كسب لقباً وخسر أهم تحدٍ مـسـتـقـبــل كــاردوز يـُثير جدلاً.. فـهــل يــسـتـحــق فـعــلا فــرصــة ثــانــيــــة؟
تؤكد تصريحات الناطق الرسمي في الترجي الرياضي وليد قرفالة أن البرتغالي ميغيل كاردوزو سيستمر مدربّا في الترجي الرياضي في الموسم القادم وأن إدارة النادي لا تنوي التخلي عنه بل مازال رجل المرحلة في اعتقاد هيئة حمدي المدب، بدليل أنها رفضت تسريحه إلى المنتخب الوطني حيث كانت الجامعة ترغب في التعاقد معه ليقود «نسور قرطاج» قبل أن تحوّل أنظارها إلى عميد المدربين في تونس، فوزي البنزرتي و»تخطفه من النادي الإفريقي».
ورغم هذه التأكيدات، فإن النقاش انطلق بين الفاعلين في الترجي الرياضي بخصوص أحقية المدرب في أن يُواصل التجربة وذلك بناء على عديد المعطيات الموضوعية التي رافقت موسم الفريق وحصاده من الأرقام والتتويجات وكذلك من حيث التعامل مع الرصيد البشري أو كذلك بشأن الأداء ومستوى الفريق خلال مختلف المباريات وهنا تتضح عديد المعطيات الهامة التي قد ترفع الحصانة عن المدرب البرتغالي ولا تمنحه شيكا على بياض وتجعله في موقف لا يُحسد عليه وهذا لا يعني أن قرار الإقالة قد اتخذ، ولكن من الواضح أن كاردوزو دخل مرحلة التقييم التي قد تهدد استمراره ولا تمنحه الكثير من الفرص في الموسم القادم وأن العثرة الأولى قد تهدد استمراره مدرباً في الفريق في موسم يبدو تاريخياً بالنسبة إلى الترجي الرياضي.
قاد المدرب البرتغالي، الترجي في 19 مقابلة رسمية خلال الموسم المنقضي حقق خلالها الترجي 11 انتصارا وخسر 3 مقابلات وتعادل في خمس مباريات، وقد خسر مقابلة في البطولة أمام الملعب التونسي، لم تكلفه خسارة اللقب وخسارة في الكأس أمام محيط قرقنة فودّع الفريق المسابقة وخسر لقاء وحيدا في دوري أبطال أفريقيا كلفه خسارة اللقب، وبالتالي فإن الأرقام كانت في المطلق إيجابية ولكنها واقعياً لم تكن كذلك لأن الترجي كان قادراً على حصد لقبين إضافيين، ولكن بشكل عام يُعتبر حصاد المدرب إيجابيا من الناحية الرقمية بمعدل انتصارات تجاوز 50٪ وهو معدّل جيد.
لم يكن أداء الترجي بقيادة مدربه البرتغالي مقنعاً قياسا بمستوى الفريق مع المدرب الذي سبق، طارق ثابت، لأن الترجي لم يخض أي لقاء في مستوى جيد باستثناء مواجهة صن داونز الجنوب إفريقي في نصف النهائي، فالترجي لم يكن موفقا في عديد المناسبات وحقق انتصارات صعبة في البطولة إذ أنه استفاد من الأخطاء الفردية لمنافسيه في عديد المناسبات ووجد صعوبات في الفوز على أندية أقل منه من حيث الرصيد البشري ولهذا فإن الترجي لم يكن مقنعا مع المدرب البرتغالي قياسا بمستواه مع طارق ثابت أساسا خاصة في منافسات «الأفريكان ليغ» حيث كان الترجي مميزاً وأقنع في عديد المناسبات، وقد سيطر التوجه الدفاعي على المدرب البرتغالي الذي كان يفكر أساساً في تفادي قبول الأهداف قبل التفكير في الهجوم ورغم الإمكانات التي توفرت له فإنه لم ينجح في رفع مستوى الفريق خلال مختلف المقابلات التي لعبها فريقه باستثناء بعض اللمحات في عددٍ من المواجهات ولكن الترجي لم يكن في مستوى تطلعات جماهيره التي كانت تأمل في مشاهدة الفريق متألقا ومتميزاً فنياً ويُمتع بعروضه.
