تؤكد كل المؤشرات الصادرة عن وزارة السياحة على أن القطاع السياحي استعاد نشاطه بشكل تدريجي بعد عامين من الركود، ومع عودة الحياة إلى هذا القطاع الحيوي شهدت أسعار النزل ارتفاعا ملحوظا ليجد التونسيون أنفسهم أمام أسعار مرتفعة ونزل مليئة استوفت حجوزاتها وإقامات عائلية بأسعار خيالية مما ساهم في تراجع الإقبال على النزل وكراء المنازل التي تجاوزت مقدرة التونسيين الشرائية بكثير.
على أن الموسم السياحي انطلق بشكل إيجابي وبنسق تصاعدي إلى غاية موفى شهر جوان الماضي،حيث سجلت حجوزات العائلات زيادة قدرت بـ 8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023 فيما ارتفعت حجوزات السياح بحوالي 6 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023 كذلك وهو ما أكده أحمد بالطيب رئيس الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار.
وشهد نسق الحجوزات تراجعا منذ أول أيام شهر جويلية الجاري والذي تراوح بين 10 و15 % .
ويؤكد خبراء السياحة أن شهري جويلية وأوت يمثلان ذروة الموسم السياحي وتشهد خلالهما الأسعار ارتفاعا يقدر بحولي 40 في المائة وهو أمر طبيعي إلا أن الغريب في الأمر أنه ومع انطلاق شهر جويلية وإلى غاية شهر أوت القادم مازالت عدة نزل شاغرة في كل من جربة وسوسة والمنستير والحمامات وقد يعود ذلك إلى ارتفاع أسعار النزل خلال شهري جويلية وأوت باعتبارهما ذروة الموسم السياحي وهو ما يفسّر تراجع نسق هذه الحجوزات.
والملاحظ أيضا أن تراجع الحجوزات شمل كل الأسواق الكلاسيكية التقليدية ويأمل أهل القطاع أن يكون هذا التراجع ظرفيا بسبب كأس اوروبا وتغيير أسعار النزل والطائرات بنسبة تتجاوز الـ 40 بالمائة خلال هذه الفترة.
الأكيد أن تونس وجهة سياحية بامتياز بالنسبة للفرنسيين كما لعدة جنسيات أخرى لذلك من الضروري تظافر جهود كل الأطراف المتداخلة في القطاع السياحي لتجاوز هذه الفترة الصعبة ووضع استراتيجية ورؤية واضحة للقطاع للنهوض به خلال ذروة الموسم السياحي أو بعده خلال سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
ووعيا بأهمية القطاع السياحي في النسيج الاقتصادي أذن مجلس وزاري، خصص للإعداد للموسم السياحي الصيفي 2024، بتكوين فريق عمل يضم كل الوزارات المعنية لمتابعة حسن سير الموسم السياحي الصيفي 2024، وتأمين التدخل الفوري لحل كل الاشكاليات التي يمكن ان تطرأ.
وللإشارة فقد قدّرت عائدات تونس السياحية، إلى موفى ماي 2024، بقيمة 2،1 مليار دينار أي بزيادة بنسبة 7،8 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2023، وفق المؤشرات المالية والنقدية، التّي نشرها البنك المركزي التونسي، بتاريخ 6 جوان الماضي.
وحفاظا على التطور الملحوظ للقطاع السياحي مقارنة بالسنة المرجعية 2019 من الضروري اليوم مضاعفة جهود كل المتدخلين لإنجاح الموسم الصيفي 2024 وإيلاء السياحة البديلة الاهتمام اللازم لتصبح بذلك تونس وجهة سياحية عالمية على مدار السنة.
بين تراجع الخدمات البلدية وتذمّر المواطنين : نظافة البلاد .. مسؤولية مشتركة..!
بعد مرور ما يقارب السنة ونصف عن حل 350 مجلس بلدي منتخب وتعويضها بنيابات خصوصية، والإعلان ع…