الجويني يستعيد نغمة الأهداف : عــودة رائــعــــة فـــي اللـــحــظـــة الـمـناسـبة
لم ينته موسم الملعب التونسي بعد، فرغم مرارة التفريط في المركز الثالث في منافسات البطولة، والذي كان سيضمن للفريق العودة مجددا للمشاركة على الصعيد القاري، إلا أن فريق باردو نجح بامتياز في ضمان تأهله إلى الدور نصف النهائي لكأس تونس عقب فوزه الباهر في أولمبي سوسة على حساب النجم الساحلي وذلك في مباراة عرفت عديد التطورات والتقلبات والمعطيات، ومن أبرزها عودة «الروح» للمهاجم هيثم الجويني الذي لم يكتف باستعادة ذاكرة التهديف بعد صيام دام أكثر ستة أشهر بل إنه سجل ثنائية في هذه المواجهة الصعبة التي أبقت الملعب التونسي ضمن الفرق المعنية بالمنافسة بقوة على البطاقة الأخيرة المؤهلة للمشاركة في كأس «الكاف»، والأهم من ذلك استمرار حلم استعادة الأمجاد والعودة مرة أخرى لمنصة التتويج بعد غياب دام أكثر من عشرين عاما.
الجويني يفك العقدة سريعا
رغم أن مستواه لم يكن جيدا للغاية خلال الفترة الأخيرة ورغم أنه أضاع البوصلة في عدد من المباريات السابقة، إلا أن النقطة الإيجابية التي تتعلق بالمهاجم هيثم الجويني تتمثل أساسا في استمراره ضمن حسابات المدرب حمادي الدّو الذي أصرّ على إبقائه ضمن التشكيلة الأساسية ليقود بالتالي خط الهجوم إلى جانب زميليه بلال الماجري وحمزة الخضراوي، وبما أن لكل مجتهد نصيب فإن الجويني والمدرب الدّو حصدا ثمار هذه القناعة بأن فترة الفراغ لا يمكن أن تستمر أكثر، لذلك جاءت بداية المباراة ضد النجم ضد النجم الساحلي رائعة ومثالية للغاية بعد أن أنهى الجويني هجوما لفريقه بطريقة جيدة وتمكن من التسجيل ليضع فريقه في المقدمة، هذا الهدف جعل الفريق يواصل المباراة بثقة كبيرة ومعنويات مرتفعة خاصة وأن الجميع كان على يقين تام بأن الفوز في هذا الحوار خارج مركب باردو ممكن بشدة رغم أن المواجهتين السابقتين بين الفريقين لم تعرفا سوى نتيجة التعادل.
وقد لعب الجويني في هذه المقابلة دورا هاما ومحوريا في فوز الملعب التونسي، فمثلما تمكن من افتتاح باب التسجيل فإنه أنهى مهرجان الأهداف في لقاء شهد تسجيل ستة أهداف كاملة سجل منها فريق باردو رباعية في حين سجل الفريق المضيف هدفين فقط، لكن العلامة الكاملة كانت من نصيب الجويني الذي فك العقد نهائيا ونجح هذه المرة في أن يتقمص دور البطل لينجح بذلك في ترك بصمته والتأكيد على أنه يظل دائما المرشح الأول لقيادة خط الهجوم في الملعب التونسي في انتظار المواجهة القادمة ضمن منافسات الدور نصف النهائي ضد الأولمبي الباجي.
رجل الظل
ما يمكن الحديث عنه أيضا في ما يتعلق بالأداء الهجومي لفريق باردو هو استمرار تألق بلال الماجري، فرغم أنه لم ينجح هذه المرة في التسجيل إلا أنه لعب دورا مهما ومؤثرا خلال مواجهة الكأس، فهذا اللاعب تحرك بلا هوادة وأزعج كثيرا دفاع النجم الساحلي، وكان وراء أغلب الفرص الجديّة التي توفرت لفريقه، وما يحسب للماجري أن مستواه في تطور مستمر منذ أن تعافى نهائيا من الإصابة التي عطّلت بروزه مع الفريق خلال مرحلة «البلاي أوف»، لكن في المباريات الأخيرة كان من بين أهم مفاتيح اللعب في الملعب التونسي وتقمص في بعض الأحيان دور المنقذ، شأنه في ذلك شأن زميله حمزة الخضراوي، وإجمالا يمكن التأكيد على أن هذا الثالوث لعب دورا محوريا إلى حد الآن في مسابقة الكأس، فالأول تألق خلال مواجهة الترجي الجرجيسي والثاني برز بشكل استثنائي في مواجهة قوافل قفصة وسجل ثلاثية كاملة، قبل أن يأتي الدور على الجويني الذي سجل ثنائية ضد النجم الساحلي ليؤكد بذلك تألق الخط الأمامي للفريق في مسابقة الكأس.
في هذا السياق فإن الملعب التونسي الذي بلغ المربع الذهبي بعد ثلاث مقابلات خارج ملعبه سجل في ثلاث مباريات فقط 13 هدفا بالتمام والكمال من بينها عشرة أهداف ضد فريقين ينتميان إلى الرابطة الأولى (سداسية ضد القوافل ورباعية ضد النجم الساحلي)، في حين أنه لم يسجل سوى خمسة أهداف فقط في عشر مقابلات كاملة ضمن منافسات مرحلة «البلاي أوف» للبطولة، وهذا المعادلة قد تكون مؤشرا معنويا يوحي بأن الملعب التونسي الذي دفع غاليا ثمن إهداره كما هائلا من الفرص في البطولة قادر بفضل هذه الانتعاشة الهجومية الواضحة في سباق الكأس على الذهاب بعيدا والوصول إلى المباراة النهائية ولم لا التتويج مجددا بلقب هذه المسابقة.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…