قياسا بالموسم الماضي، فإن الترجي أنقذ موسمه من خلال التتويج بالبطولة، وهو الهدف الأساسي للفريق بلا شك، ولكن الترجي دخل الموسم منافساً على خمسة ألقاب ففاز بلقب وحيد، حيث فقد طارق ثابت لقباً ومعين الشعباني لقباً وخسر البرتغالي لقبين من بينهما اللقب الأهم وهو دوري أبطال إفريقيا ولهذا فإن البرتغالي خسر أهم رهان ولكنّه في الأثناء قاد الفريق إلى التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2025 في تجربة تاريخية تنتظر الترجي الذي كسب بطاقة التأهل عن جدارة بفضل حصاده في النسخ السابقة إضافة إلى أن نتائجه في هذه النسخة ولكن في المجمل لا يمكن أن نعتبر التأهل بفضل نتائج الفريق مع المدرب البرتغالي بل هو نتاج لحصاد المواسم الماضية.
خلال تجربته مع الترجي الرياضي، لم يمنح كاردوز الثقة إلى اللاعبين الشبان وهي النقطة السلبية الوحيدة، ذلك أنه لم يغيّر الكثير قياسا بمن سبقه فالدفاع حافظ على الرباعي السابق، وكل ما فعله أنه فرض وجود أهولو أساسياً واعتمد على الشعلالي الذي لم يكن متوفراً في بداية الموسم بسبب الإصابة وبالتالي لا يمكن القول أنه أحسن توظيف قدرات اللاعبين، ولم يشهد مستوى الكثير تطوراً باستثناء حسام الدين غشة الذي تحسن مستواه في النصف الثاني من الموسم، في وقت لم يكن فيه أندريه بوكيا موفقا وهو الذي انتدبه الفريق بناء على نصيحة من مدربه فقد فشل في تقديم الإضافة وكان شبحاً للاعب الذي انتظره الترجي الرياضي لدعم الرواق، وباستثناء إلى بقية العناصر فهي تلعب قبل قدومه وتمتعت بثقة كل المدربين على حدّ سواء ذلك أن التشكيلة الأساسية خلال مرحلته، لم تشهد إلا تغييرين فقط مع المدرب الجديد.
هناك تباين في وجهات النظر بخصوص التحركات في سوق الانتقالات ذلك أن المدرب البرتغالي يريد التخلص من عددٍ مهم من اللاعبين في خطوة تعارضها إدارة النادي التي شرعت في البحث عن أسماء تدعم الفريق ولكن حسب بعض المصادر فإن هناك اختلافا بخصوص مصير بعض الأسماء التي يريد المدرب رحيلها وهو ما قد يهدد استمراره مع الترجي خاصة وأنه داخل إدارة الفريق يوجد اقتناع بأن الترجي كان قادراً على حصد لقب دوري الأبطال لأن الأهلي المصري لم يكن أفضل من الترجي، وهو ما يعني أن الموسم القادم سيكون صعبا على البرتغالي وعليه أن يجد الحلول ليكون أداء الترجي مقنعا إضافة إلى ضرورة حصد أكبر عددٍ من الألقاب تماشياً مع قدرات الفريق وكذلك طموحات الجماهير التي صنعت الفارق في عديد المناسبات خاصة خلال التنقل التاريخي إلى القاهرة حيث كان عدد الجماهير قياسياً ولهذا يمكن القول أن البرتغالي لم يحقق المكاسب التي كان ينشدها الترجي ذلك أن الفوز بالبطولة الوطنية يعتبر أمرا عادياً بالنسبة إلى فريق في حجم الترجي وقوة ميزانيه ورصيده البشري ولا يعتبر التتويج إنجازاً أو إعجازاً من قبل المدرب البرتغالي.
اليوم يتعرف الترجي على منافسيه في مونديال الأندية : كل المجموعات صعبة والميركاتو سيقلب المعادلة
سيكون الترجي الرياضي حاضراً في أهم مسابقة للأندية على مرّ التاريخ، ذلك أن مونديال الأندية …