زيت الزيتون : ارتفاع الصادرات.. وتكريس جودة المنتج التونسي في الأسواق الخارجية
بلغت صادرات زيت الزيتون التونسي إلى الأسواق الخارجية 165205 طن بقيمة 4392 مليون دينار منذ انطلاق موسم التصدير في الفترة الممتدة من 1نوفمبر 2023 إلى 30 جوان 2024 وذلك بحسب الأرقام الاخيرة التي أصدرها الديوان الوطني للزيت والتي أبرزت أيضا أن كميات زيت الزيتون المعلب بلغت 20392 طن من الصادرات الجملية بقيمة 590 مليون دينار مسجلة بذلك تحسنا كبيرا وتطورا ايجابيا بـ 80% في عائدات التصدير بالمقارنة مع نفس الفترة من الموسم الماضي التي تم خلالها تصدير 150872 طن بقيمة 2441 مليون دينار منها 15489 طن زيت زيتون معلب بقيمة 320 مليون دينار. وبحسب ذات الارقام فقد ارتفع معدل سعر الطن من زيت الزيتون ليصل إلى 26584د هذا الموسم بعد أن كان في مستوى 16181د الموسم الماضي. اما الزيت المعلب فقد بلغ سعر الطن منه الموسم الجاري 28956د مقابل 20646د في نفس الفترة من الموسم المنقضي 2022/2023. والملاحظ انه علاوة على الارتفاع المسجل في الكميات المصدرة من زيت الزيتون السائب وارتفاع العائدات فقد ارتفعت أيضا كميات زيت الزيتون المعلب بنسبة32% وارتفاع عائداته أيضا.
ولكن مع صدور هذه الأرقام يتجدد الحديث حول جدوى تصدير أغلب الكميات من زيت الزيتون التونسي سائبة مقابل تصدير نسبة أضعف بكثير من الزيت معلبا والتي تبقى دون التطلعات ودون الطموحات، وذلك رغم وفرة زيت الزيتون التونسي ونقاوته وخلوه من الملوثات الكيميائية وجودته العالية. والحال أن تثمينه وتعليبه يمكن أن يوفر عائدات اكبر بكثير من العائدات الحالية وهي موارد تحرم منها البلاد سنويا لو ان الكميات المصدرة كانت معلبة.
والجدير بالملاحظة ان هذا القطاع قد حطم أرقاما قياسية في مستوى الجودة من خلال الحصول على مئات الميداليات والمراتب الاولى في أكبر المسابقات الدولية خلال السنوات الأخيرة.
واللافت للانتباه ايضا أن الزيوت التونسية السائبة المصدرة يتم استقطاب اغلبها اي ما بين 70 و80% منها من طرف إيطاليا وإسبانيا المنافستان لتونس واللتان تقومان بتثمينه وتعليبه وبيعه بأسعار مضاعفة وهو ما يعني الإستفادة من كامل القيمة المضافة.
بالتأكيد يتطلب هذا الوضع مزيد العمل على تثمين هذا المنتوج الوطني الرفيع من خلال الرفع في نسق تعليب زيت الزيتون التونسي وتقليص الفجوة بين الكميات المصدرة السائبة والمعلبة هذا مع السعي الى دفع الإستثمار وتشجيع المؤسسات الناشطة على اقتحام مجال التعليب الذي يضفي قيمة مضافة عالية على هذا المنتوج عند التصدير.
اضافة الى رفع العراقيل والصعوبات التي تقف عائقا امام تطوير هذا القطاع الاستراتيجي لتونس الذي يمثل بلا منازع ركيزة هامة للاقتصاد ومن اهم القطاعات الجالبة للعملة الصعبة ومزيد الترويج له في الاسواق الكبرى في العالم حيث يشهد اقبالا متزايدا على استهلاكه.
ووفق تصريح لرئيسة ديوان وزارة الصناعة والطاقة والمناجم السيدة أحلام الباجي السايب في كلمتها في حفل توزيع جوائز المسابقة الدوليّة لمنتجي زيت الزّيتون على هامش اختتام فعاليات الدورة الرابعة عشر للصالون الدولي للفلاحة البيولوجيّة والصناعات الغذائية فإن زيت الزيتون يحتل مكانة هامة في المنظومة الغذائية ويمثل7 بالمائة من قيمة إنتاج قطاع الصناعات الغذائية. وهو ذو أهمية اقتصادية واجتماعية نظرا لمساهمته بحوالي 50 بالمائة من قيمة صادرات المنتجات الغذائية. مضيفة ان تونس تعتبر المنتج الثاني لزيت الزيتون عالميا بعد الاتحاد الأوروبي.
هذا وقد تمّ تسجيل تطور في عدد العلامات التجارية التونسية بصفة ملحوظة ليبلغ أكثر من 60 علامة، كما ارتفع عدد المؤسسات المصدّرة لزيت الزيتون المعلّب بنسق تصاعدي ليمرّ من 9 مؤسسات سنة 2006 إلى حوالي 53 مؤسسة سنة 2023، وبلغت عدد وجهات تصدير زيت الزيتون المعلّب 44 وجهة سنة 2023 مقابل 19 سنة 2006.
من أجل تحقيق الأمن الغذائي..
لا شك أن ارتفاع الصادرات الفلاحية التونسية وتحسّن عائداتها وهو ما أكدته الارقام الاخيرة …