تحديات صعبة تنتظر الدّو.. فـهـل يـقـدر عـلى نقــل إيـجـابـيـات تـجـــربـتـــه الأخــــيـــرة؟
بعد موسم للنسيان، ومليء بالخيبات والإخفاقات سيكون النجم الساحلي معنيا بتحسين واقعه والتطلع إلى تحقيق نتائج أفضل خلال الموسم الجديد، وهذا الأمر مرتبط شديد الارتباط ببعض المعطيات الأساسية أهمها تطوير الوضع المالي بما يضمن تجاوز المشاكل التي أثّرت كثيرا على النادي بصفة عامة ورفع عقوبة المنع من الانتدابات بدرجة، إضافة إلى تحسين قدرات الفريق من خلال ضم لاعبين جدد مؤهلين لتقديم الإضافة، فضلا عن ذلك يبدو التعاقد مع مدرب جديد لديه من القدرات والكفاءة والحماس ما يساعده على النجاح على رأس النجم الساحلي وإعادته للعب الأدوار الأولى والمنافسة بكل ثبات وثقة على الألقاب.
ومن بين هذه الشروط والمعطيات الواجب توفرها، يمكن القول إن الخطوة الأولى تمثلت في التعاقد مع المدرب حمادي الدّو الذي سيشرع قريبا في مهامه بعد حصول اتفاق رسمي بينه وبين إدارة النادي، والثابت في هذا السياق أن حسم هوية المدرب الجديد يبدو غاية في الأهمية بما أنه يزيل الغموض ويؤشر على أن الفريق سيشرع في الإبان في تحضيراته استعدادا للموسم الجديد.
من خارج الدائرة المعروفة
من المهم للغاية الإشارة إلى أن التعاقد مع المدرب حمادي الدّو يعتبر حدثا بارزا في حد ذاته، فبعد التعامل على امتداد أكثر من موسمين مع مدربين يعتبر أغلبهم من أبناء النادي أو سبق لهم الإشراف على الفريق على غرار فوزي البنزرتي الذي قاد النجم في الموسم قبل الماضي إلى منصة التتويج قبل أن يخلفه بعد ذلك عماد بن يونس ليأتي بعده أحمد العجلاني ثم سيف غزال ومعه محمد علي نفخة، قبل أن ينهي خالد بن ساسي الموسم المنقضي مدربا للفريق، استقر القرار هذه المرّة على التعامل مع مدرب من خارج الدائرة المعتادة، إذ سيخوض الدّو أول تجربة له على رأس النجم الساحلي بعد تجارب عديدة في السابق أبرزها الإشراف على النادي الصفاقسي ومساعدة الهولندي رود كرول على رأس المنتخب الوطني قبل عشر سنوات من الآن، وآخرها تدريب الملعب التونسي على امتداد موسم ونصف الموسم، ولهذه الاعتبارات يمكن القول إن هناك قناعة راسخة بضرورة التعامل مع فني جديد ولديه المقومات اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة ويحظى بقبول من قبل مختلف كل الأطراف المحيطة بالنادي خاصة وأن كل التجارب الأخيرة مع فنيين من أبناء النادي كانت كلها غير موفقة إن لم نقل فاشلة.
وهذه المواصفات يبدو أن متوفرة تماما لدى المدرب الجديد خاصة وأن تجربته الأخيرة على رأس الملعب التونسي تعتبر ناجحة حيث أنه قاد فريق باردو للتتويج بكأس تونس لأول مرة بعد غياب استمر أكثر من عشرين عاما ونجح بالتوازي مع ذلك في قيادة الفريق للظهور بمستوى مقنع في منافسات البطولة وكان قريبا للغاية من إنهاء هذه المنافسات في المركز الثالث.
التحديات صعبة وعديدة ولكن
في هذا السياق من المهم للغاية التأكيد على أن قبول حمادي الدّو هذه المهمة يبدو بمثابة الدخول في مغامرة مجهولة العواقب، فعكس تجربته الأخيرة مع الملعب التونسي الذي كان مهيئا تماما لتحقيق نتائج إيجابية بفضل تحمس إدارته وانعدام المشاكل المالية ووجود مجموعة من اللاعبين الجيدين، فإن الوضع في النجم الساحلي يبدو مختلفا تماما، فعلى امتداد المواسم الأخيرة عانى فريق جوهرة الساحل من مشاكل إدارية ومالية مستمرة أثّرت بشكل مباشر على واقعه وكانت سببا في فشل أغلب المدربين الذين تعاقبوا على تدريبه باستثناء فوزي البنزرتي الذي استغل بعض الظروف الاستثنائية وحقق النتائج المرجوة، أما بالنسبة إلى حمادي الدّو فإنه قبل خوض هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر بما أن المعطيات الراهنة لا توحي تماما بوجود تغير قريب لهذا الوضع المالي والإداري الصعب والغامض.
ولئن أشارت بعض المصادر إلى أن إمكانية حصول بعض التطورات الإيجابية فيما يتعلق بالوضع المالي في ظل الحديث عن وجود مؤشرات لحصول اتفاق مع مستشهر جديد سيوفر للنجم عائدات مالية جيدة، إلا أن الدّو اختار سلك طريق صعبة ومليئة بالتحديات الصعبة، حيث أنه سيكون مطالبا بضرورة تغيير واقع الفريق وجعله مؤهلا للمنافسة على الألقاب من جديد وبالتالي تفادي سيناريو كل من سبقه في تدريب النجم سواء من داخل النادي على غرار بن يونس وغزال وبن ساسي أو من خارجه مثل لسعد الشابي ولسعد الدريدي، فضلا عن ذلك فإن الدّو سيكون معنيا في المقام الأول بتحسين قدرات اللاعبين المتوفرين حاليا دون النظر إلى وجود امكانية رفع عقوبة المنع من الانتدابات، ومن بين أهدافه الأساسية هو حسن التعامل مع اللاعبين الشبان الذين لم يتم التعامل معهم بشكل مثالي على امتداد الموسم المنقضي، لكن في ظل حالة الضبابية والغموض السائدان حاليا على المستوى الإداري وخاصة المالي لا يمكن التكهن بشكل حاسم بمدى قدرة هذا المدرب على تحقيق النجاح المنشود، رغم أنه سيعمل على نقل كل الإيجابيات التي حصلت خلال تجربته الأخيرة على رأس الملعب التونسي والتي أكدت أنه قادر على تحقيق المطلوب بما أنه نجح في رفع لقب كأس تونس للمرة الثانية في مسيرته بعد أن حقق الإنجاز ذاته قبل مواسم قليلة مع النادي الصفاقسي.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…