخارج.

واعتبرت محدثتنا أن الآلية الجديدة التي صادقت عليها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وهي الانتخاب من أي مركز بالنسبة للناخبين في الخارج، تعد ضمانة لتوفير اكبر عدد ممكن من المشاركين في الانتخابات الرئاسية، وتتم عمليا عن طريق تطبيقة تربط  بين مراكز الاقتراع بالخارج وقاعة العمليات بالداخل وتقع مراقبتها في الداخل والخارج…

كما أوضحت عبروقي ان الهيئة اعتمدت هذه الآلية لان عدد الناخبين في الخارج صغير ولا توجد مشاكل الربط بالأنترنت مع قاعة العمليات.

وبالنسبة لسجل الناخبين عموما، ابرزت عبروقي بأنه يقع ضبطه نهائيا يوم 23 جويلية المقبل، لمعرفة عدد المسجلين، الذي بلغ الى حد الآن 9 ملايين و753 ألف مسجل بالداخل والخارج الى حدود يوم 10 جويلية، ومرحلة التحيين متواصلة من 20 ماي الى 20 سبتمبر المقبل.

وبينت نجلاء عبروقي انه تم البت في مطالب الاعتراض على القائمات الأولية للمسجلين في السجل الانتخابي وهي 7 مطالب و42 مطلب تحيين فقط…

وكانت وضعت الهيئة على ذمّة العموم يومي السبت والأحد الفارطين (6 و7 جويلية الجاري) القائمات الأولية بمقرّات الإدارات الفرعية للانتخابات وعلى موقعها الرسمي.

اما بخصوص مطالب التزكيات فقد بلغ العدد الى حدود منتصف النهار من يوم امس42 مطلب استمارة بين الداخل والخارج، وهي مطالب تزكيات شخصية حسب ما ذكرته محدثتنا، مشيرة الى تقدم اكثر من مرشحين اثنين لمطلب الحصول على استمارة تزكية من الخارج وتحديدا لدى البعثات القنصلية والدبلوماسية.

وعن إمكانية إقرار إجراءات أخرى لفائدة التونسيين بالخارج مستقبلا، بينت نجلاء عبروقي ان دورالهيئة اليوم تقني صرف ولا يوجد دور تثقيفي باعتبار وضوح الانتخابات الرئاسية لدى عموم الناخبين على عكس الانتخابات المحلية الفارطة التي كانت تجربة جديدة في المسارات الانتخابية.