تخلى عن بن شريفية : كاردوزو يـريــد مـنـافسة قـويـة فـي حـراسة المرمى

سيفتقد الترجي الرياضي في الموسم المقبل لأقدم عناصره معز بن شريفية الذي انتهى عقده في موفى شهر جوان الفارط ليكتب السطر الأخير من قصة نجاح كبيرة عرفت تتويجات محلية وقارية ستبقى في التاريخ حيث صنع حامي العرين مسيرة استثنائية منذ صعوده الى الفريق الأول موسم 2009 ليواصل الرحلة بنفس الثبات ورغم بعض المطبات التي خرج منها بسلام في العقد الفارط لكن رياح التغيير التي هبّت على حراسة المرمى منذ الموسم الفارط جعلته يخسر مكانته تدريجيا ويفقد الثقة والحصانة اللتين تمتع بهما طويلا. وكان التعاقد مع الحارس الدولي بشير بن سعيد من مفاجآت الميركاتو خاصة وأن الترجي يملك حارسا واعدا نال بدوره ثقة الاطار الفني للمنتخب الوطني في آخر تربص وهو أمان الله مميش كما أن القناعة كبيرة بقدراته بعد أن ساهم في النتائج المتميزة خلال الموسم الفارط ليكون الانتداب الجديد بمثابة رسالة موجّهة لمعز بن شريفية بكون الركب قد فاته في حراسة مرمى الترجي ذلك أن تجديد عقده يعني بقاءه خيارا ثالثا وهو ما ينسف المكتسبات التي حقّقها في مسيرته التي تقارب 15 سنة في حين ستكونa المنافسة على أشدها بين مميش وبن سعيد في الموسم القادم في حوار بين الخبرة والطموح ومن أهدافه البارزة حجز مكان دائم في تشكيلة المنتخب الوطني.

نهاية منطقية

أعلن معز بن شريفية عقب الفوز على الاتحاد المنستيري الذي ساوى استعادة اللقب المحلي مواصلته للمشوار مع الترجي حيث كانت له محادثة خاطفة مع رئيس النادي حمدي المدب اتفقا خلالها على التجديد غير أن الإجابة كانت سريعة بضمّ بشير بن سعيد الموجود بدوره في حلّ من كل ارتباط لتتغيّر المعطيات ويجد الحارس التاريخي نفسه في التسلل، وخرج بن شريفية الخاسر الأكبر في مستهل الميركاتو الشتوي بما أنه كان قريبا من خوض تجربة في السعودية قبل أن يختار المواصلة مع فريقه الأم الذي أغلق امامه الأبواب ليصبح في مفترق طرق حقيقي. وانتهت مغامرة بن شريفية مع الترجي من الباب الصغير رغم أن اسمه سيظل محفورا في الذاكرة خصوصا وأنه حصد ثلاثة ألقاب في رابطة الأبطال من مجموع أربع حصدها الأحمر والأصفردون اعتبار التتويجات المحلية غير أن طريقة ابتعاده تعتبر مهينة لمسيرته رغم أنه في نهاية عقده ومن حقّ فريق باب سويقة التفكير في حلول جديدة قبل موسم مليء بالتحديات و الرهانات الكبيرة حيث يبدو قرار التخلي عنه فنيا بالأساس وبإيعاز من المدرب ميغيل كاردوزو الباحث عن حلّ ثان مهم في مركز حيوي وحساس ذلك أن سيناريو الخروج من الدور السادس عشر لكأس نونس ضد محيط قرقنة قلّص كثيرا من موقف بن شريفية الذي تراجع أداؤه كثيرا بداعي الإصابات التي رافقته في السنوات الأخيرة وأثرت على معدلات مشاركاته.

رغبة قديمة جديدة

لم يكن تفكير الترجي في دعم المنافسة في حراسة المرمى جديدا حيث تتالت التعاقدات مع حراس دوليين في السنوات الأخيرة على غرار رامي الجريدي وفاروق بن مصطفى كما وقعت المراهنة على صدقي الدبشي غير أن معز بن شريفية حافظ على مكانه ولم يهتز عرشه الى حين هبوب ثورة الشبان التي استغلها على الوجه الأكمل أمان الله مميش ليطوي صفحة دامت عقدا ونصف ويصبح مصدر القوة الأول في الخط الخلفي بعد أن كان بديله في الموسم الفارط دون منافسة طيلة سنوات.

ولا ينوي الإطار الفني للترجي ترك المجال للصدفة بحكم أن جميع السيناريوهات واردة في الموسم الجديد الذي سيخوض فيه غمار البطولة الوطنية وكأس تونس ورابطة الابطال ومونديال الفرق في انتظار الحسم في مصير الدوري الافريقي والسوبر التونسي في نسختي 2022 و2024 وبالتالي سيكون النسق خياليا وهو ما يستوجب رصيدا بشريا ثريا وبدائل في جميع المراكز، ومن هذا المنطلق كان دعم حراسة المرمى باسم ثان يملك الخبرة والدراية والامكانات العالية منطقيا لتفادي المفاجآت ودفع الحارس الأول في الموســـم الفارط على مواصلة العمل بنفس الجدية ليكون التنافس بينهما مفتوحا وعلى أشده إذ سيطغى الغموض منذ بداية الموسم على الحارس الأساسي باعتبار أن الضمان الوحيد للمشاركة سيكون الجاهزية والقدرة على تقديم الإضافة.

وأمام الوزن الكبير لحراس المرمى في الكرة العصرية والذي تأكد في الموسم المنقضي عندما لعب مميش دور البطولة في عديد المناسبات، سيزيد التعاقد مع بن سعيد في تقوية المنظومة الدفاعية للترجي بوجود حارسين في نفس المستوى في الوقت الذي ستبقى فيه أسهم معز بن شريفية مرتفعة بحكم رصيد الخبرة الذي يملكه والذي يجعله قادرا على التحول لأي فريق في البطولة الوطنية إذ ارتبط اسمه بمنافسين تقليديين على اللقب لتكون مواجهته لفريقه الأم في الموسم القادم واردة بشدة.