2024-06-26

خلافا لما كان متوقعا ببلوغ صابة قياسية للموسم الحالي : صابة الحبوب لا تتعدى 5,2 مليون قنطار ودعوة ملحّة لاعتماد البذور التي تتأقلم مع المناخ

قال عضو المجلس المركزي بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أنيس الخرباش لـ«الصحافة اليوم» أن موسم الحصاد الذي انطلق موفى شهر ماي الماضي قد شارف على نهايته مشيرا إلى أن صابة هذا الموسم دون المتوسط اذ لا تتجاوز 5,2 مليون قنطار علما وأنه تم بذر حوالي 972 ألف هكتار من الحبوب ، أي 81 % من المساحات المبرمجة.

وأشار الخرباش الى أنه بالرغم من الانطلاقة المتعثرة لموسم الزراعات نتيجة نقص الأمطار خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الا أن نزول الغيث النافع مع بداية شهر ديسمبر الى غاية شهر فيفري الماضيين شجع المزارعين على القيام بعمليات البذر فكانت عملية الانبات طيبة جدا وفق قوله ، لكن في المقابل مع انحباس الأمطار والارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة خلال شهر مارس وأفريل أدى الى اتلاف مساحات شاسعة من الحبوب وبالتالي تراجع تقديرات أهل الاختصاص بخصوص بلوغ صابة قياسية لهذا الموسم . ولفت عضو المجلس المركزي بالمنظمة الفلاحية الى أن بعض الولايات على غرار ولاية سليانة قد تضررت كثيرا بفعل انحباس الأمطار حيث قدرت كميات الحبوب المجمعة في الهكتار الواحد بـ 6 و7 قنطار .

تسخير جميع الإمكانيات لموسم الحصاد

بالرغم من تواتر الحرائق خلال الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع درجة الحرارة والتي أدت الى اتلاف مساحات شاسعة من الحبوب مثل ولاية باجة التي بلغ عدد الحرائق بها 36 حريقا منذ مطلع شهر ماي الماضي وتسبب في اتلاف 110 هكتار من مزارع الحبوب والأعلاف ، الا أن وزارة  الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وبالتنسيق مع ديوان الحبوب ومختلف الهياكل المعنية تسعى الى إنجاح موسم الحصاد من خلال تسخير جميع الامكانيات اللوجستية والعملية وتجنب قدر المستطاع الخسائر الناجمة عن الحرائق عبر اتخاذ جملة من الاجراءات والتدابير الوقائية وحماية المزارع والآلات من الحرائق وتنظيف ومسح حواشي الطرقات وذلك بالتعاون مع وزارة التجهيز الى جانب دعوة الفلاحين الى حصاد وحراثة جوانب مزراعهم المجاورة للطرقات .

وأوضح محدثنا أن نسبة تقدم تجميع الحبوب تراوحت ما بين 60 و70 % في مختلف مناطق الانتاج وأن عدد مراكز التجميع المستغلة لقبول الصابة بكامل البلاد بلغت 182مركز بطاقة تجميع جملية تقدر بحوالي 7,8 مليون قنطار.

وللتذكير فان بلادنا تستورد قرابة 90 % من حاجياتها من الحبوب ما من شانه أن يثقل كاهل الميزان التجاري .

وبالتوازي مع التغيرات المناخية التي ألقت بظلالها على القطاع الفلاحي تعالت أصوات منادية بزراعة البذور التي تعرف بتأقلمها مع هذه المتغيرات والتي تتميز بمردوديتها المرتفعة جدا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية

أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…