فشل في تخطي عقبة البنزرتي: الـغـيابـات وحـدها لا تـبـرر الـهزيمة القاسية
خـــــاض النادي الإفريقي آخر مقابلة له هذا الموسم، وذلك في غياب عددٍ مهمٍ من لاعبيه، لأسباب مختلفة ذلك أن ثلاثة أسماء كانت أساسية في دفاع الفريق في بداية الموسم، غابت عن اللقاء أمام النادي البنزرتي في نصف نهائي الكأس، والأمر يهمّ كلآّ من الجزائري توفيق الشريفي المصاب، وعامر العمراني ومحمد أمين الحمروني، كما غابت أسماء أخرى في الهجوم مثل كنغسلاي إيدوه والطيب المزياني وحسام السويسي، وشارك بسام الصرارفي في الشوط الثاني بما أنه عاد من إصابة من فترة قصيرة، وهذه الغيابات لها قيمتها بلا شك ومؤثرة في أداء الفريق ونتائجه، خاصة وأن المدرب خسر أربعة لاعبين دفعة واحدة قبل ساعات من مواجهة نصف النهائي، بعد الأحداث التي رافقت المقابلة أمام الاتحاد المنستيري يوم الأحد الماضي، من إصابات وعقوبات جعلت الفريق محروما من خيارات كانت ستجعل المدرب قادراً على البحث عن حلول جديد، وبالتالي ليس من السهل إيجاد الخيارات البديلة لا سيما وأن المقابلة وصلت إلى الحصص الإضافية، ذلك أن الفريق محروم من الصفقات منذ بداية الموسم، ولم يتعاقد مع لاعبين جدد في الميركاتو الشتوي، وبالتالي فإن ما حصل في لقاء النادي البنزرتي كان نسبياً متوقعاً لفريق لم يجد الخيارات البديلة منذ بداية الموسم حيث واجه الكثير من المشاكل، وبالتالي تأثر الفريق حتما بهذه الغيابات.
مستوى جيد
في الأثناء، فإن هذه الغيابات لا يُمكن لوحدها أن تُبرر الفشل في تخطي عقبة النادي البنزرتي، لأن المشكل كان يهمّ أساساً التوازن الدفاعي، فالعناصر التي لعبت مكان اللاعبين الغائبين، قدّمت مستوى مُقنعاً وخاصة حمزة العقربي الذي استنجد به فوزي البنزرتي مجددا لدعم محور الدفاع، وكان مستواه مرضياً بالنسبة إلى لاعب لم يشارك إلا في عددٍ قليلٍ من المباريات، ولا يتحمل مسؤولية في الهدفين الذين قبلهما الإفريقي واجتهد كثيرا وأثبت أن التجاهل الدي وجده في بداية الموسم لم يكن منصفاً له، بما أنه اجتهد كثيرا في سبيل مساعدة الفريق ولكن حسابات عديدة جعلته يخرج من التشكيلة الأساسية ثم الاحتياطية، قبل أن يجد نفسه خارج كل الحسابات مع المدرب سعيد السايبي الذي لم يكن يعتمد عليه بالمرة.
كما أن غياب النيجيري إيدوه لا يمكن أن يُفسّر المشاكل التي وجدها الإفريقي هجومياً في هذه المقابلة بما أنه لا يسجل الكثير من الأهداف في عام 2024 وينتظر ركلات الجزاء من أجل ترك بصمته مع الفريق ولهذا فإن غيابه لا يفسر المشاكل الكبيرة في الهجوم التي يجدها الفريق وأرقام الإفريقي في 2024 تؤكد هذا الأمر، إضافة إلى أن عدد الإنذارات في رصيد هذا المهاجم تجاوز عدد أهدافه، ولا يمكن اعتبار غياب حسام السويسي مؤثراً بما أنه عندما لعب في محور الدفاع ورّط الفريق، وخسر مكانه في وسط الميدان، وهدفه أمام الاتحاد المنستيري في ربع النهائي، لا يعني فاعلية كبيرة أو أهمية مضاعفة في الفريق. وبالنسبة إلى عامر العمراني، فبعد الأخطاء الكارثية التي ارتكبها خلال بداية عام 2024، فقد غاب عن عددٍ كبير من المباريات بداعي الإصابة وبالتالي فإن غيابه لا يعتبر مؤثرا بلا شك، كما أن مستوى الفريق بحضور هذه الأسماء لم يكن مقنعاً في الكثير من المباريات بدليل أنه أنهى المرحلة الأولى من الموسم ثالث الترتيب في المجموعة وتأهل بصعوبة كبيرة في كل الأدوار السابقة.
ويمكن القول أن الفريق لم يكن محظوظاً بالقدر الكافي خلال هذه الفترة، بما أنه واجه أندية قوية في مسابقة الكأس، حيث لعب أمام ثلاثة أندية من الرابطة الأولى خارج ميدانه وفي مثل هذه الوضعيات ليس من السهل الانتصار والتأهل ومشوار الفريق كان بطولياً بالنظر إلى كل ما عاشه الإفريقي منذ بداية الموسم، حيث واجه يوم الأربعاء منافساً متحفزاً معنوياً ونجح في استغلال أخطاء لاعبي الإفريقي على مستوى التمركز الدفاعي أساساً بأخطاء لا يمكن قبولها من قبل لاعبين لهم رصيد كبير من الخبرة والتجربة على جميع المستويات.
اليوم الدفعة الأخيرة من الجولة التاسعة : الـنــجـم بـحـثاً عــن الإقــلاع الــحقيقي
سيكون النجم الساحلي في اختبار قوي، عندما ينزل ضيفاً على الترجي الجرجيسي، متصدر الترتيب (دو…