للتعهد بالأطفال مرضى السرطان : نحو إحداث مركز مختص بمستشفى «عبد الرحمان مامي»
في إطار المجهودات لدعم الإحاطة و التعهد بالأطفال مرضى السرطان الذين تتزايد اعدادهم من سنة إلى أخرى أعلنت وزارة الصحة العمومية على موقعها الرسمي أنه تم مؤخرا توقيع اتّفاقيّة اطارية للشّراكة ما بين المستشفى الجامعي «عبد الرحمان مامي» للأمراض الصدريّة بأريانة وجمعيّة «مرام» تتمثّل في مشروع بناء قسم للأمراض السّرطانيّة للأطفال بالمستشفى.
ووفق ما اكده وزير الصحّة علي المرابط خلال موكب التوقيع الذي انتظم بالمناسبة فإن إحداث هذا المركز المختص سيمكن من تقديم خدمات علاجيّة بأحدث التّقنيات وسيضمن مرافقة شاملة ذات جودة عالية،مضيفا أنّ هذا المنجز يعتبر مكسبا لمستشفى عبد الرحمان مامي ولقطاع الصحّة بصفة عامّة كما انه سيكون نموذجا سيتم العمل على إحداثه في مؤسّسات استشفائيّة أخرى على حد قوله.
كما بيّن وزير الصحة أنّ الوزارة تحرص على مزيد تحسين وتقريب الخدمات الصحّية ضمن أهداف الاستراتيجيّة الوطنيّة للصحّة في أفق 2050 ومن جانبهم، عبّر ممثّلو جمعيّة امرامب عن التزامهم بمواصلة معاضدة جهود وزارة الصحّة في المجالات الصحّية والاجتماعيّة وبالخصوص البرامج والمبادرات التّي تهدف إلى توفير ظروف أفضل لرعاية الأطفال مرضى السّرطان ومؤازرة عائلاتهم.
و يعد سرطان الأطفال وفق منظمة الصحّة العالمية من الأمراض النادرة وهو يمثّل من 1 إلى 2 ٪ من مرضى السرطان، وعلى عكس الكهول فإنّ سرطان الأطفال يمكن مداواته إذا وقع اكتشافه مبكّرا، فمثلا في البلدان المتقدّمة تسجّل حالة شفاء تامّ على حالتين. أما في تونس تسجّل كلّ سنة 400 حالة جديدة بمعدّل 18 حالة من 100000 طفل تبلغ أعمارهم أقلّ من 15 سنة. و على ندرة هذا المرض الا ان التوقعات تشير الى ان عدد إصابات السرطانيات الجديدة في تونس سيصل الى حدود الـ41 ألف شخص في أفق سنة 2040. ليتضاعف بنحو المرة بالمقارنة مع العدد المعلن من قبل معهد صالح عزيز والذي يشير إلى ان سنة 2023 قد سجلت 22 ألفا و201 إصابة جديد بالسرطان اذ يمثل سرطان الرئة والمثانة والبروستات والقولون الأكثر شيوعًا عند الرجال، وسرطان الثدي والقولون والرئة والغدة الدرقية وعنق الرحم الأكثر شيوعًا عند النساء.وحسب إحصائيات وزارة الصحة تعد حالات الإصابة بأورام السرطان في تونس، باختلاف أصنافها، السبب الرئيسي للوفاة منذ سنة 2021 أين تمثّل ما يقارب الـ 15.6 ٪ من إجمالي الوفيات، تليها الوفيات الناجمة عن أمراض السكري التي تبلغ نسبتها الـ 7.6 ٪ وأمراض القلب والشرايين التي تكون في حدود الـ 6.8 ٪.
ورغم مجهودات التكفل والإحاطة بمرضى السرطان التي تبذلها الدولة ماتزال العديد من العائلات تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على فرص للتداوي و العلاج من هذا المرض المستفحل و ذلك نتيجة للعديد من العوائق سواء منها محدودية القدرة المادية أو البعد جغرافيا عن المدن التي عادة ما تحتضن مراكز متخصصة للعلاج مما يدفعها إلى تكبد مشاق التنقل وتشير في السياق تقارير علمية صدرت حديثا أن من أوجه القصور في مكافحة مرض السرطان ، محدودية القدرة على تلبية الطلب على العلاج، اما نتيجة نقص الموارد البشرية او نقص البنية التحتية وعدم التنسيق بين مختلف المصالح الصحية، وهو ما يؤدي أحيانًا إلى فترات انتظار غير مقبولة للتشخيص والعلاج أو صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الذي يكون في كثير من الأحيان غير عادل نسبياً للأشخاص المحرومين اجتماعيّاً والبعيدين جغرافيّاً عن المدن الجامعية الكبيرة والذين لا يستطيعون دفع تكاليف التنقل للحصول على العلاج في المراكز المتخصصة.
في ظل تدهور متواصل للمقدرة الشرائية للمواطن أصبحت الوقاية تمثل السبيل الوحيد لتفادي كل هذه الصعوبات وحتى لايكون العلاج في الخارج من نصيب المقتدرين فقط اذ تلجأ العائلات الميسورة إلى حلول خاصة عبر إرسال أقاربها المرضى إلى الخارج للتداوي، في حين تكافح العائلات الفقيرة وحتى متوسطة الدخل من أجل توفير الدواء وتحمل مصاريف العلاج باهظة الثمن ويقع التركيز ضمن خطة العمل الاستراتيجية في بلادنا على البعد التوعوي والتقصي المبكر عن السرطانات وتعزيز البنية التحتية للمستشفيات بأقسام متخصصة حيث تتجه المساعي إلى إنشاء مراكز آخرى في مختلف انحاء البلاد لاسيما وان مستشفى اصالح عزيزب بالعاصمة تونس، وهو مستشفى عمومي يمثل ، الوجهة الرئيسية للمرضى من كل الولايات باعتباره المركز الوحيد المتخصص في مقاومة الأمراض السرطانية مما يستوجب دعمه بمراكز اخرى حتى يتمكن كل مواطن من التمتع بحقه في خدمات صحية قريبة و ذات جودة عاليةكما توجد في تونس عدة مراكز خاصة تعتبر متطورة ومجهزة مقارنة بالمراكز العمومية الا انه ونظرا لارتفاع تكلفة العلاج بها تظل حكرا على غير التونسيين تستقطب جنسيات أفريقية متعددة ومن بلدان شقيقة .
78 بالمائة منهم يريدون العودة : هل ستنجح تونس في استعادة كوادرها الطبية؟
كشفت نتائج دراسة أصدرها معهد الدراسات الاستراتيجية في مارس 2024،حول هجرة مهنيّي الصحّة ان …