شخصية المدرب انعكست على اللاعبين : الـبـنزرتـي ساحر: روح جـديدة هـزمت غــرور الـشــابــي
يــبدو أن مسابقة الكأـــــس، هـــي الاختصاص الـــجديد المفضل لفوزي البنزرتي في تجربته الجديدة مع النادي الإفريقي، ذلك أنه قاد الفريق في خمس مباريات رسمية، منها 3 مباريات في البطولة حصد خلالها نقطتين من تعادلين مع النجم الساحلي والملعب التونسي وخسارة أمام الترجي، بينما فاز على النادي القربي في الكأس ثم الاتحاد المنستيري، في أكبر نجاحات الفريق خلال هذا الموسم، ذلك أن الإفريقي تلقى صفعة قوية خلال آخر لقاء أمام الاتحاد في البطولة بخسارته 4ـ0 وهي الهزيمة التي قادت إلى حلول البنزرتي مُدرباً معوضاً منذر الكبير، ولكن هذه المرة فإن النجاح كان مضاعفاً لأن الإفريقي أنهى المقابلة محروماً من خدمات لاعبه عامر العمراني الذي طرد، ورغم ذلك فإن الفريق حصد بطاقة التأهل إلى نصف النهائي.
وهذا التأهل يعتبر أهم إنجاز يحققه الفريق في هذا الموسم الذي ارتبط بالاتحاد المنستيري، فالإفريقي حقق انتصاره الوحيد في «البلاي أوف» على حساب الاتحاد، وخسر مدربه السابق أمام الاتحاد، وحقق أفضل إنجاز أمام الاتحاد في الكأس، حيث لعب الفريق بروح مَعنوية عالية في هذه المقابلة في مؤشر قوي على أن شخصية المدرب البنزرتي انعكست على لاعبيه في هذه المقابلة من خلال حسن تطبيق التعليمات وأيضا الثقة بالنفس والرغبة في تحقيق الانتصار والحصول على بطاقة التأهل دون الاهتمام بقوة المنافس أو كذلك بالنقص العددي وعـدم التخـــفي وراء بعــض المبـررات التي عادة ما تتكرر في مثل هذه المواعيد.
معظم القرارات صحيحة
عاد البنزرتي لتعديل وسط ميدان الإفريقي، فقد أدرك أن ثنائية أحمد خليل وغيث الصغير تحتاج إلى لاعب ثالث يساعد خليل ويحرّر الصغير من الواجبات الدفاعية ولهذا دفع بالسويسي، الذي أعطى توازناً وجعل الصغير يشغل دور صانع الألعاب لا يبذل مجهوداً كبيراً من أجل التغطية الدفاعية ومساعدة الفريق ولهذا فقد نجح الفريق في حسن التعامل مع المقابلة لأنه كان موفقاً في التعامل مع المنطقة الحساسة.
التعديل الثاني يتمثل في الدفاع بغيث الزعلوني في وسط الميدان أو في دور مهاجم ثالث حسب سير اللقاء، وهو اختيار ساعد الفريق على دعم وسط الميدان مستفيدا من حركية الزعلوني الذي يتميز بالسرعة وفي الان نفسه فإنه ضمن الكثير من الدعم لثنائي الهجومي، والاختيارات التكتيكية لمدرب الإفريقي كانت ناجحة إلى أبعد حدّ في هذه المقابلة والفريق تعامل جيداً مع مجريات اللعب ولم يتأثر كثيرا بطرد العمراني.
أما النقطة الثالثة التي صنعت الفارق في اللقاء فهي المراهنة على بسام الصرارفي الذي غاب عن الفريق منذ ثلاثة أشهر ولكن البنزرتي وضعه في أصعب اختبار عندما دفع به في آخر الدقائق فكان الحظ إلى جانبه عندما سجل هدف الانتصار والتأهل، وهو ما يجعل البنزرتي في موقف مثالي بلا شك لأن كل القرارات التي اتخذها كانت سليمة وموفقة.
الملك في المنستير
رغم النجاحات التي حققها لسعد الشابي مدربا للاتحاد المنستيري، إلا أن مدينة الرباط لا يمكنها أن تقبل ارتفاع أسهم مدرب على حساب فوزي البنزرتي، الذي أنهى غرور مدرب الاتحاد بتفوق تكتيكي واضح وصريح وحسن إدارة اللقاء، فالإفريقي في نسخة البنزرتي اختلف كثيرا عن إفريقي الكبير من حيث الروح ونجاح الاختيارات والشابي تلقى واحدا من أصعب الدروس، فعندما تكون المواجهة مع عميد المدربين، لا مجال للحديث عن الصدفة أو اختيارات «الحظ»، لأن ما قام به الإفريقي يعكس المجهود الذي قام به فوزي البنزرتي حتى يكون فريقه في أفضل حالاته في هذا المستوى من المسابقة والوصول إلى نصف النهائي كان مستحقاً بلا شك والإفريقي كان الأفضل مثلما كان البنزرتي الأفضل، وسيبقى الأفضل في المنستير متفوقاً على لسعد الشابي أو غيره من المدربين.
اليوم الدفعة الثانية من الجولة العاشرة : الـتـرجي فــي مــهـمـة تــعـــويـض الإصابات والصفاقسي في موقف صعب
سيُحاول الترجي الرياضي، العودة سريعاً إلى الانتصارات في البطولة الوطنية، بعد تعثره في الجو…