الدورة الثامنة للجنة المشتركة التونسية ـ البوركينية : متابعة مشاريع التعاون القائمة وإرساء شراكات جديدة استجابة لتطلعات البلدين
بعد دورتها السابعة التي انعقدت منذ سنة 2016 تحتضن العاصمة البوركينية واغادوغو على امتداد يومي أمس واليوم اشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة التونسية-البوركينية. ويترأس الوفد المشارك في اشغال هذه الدورة وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار.
وحسب بلاغ لوزارة الخارجية فانه على هامش اشغال اللجنة المشتركة ينتظم اليوم منتدى اقتصادي تونسي-بوركيني الذي يشارك فيه من الجانب التونسي رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ووفد تونسي هام من رجال الأعمال. وبالإضافة الى ذلك مثلت هذه الزيارة للوزير التونسي مناسبة لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين البوركينيين حول واقع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وآفاق دعمه وتطويره وحول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة. وكانت مناسبة أيضا للقاء عدد من أفراد الجالية التونسية المقيمة ببوركينافاسو، وزيارة مقرات الشركات التونسية المنتصبة بواغادوغو.
وتطرقت الوزارة في هذا الإطار في بلاغها الى العلاقات التونسية البوركينية، مشيرة الى ان بوركينافاسو تمثل أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لتونس بغرب افريقيا، اذ بالإضافة الى تضاعف حجم المبادلات التجارية مع هذا البلد بحوالي خمس مرات خلال السنوات الأخيرة، فان الميزان التجاري بين البلدين سجل منذ سنوات فائضا لصالح تونس خاصة في مجال تصدير الصناعات الغذائية والكهربائية ومواد البناء. هذا الى جانب اعتبار تونس الوجهة المفضلة للطلبة والمرضى البوركينيين.
وفي هذا الإطار يجدر التذكير بأهمية البعد الإفريقي في السياسة الخارجية لتونس وهو ما يتجسد في العزم على تكثيف المشاورات السياسية مع البلدان الافريقية وتطوير العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية ووضع الاليات الكفيلة بدعم التعاون الثنائي معها الى جانب دعم التمثيل الدبلوماسي التونسي بإفريقيا وتشجيع حركية الاشخاص فضلا عن تعزيز النقل الجوي نحو العواصم الافريقية.
وبالتالي يندرج انعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة التونسية البوركينية من جهة في إطار متابعة مشاريع التعاون القائمة وإرساء شراكات جديدة استجابة لتطلعات البلدين، كم تندرج في إطار أشمل يتمثل في الاهتمام المتجدد الذي توليه تونس للدبلوماسية الاقتصادية وتعزيز تعاونها مع بلدان القارة الإفريقية.
وفي تصريح لـ«الصحافة اليوم» حول الدورة الثامنة للجنة المشتركة التونسية-البوركينية ومدى أهميتها بالنظر الى الأهداف التونسية تجاه الفضاء الافريقي، أكد أحمد ونيس الديبلوماسي ووزير الخارجية الأسبق منذ البداية على ان اقتصاديات البلدين غير متكاملة باعتبار ان كلاهما بلد فلاحي اما صناعيا فان ما تنتجه تونس لا يتناسب بالضرورة مع الاستيرادات البوركينية. ما يعني ان المصالح التجارية بين البلدين ضعيفة، هذا الى جانب ان كلاهما قدرته المالية محدودة ما يؤثر على حجم المصالح الاقتصادية والاستثمارات الذي يتسم بمحدوديته على امل ان يتم استدراك ذلك خلال الخمس او العشر سنوات المقبلة.
وعلى ضوء هذه القراءة للتعاون الاقتصادي المحدود، ذهب محدثنا في اتجاه القول بان الغاية الأساسية من هذه الدورة للجنة المشتركة التونسية-البوركينية في تقديره هي بالأساس سياسية. ليؤكد على ان أهمية مثل هذه المناسبات تكمن في اتاحة الفرصة لبلادنا لإدراك الدوافع والسعي الى فهم مستقبل الدول الافريقية والتموقع المستقبلي بمنطقة الساحل الافريقي ومنطقة شمال افريقيا، خاصة بعد ما شهدته بوركينافاسو وغيرها من البلدان الافريقية من انقلابات عسكرية اثرت على اصطفافاتها الجيواستراتيجية والاقتصادية. وذلك من خلال استبدال التركيز التاريخي في التعاون الاقتصادي والاستراتيجي مع أوروبا الشمالية وتعويضه بالتعاون مع روسيا.
وأوضح محدثنا من جهة أخرى ان عملية تنمية الاقتصاد في اتجاهات جديدة وتحقيق مصالح اقتصادية لبلادنا مع بوركينافاسو امر يتطلب في تقديره وقتا طويلا لا يقل عن عشر سنوات ولكن الظرف السياسي مهم وإدراك التحولات الاقتصادية الجذرية لهذا البلد امر مهم كذلك، لان الأمور تبقى غامضة بعد هذه الثورات المتعددة التي وقعت في افريقيا. ليؤكد على أهمية عقد اشغال اللجان المشتركة بين بلادنا وبقية الدول الافريقية نظرا الى ان المسالة في علاقة بان كل الدول الافريقية بما فيها تونس لها جميعا مصير مشترك.
ليضيف الأستاذ احمد ونيس ان الدول الافريقية لها تقاليد شراكة بين الجنوب والشمال واليوم دول الساحل الافريقي بما فيها بوركينافاسو تسعى الى تحقيق تحول جذري له ابعاد مستقبلية. وهنا من المهم حسب محدثنا ان تدرك تونس هذه المستجدات والتحولات بصفة دقيقة نظرا لتعقد الأمور. وفي كل الحالات في تقديره على بلادنا ان تواصل السعي للنجاح في المجال الافريقي باعتبار ان ذلك يعد على المستوى القريب امرا استراتيجيا وله أبعاده الهامة. ومن هذا المنطلق يتوجب على تونس إدراك المستجدات واعداد العدة لهذه التطورات الاستراتيجية المستقبلية المنتظرة في الفضاء الافريقي.
بعد أن كشفت زيارات الرئيس الميدانية تقصير المسؤولين الجهويين : العمل الميداني أصبح من ركائز عمل الولاّة
كشفت الزيارات الميدانية ذات الطابع الفجئي التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيّد الى مختلف ال…