2024-07-13

صابة الحبوب دون المتوسط : حـــذار مـــن الـــحـــرائــــق..!

تتواصل عملية تجميع الحبوب بنسق حثيث حيث تقدمت بنسبة ٪90 في مختلف مناطق الانتاج وبلغت الكميات المجمعة الى حدود يوم 8 جويلية  حوالي 6 مليون قنطار.

وقد ساهمت ولاية باجة بـ1,6 مليون قنطار من الكمية المجمعة وولاية بنزرت بنحو 1,1 مليون قنطار.

وتشير توقعات أهل الاختصاص الى أن صابة الحبوب للموسم الحالي ستكون دون المتوسط حيث لن تتجاوز 8 مليون قنطار مقارنة بالسنة المرجعية حيث بلغت الصابة 24 مليون قنطار وقد أدت التغيرات المناخية وحالة الجفاف التي ضربت البلاد لمدة أربع سنوات الى تراجع مردودية قطاع الحبوب، حيث عرف موسم الزراعات الكبرى انطلاقة متعثرة نتيجة انحباس الأمطار طيلة فصل الخريف، لكن مع ذلك استطاع المزارعون تدارك ذلك لا سيما مع نزول كميات هامة من التساقطات خلال أشهر ديسمبر وجانفي وفيفري فكانت نسبة الانبات حسنة جدا وبثت الأمل في نفوس المزارعين ببلوغ صابة قياسية . لكن الارتفاع  غير المسبوق لدرجات الحرارة خلال شهر مارس الماضي وهي فترة نمو السنابل أدت الى اصفرار سنابل القمح واتلاف مساحات شاسعة بالكامل.

وفي الوقت الذي تسعى فيه سلطة الاشراف بالتعاون مع مختلف الهياكل المعنية الى حماية ما تبقى من صابة الحبوب والوصول بها الى بر الأمان تشهد مختلف مناطق الانتاج تفشيا لظاهرة الحرائق التي أتت على مساحات كبيرة من محاصيل الحبوب ، فحسب معطيات صادرة عن الديوان الوطني للحماية المدنية فإنّ شهر ماي الماضي كان ساخنا بفعل اندلاع الحرائق حيث تم تسجيل 43 حريقا أتت على 106 هكتار من الحبوب، وارتفع بذلك عدد الحرائق بنسبة ٪600 مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية حيث سجل شهر ماي 2023 اندلاع 7 حرائق في يوم واحد أتت على حوالي 22 هكتارا من المحاصيل الزراعية.

وتعتبر الحرائق  من الكوارث الطبيعية التي تؤثر بشكل كبير على محاصيل الحبوب في تونس، وتتسبب في عدة تأثيرات سلبية مهمة على غرار تدمير المحاصيل والمساحات الزراعية وتؤدي إلى التقليص من إنتاج الحبوب ويؤثر بذلك سلبا على الإمدادات الغذائية والأمن الغذائي بشكل عام.

كما تتسب هذه الظاهرة في تلوث الهواء وتدمير النباتات والحياة البرية المحيطة بالمزارع مما يؤثر على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي هذا علاوة على التأثيرات الاقتصادية التي تترتب عن الحرائق من تكاليف كبيرة لإعادة بناء المزارع والبنية التحتية الزراعية المتضررة، وتعويض الفلاحين عن الخسائر التي تكبدوها.

ومن جهة أخرى ثمة تأثيرات اجتماعية تؤدي إلى تدهور ظروف المعيشة للفلاحين والسكان المحليين المعتمدين على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل دون نسيان تأثيراتها على الأمن الغذائي، إذ تزيد الحرائق  من الضغوط على إمدادات الحبوب ، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتقليص الإمكانيات الغذائية للسكان وبالتالي خلق حالة من عدم التوازن وتعديل السوق في ما يتعلق بتوزيع المواد الغذائية من مشتقات الحبوب أساسا.

تجدر الاشارة الى أن الكميات المجمّعة تختلف من ولاية الى أخرى ففي ولاية جندوبة  تم تجميع نحو 892 ألف قنطار و ولاية القيروان 599 الف قنطار فيما بلغت الكمية المجمعة بولاية سليانة بنحو 532 ألف قنطار، في المقابل ساهمت ولايات أخرى بكميات أقل تراوحت ما بين 200 وأكثر من 300 الف قنطار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

حفاظا على سلامة المستهلك : الغرفة الوطنية للحلاقة والتجميل تدق ناقوس الخطر من استعمال مستحضرات التجميل مجهولة المصدر

دقّت الغرفة الوطنية للحلاقة والتجميل ناقوس الخطر من استعمال صالونات الحلاقة  لمستحضرات الت…