فتحي بن خليفة المستشار الاقتصادي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري لـ «الصحافة اليوم»: منع مربي الدواجن من التزود بالغاز سيعطل الإنتاج ويعيق تزويد السوق
دعا المستشار الاقتصادي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري فتحي بن خليفة الوزارات المعنية إلى الاتفاق حول مواصلة تزويد مربي الدواجن بالغاز إلى حين إيجاد بدائل أخرى وذلك إثر المضايقات الكبيرة التي يتعرض لها مربو الدواجن للتزود بالغاز مما يهدد أسراب الدواجن بالنفوق وانهيار المنظومة.
وأبرز في حديثه لـ«الصحافة اليوم» أن إستعمال الغاز في تدفئة الفراخ هو ضروري وأمر معمول به في مختلف أنحاء العالم وليس بدعة تونسية وفق تعبيره لافتا الى أن استعمال الغاز سواء في الشتاء أو في الصيف هو أمر إجباري وإن كان في الصيف بنسق أقل من الشتاء ولكن من الضروري جدا المحافظة على درجة حرارة متراوحة بين 34 و36 درجة في الأسبوع الأول من حياة الفراخ.
وقال ان تزويد قطاع الدواجن بالغاز يؤمن بانتظام حاجيات السوق من بيض وديك رومي ودجاج لحم شهريا بمعدل 12500 طن دجاج لحم و6500 طن من الديك الرومي فضلا عن بيض الاستهلاك مضيفا انه منذ سنتين بدأ مربو الدواجن يتعرضون إلى المضايقات في التزود بالغاز وهي المادة الوحيدة المستعملة لتدفئة الفراخ خاصة في الفترة الأولى وفي فصل الشتاء التي تصل لمدة شهر من عمر الفراخ وفي فصل الصيف عندما تنخفض درجة الحرارة في بعض الاوقات وذلك بحجة أن هذا الغاز مدعم ومخصص للاستهلاك المنزلي.
كما اوضح المتحدث أن مربي الدواجن ليس لهم بديل عن هذا الغاز وفق تعبيره وأنهم مجبرون على اقتنائه سواء بسعر مدعم أو غير مدعم باعتبار أنه سيتم توظيفه في كلفة الانتاج وسينعكس على الأسعار عند المواطن فيما بعد قائلا «إننا لم نرفض التزود بأي نوعية من الغاز مهما كان السعر ولكن أن يتم قطع التزود فجأة بدون تقديم بدائل فهذا يعد تعطيلا لآلة الانتاج» وفق تعبيره.
وأشار إلى أن مزود أحد المربين الكبار تلقى تنبيهات من الفرق الأمنية حتى لا يواصل تزويده بالغاز لافتا الى أنه مرب لمئات آلاف من طيور الدجاج، وتوقيف التدفئة يعني أنه خلال 35 يوما لن يكون هناك فراخ وسينتج عنه تعطيل في نسق تزويد السوق بالدواجن.وهو ما وصفه المتحدث بالأمر الخطير وأنه لا يستقيم إذ لا يمكن تربية الفراخ بدون دفايات واجهزة تدفئة بالغاز..
وفي تفصيله للمضايقات التي يتعرض لها المربون منذ سنتين قال إن عديد المربين ومسؤولين في شركات تلقوا تنبيهات لمنعهم من استعمال قوارير الغاز.وأمام تكرر ذلك تم إرسال عديد المراسلات للوزارات المعنية والمتدخلة لوقف ذلك لكن الامر متواصل في بعض الاماكن. وقال بن خليفة انه سيعيد مراسلة الوزارات المعنية كما تم اعلام المديرة العامة للتجارة الداخلية بهذا الموضوع بالنظر الى ان تواصلت هذه المضايقات لن نجد فلاحين أو مربين يرغبون في مزاولة هذا النشاط في قادم الأيام ، وانه وفي خلال 35 يوما سيوجد نقص في الدواجن وهذا غير طبيعي وفق رايه خصوصا مع انطلاق الموسم السياحي الواعد، داعيا الى عدم ارباك عملية الإنتاج. وأضاف انه عند ايجاد وزارة الصناعة بديلا عن الغاز في السعر أو في النوعية فلا بأس ولن يمتنع المربون عن ذلك.
وحمل المتحدث كل الوزارات التي تمت مراسلتها بصفة رسمية مسؤولياتها داعيا اياها الى عدم ارباك الانتاج ومساعدة المنتجين على مواصلة تعديل السوق بمنتجات الدواجن وتوفير «بروتين الفقراء» وفق وصفه. وفي خصوص الاكتفاء الذاتي المتعلق بالمنظومة قال فتحي خليفة أن حاجياتنا الوطنية من اللحوم البيضاء هي في حدود 11الف طن ولكن الانتاج يصل الان الى 12,500 و12700 طن شهريا اضافة إلى وجود مخزونات تقارب 1000 طن من دجاج اللحم و1200طن من الديك الرومي ومخزون بمليون و400 الف بيضة. وقال انه تمت المطالبة في آخر جلسة للجنة الاستشارية لمتابعة منتجات الدواحن بالانطلاق في الخزن استعدادا لشهر رمضان منذ الان باعتبار توفر الانتاج وانهيار الأسعار إلى ما دون الكلفة. وكرر المتحدث نداءه بمساعدة المربين على مزاولة نشاطهم وترك المجمع المهني المشترك لمنتوجات الدواجن والارانب يقوم بدوره التعديلي كلما تطلب الامر ذلك.
من أجل تحقيق الأمن الغذائي..
لا شك أن ارتفاع الصادرات الفلاحية التونسية وتحسّن عائداتها وهو ما أكدته الارقام الاخيرة …