واقع المرأة الريفية في تونس : تشريعات ماتزال غير منصفة للنهوض بدورها الاقتصادي والاجتماعي
يواجه واقع المرأة الريفية في تونس تحديات كبيرة تتعلق بالوصول إلى العمل والمشاركة في النمو الاقتصادي والاجتماعي ، إذ تعاني النساء الريفيات من ضعف في الفرص الاقتصادية مقارنة بالرجال ، حيث يكون العمل غالبًا في القطاعات غير المنظمة مع أجور منخفضة .
كما تواجه النساء صعوبات في الحصول على التمويل والدعم اللازمين لتطوير مشاريعهن الخاصة فضلا عن تواصل إشكاليات قديمة تتعلق بالوصول إلى التعليم والتدريب المهني في عديد المناطق والقرى النائية ، مما يقيّدهن في الوصول إلى فرص عمل أفضل ومتنوعة . كما أن القيود الثقافية والاجتماعية المتعددة تعترض سبيلهن وتحول دون مشاركتهن بشكل كامل في القرارات الاقتصادية والاجتماعية داخل المجتمع الريفي .
وبشأن آفاق تطوير العمل للمرأة الريفية في تونس يتطلب الأمر تكثيف وتعزيز الوعي والتثقيف من خلال توفير التوعية حول حقوق المرأة وفرص العمل المتاحة لها في القطاعات المختلفة وتشجيعهن على المشاركة الفعّالة في الاقتصاد المحلي والجهوي لاسيما وأن أغلب الجهات لها طابع فلاحي.
كما تعد إشكالية التمويل والدعم المالي عائقا أمام بعث المشاريع إذ يمكن توفير برامج تمويل مخصصة ودعم مالي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تديرها النساء الريفيات ، مما يساعدهن على تحقيق الاستقلال الاقتصادي ويدعم مكانتهن في الدورة الإقتصادية عن طريق مشاريع ذات جدوى بقطع النظر عن بعض المحاولات التي تتحسس خطوات النجاح والتي تكاد تكون مقتصرة على بعض الجهات دون سواها .
ولإنجاح هذا التوجه يمكن الاستعانة أولا بتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية في المناطق والقرى الريفية بما في ذلك الطرق والماء الصالح للشرب والكهرباء ، لتوفير بيئة مشجعة لنمو الأعمال والفرص الاقتصادية فضلا عن ترسيخ دور المرأة الريفية في صنع القرار والمشاركة السياسية والاجتماعية في أخذ القرارات من خلال دعم برامج تعزيز القيادات النسائية وتعزيز حقوق المرأة .
ومن بين الآليات الكفيلة بالنهوض بوضعية المرأة الريفية ، العمل على ملاءمة التشريعات والسياسات النسوية ووضع وتنفيذ سياسات عامة وقوانين تشجع على المساواة بين الجنسين وتحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية للنساء الريفيات علاوة على البحث عن الشراكات والتعاون الدولي مع مؤسسات حكومية وغير حكومية لتبادل المعرفة والخبرات في مجال تعزيز دور المرأة في التنمية الريفية .
ولتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المناطق الريفية في تونس ، يتوجب تفعيل دور المرأة الريفية في العمل وتوفير الدعم اللازم لها من خلال التعليم والتدريب المهني والتمويل والخروج بها من دائرة الاستغلال لدى أصحاب المال والأعمال لاسيما في القطاع الفلاحي الذي يسجل نسبة يد عاملة مرتفعة للنساء مقارنة بالرجال .
دور الشركات الأهلية في تطوير السياحة الإيكولوجية : مشاريع تنتظر التفعيل في حال توفير الدعم والتسهيلات الضرورية
تمثل السياحة الإيكولوجية نموذجًا مستدامًا يتماشى مع أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية و…