أثارها وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري : تونس تفكر في تجربة الاستمطار لمجابهة الشح المائي
ألمح وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي أول أمس الأربعاء بمجلس نواب الشعب إلى أن تونس ستقوم بتجربة للحد من التبخر المائي بإحدى البحيرات الصغيرة جراء ارتفاع الحرارة حيث انطلقت في قطع أولى الخطوات لدخول مجال الاستمطار كتجربة فريدة أثبتت جدواها في عدد من البلدان المتقدمة.
وجاء تصريح بلعاتي ، في إجابته على سؤال شفاهي تقدم به النائب يوسف التومي عن كتلة الأحرار ، مشيرا إلى أن تونس لم تكن تتوقع انعكاس تغير المناخ عليها بهذه السرعة بل إنّ الأمر سيكون تدريجيا سواء على مستوى التساقطات أو غيرها. إذ بسبب الحرارة يتبخر كل يوم ما يقارب 600 ألف متر مكعب من المياه ومن أجل ذلك ووفق تأكيدات وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، فكّرت الوزارة في تجربة الاستمطار فوق البحيرات الصغيرة وبعثت لجنة وطنية تضمّ كل الجهات المعنية وخبراء الوزارة لدراسة هذا التوجه.
واعتبر أن تجربة الاستمطار نجحت في عديد الدول وأن أول تجربة ستكون في تونس عند توفّر الظروف الملائمة وكيفية حصاد مياه الأمطار بزيادة عدد السدود حيث أن ستة سدود في طور الإنجاز جزء منها في مرحلة أخيرة وجزء آخر فيها التدخلات جارية بشأنها للانتزاع للصالح العام.
الاستمطار ماهو وكيف يتم؟
تجسد تجربة الاستمطار نقطة تحول هامة في مجال علم الأرصاد الجوية و الهندسة المناخية، حيث تستمر الأبحاث و التجارب لفهم آثارها بشكل أفضل و تحديد مدى جدواها كأداة لتحسين الظروف المناخية وتخفيف التأثيرات البيئية الناتجة عن تغير المناخ.
والاستمطار هي عملية تقنية تُستخدم لزيادة كميات الأمطار بواسطة تحفيز تكاثف البخار في الغلاف الجوي. تعتبر هذه التقنية جزءًا من الهندسة المناخية، وهي موضوع مثير للجدل بين العلماء والمتخصصين في البيئة والأرصاد الجوية. إذ تعود فكرة الاستمطار إلى القرن الـ19 حيث بدأت التجارب الأولية بإلقاء مواد كيميائية في الغلاف الجوي لتحفيز تكاثف البخار وزيادة هطول الأمطار. وفي القرن الـ20، تطورت التقنيات وأصبحت أكثر تعقيدًا وعلمية، مما أدى إلى إجراء تجارب أكثر تطورًا في عدة دول حول العالم.
وتتفرع عملية الاستمطار إلى عدة جوانب منها إطلاق مواد مثل رباعي النيتروجين أو كلوريد الصوديوم في السحب بهدف زيادة نواتج التكاثف وتكوين قطرات مطرية أكبر أو كذلك استخدام الأقمار الصناعية لتحليل السحب وتحديد المناطق المناسبة لإجراء عمليات الاستمطار. علاوة على التقنيات الأخرى التي تشمل أيضًا استخدام الطائرات التي ترش المواد الكيميائية المناسبة على السحب، والتيارات الهوائية التي تؤدي إلى تكاثف أكبر.
ويمكن أن تؤدي عمليات الاستمطار إلى زيادة كميات الأمطار، مما يسهم في تحسين الزراعة وتوفير المياه. فيما تبدو هناك مخاوف من آثار جانبية محتملة مثل تأثير المواد الكيميائية على البيئة والصحة العامة وتغيرات غير متوقعة في نظم الطقس. وبالتالي تتطلب هذه التقنية دراسات مستفيضة لتقييم آثارها على المدى الطويل وتحديد فعاليتها الحقيقية في زيادة كميات الأمطار.
دور الشركات الأهلية في تطوير السياحة الإيكولوجية : مشاريع تنتظر التفعيل في حال توفير الدعم والتسهيلات الضرورية
تمثل السياحة الإيكولوجية نموذجًا مستدامًا يتماشى مع أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية و…