2024-07-12

على خلفية تفاقم أزمة المهاجرين غير النظاميين : رئيس الجمهورية يدعو لتعزيز الأمن بمعتمديتي العامرة وجبنيانة

تتواصل الأجواء المشحونة في كل من معتمديتي العامرة وجبنيانة نتيجة تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين إلى بلادنا طمعا في العبور إلى أوروبا غير انه ونتيجة لتشديد الرقابة على الحدود البحرية و الحد من عدد الزوارق المتجهة للسواحل الأوروبية و الإيطالية أصبح هؤلاء المهاجرون يبحثون عن نوع من التوطين في تونس ولو بصفة مؤقتة وهو ما  جعل أعداد المهاجرين في تزايد مستمر و خلق حالة من التشنج بين المواطنين الرافضين لبعض الأعمال التي يقوم بها المهاجرون من استيلاء على الأراضي الفلاحية و الممتلكات الخاصة و  قد بلغ الوضع حسب رواية الأهالي للاعتداء وتبادل العنف مع المتساكنين الذين وجدوا أنفسهم في وضعية لا يحسدون عليها.

وقد لجأ الأهالي بكل من العامرة و جبنيانة من ولاية صفاقس في أكثر من مناسبة لوسائل الاعلام لإيصال أصواتهم ومعاناتهم و للتّعبير عن تذمّرهم من المشاكل العديدة والكبيرة التي أصبحوا يعانون منها بسبب الأعداد الضّخمة للمهاجرين الأفارقة غير الشّرعيّين، والذين – حسب تصريحات الأهالي – أصبحوا يشكّلون خطرا على المتساكنين، خاصّة بعد تعدّد أحداث العنف التي أصبح يرتكبها بعضهم، وكذلك السّرقات والسّطو على المنازل وغيرها من الأفعال.

وعلى خلفية هذه الأوضاع دعا رئيس الجمهورية قيس سعيد لدى استقباله، أول أمس بقصر قرطاج، وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن الوطني سفيان بالصادق، إلى تعزيز الأمن في مدينتي جبنيانة والعامرة، على وجه الخصوص، موضّحا أن تونس تُعامل المهاجرين غير النظاميين معاملة تقوم، في المقام الأول، على القيم الإنسانية، ولكن لا يُمكن أن تسمح لأي كان بترويع المواطنين تحت أي ذريعة كانت.

كما شدد رئيس الدولة من جهة أخرى على ضرورة مضاعفة الجهود لفرض احترام القانون خاصة في هذه الفترة التي تشهد محاولات مفضوحة لتأجيج الأوضاع الاجتماعية بشتى الطرق.

وفي الأثناء تتواصل حالة الاحتقان في أوساط أهالي معتمديتي جبنيانة والعامرة بسبب التّواجد المكثّف لأفارقة جنوب الصّحراء بالمنطقة وما ينتج عن ذلك من مشاكل تؤثّر سلبيّا على الحياة اليومية للمتساكنين ،مما دفع الاتّحاد المحلّي للشّغل بجبنيانة والعامرة إلى عقد اجتماع بحضورمكوّنات المجتمع المدني وممثّلي الجمعيات والمنظّمات بالجهة ،حيث طالب الحاضرون في الاجتماع السّلطات بالتّدخّل العاجل لنقل أفارقة جنوب الصّحراء من منطقتهم.

وقد طالب الكاتب العامّ للاتّحاد المحلّي للشّغل، يوسف بوعافية، السّلطات الجهوية والمركزية بإخلاء منطقتهم من المهاجرين الأفارقة غير الشّرعيّين ملوّحا بتنفيذ إضراب عامّ بمعتمديتي جبنيانة والعامرة في صورة عدم تحرّك السّلطات لوضع حدّ لهذه الأزمة.

ويحتج أهالي المدينتين رفضا لتوافد آلاف المهاجرين ويطالبون بترحيلهم وسط شكاوى كثيرة بتعرض عدد كبير منهم لـ”الاعتداءات والسرقة” من قبل هؤلاء المهاجرين. حيث اتخذ المهاجرون غير الشرعيين الحقول الزراعية الواقعة في العامرة وجبنيانة مستقرا لهم نظرا لموقعها الاستراتيجي المطل على البحر.

وقد تحولت ولاية صفاقس منذ فترة إلى نقطة رئيسية لتجمّع المهاجرين ومركزا للهجرة نحو أوروبا، وتشهد وجودا لافتا لعابري الحدود القادمين من دول الساحل والصحراء نحو القارة العجوز، وسط قلق واسع من انتشار أعمال العنف وتزايد معدّلات الجريمة.

وكانت السلطات الأمنية منذ حوالي الشهرين قد قامت بإخراج عدد من المهاجرين غير النظاميين من الاراضي الفلاحية التي اشتكى اصحابها بخصوص الاعتداءات على املاكهم وعدم قدرتهم على خدمة اراضيهم التي استقر بها المهاجرون غير النظاميين وذلك من أجل الحفاظ على ممتلكات ابناء المنطقة وتفادي المزيد من الاحتقان.

كما تم التعهد بنقل وإبعاد المهاجرين الأفارقة من الأماكن المتواجدين فيها حاليا، باعتبار ان اغلبهم يتمركز في المناطق القريبة من البحر، علما وانه قد تم العثور على العديد من القوارب التي كانت مخفية وجاهزة للإبحار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رفع مستوى التعاون مع مملكة النرويج : إطلاق مجلس الأعمال التونسي النرويجي

تشهد العلاقات الاقتصادية بين تونس ومملكة  النرويج زخما جديدا في السنوات الأخيرة إذ تسعى قي…