2024-06-21

حصاد بطولة 2024-2023 الترجـي «خارج الـسرب».. فـشل رهيب لحامـل اللقب و«الجليزة» آخر الملتحـقين بالركب

أسدل الستار أمس على بطولة 2023-2024 والتي عرفت تدعيم الترجي الرياضي لرقمه القياسي في التتويجات برصيد 33 لقبا ليطوي صفحة الفشل التي رافقته في الموسم الفارط، كما نجح الاتحاد المنستيري في تأكيد النقلة النوعية بحلوله في المركز الثاني مستغلا التراجع الرهيب في نتائج حامل اللقب النجم الساحلي وكذلك الصعوبات التي واجهها النادي الصفاقسي والنادي الافريقي في حين كان الملعب التونسي من المفاجآت السارة.

ونجح مستقبل سليمان في ضمان البقاء بفضل هدية من المكتب الجامعي الذي رفع عدد الأندية في الموسم المقبل الى 16 بينما مرّ مستقبل المرسى بجانب الحدث من جديد بتفريطه في فرصة ذهبية لتثبيت قدميه مع الكبار في أعقاب موسم كان صعبا على عديد الفرق ولم يرتق خلاله المستوى الفني الى الدرجة المأمولة وخاصة في مجموعة اللقب بسبب سيطرة هاجس النتيجة على الجميع ليختار المشرفون على اللعبة العودة الى نظام البطولة الموحدة.

ولم تخل النسخة المنقضية من اشكالات العادة التي أصبحت تلازم الكرة التونسية على غرار اللخبطة في الرزنامة والتأجيلات المستمرة وتقطع النسق ما جعل المستوى الفني ضعيفا ولا يليق ببطولة كانت في الريادة محليا وقاريا قبل أن تربكها الحسابات والمصاعب المادية للفرق التي تعاقد بعضها مع عقوبات «الفيفا» والإضرابات ولا يبدو أن الصورة ستكون مختلفة في الموسم المقبل في غياب معالجة حقيقية للمشاكل المتراكمة.

دون منافس

كان طريق الترجي لحصد اللقب سالكا رغم الصعوبات التي واجهها في بداية الموسم بسبب المشاركة المخيبة في البطولة العربية وضعف الاداء ما عجّل برحيل معين الشعباني، ولم يترك فريق باب سويقة الفرصة أمام منافسه الأول في المرحلتين الأولى والثانية الاتحاد المنستيري لمزاحمته على الصدارة ليحقق لقبا جديدا كان مستحقا ومنطقيا قياسا بالفوارق الكبيرة التي تفصله عن البقية.

وتعكس المسيرة الوردية لفريق باب سويقة أحقيته باللقب حيث لم يعرف سوى هزيمة وحيدة قبل ضمان اللقب وكانت ضد الملعب التونسي بينما ضرب بقوة في جميع المواجهات.

رقم صعب

تأهل الاتحاد المنستيري للمرة الثانية في تاريخه الى كأس رابطة الأبطال معيدا سيناريو الموسم قبل الفارط عندما كان منافسا عنيدا للترجي ليضفي على السباق نكهة خاصة بفضل صلابته داخل أرضه وخارجها، ورغم بعض المشاكل التي عاشها فريق عاصمة الرباط في منتصف السباق فإنه أعاد ترتيب البيت سريعا واستنجد بعراب نجاحاته السابق لسعد الشابي الذي كان قدومه مفصليا في عودة زملاء شهاب الجبالي الى المنافسة مع وجود رصيد بشري ثري يجمع بين الخبرة والطموح فضلا عن عناصر مؤثرة كالحارس بشير بن سعيد.

وعلى غرار الاتحاد المنستيري، شهد الموسم المنقضي بروز نجم الملعب التونسي الذي تأهل الى مرحلة التتويج وراهن بقوة على مشاركة قارية ليتجاوز الخيبات التي رافقته طويلا ويعود الى الواجهة من الباب الكبير في انتظار الحسم في مصير المشاركة القارية بعد الإثارة التي قدمها ضد الاتحاد المنستيري.

خيبة أمل

كان الفشل العنوان الأبرز الذي رافق حامل اللقب النجم الساحلي حيث لاح بعيدا تماما عن المستوى الذي أهله للعودة الى منصة التتويج في الموسم الفارط وغابت عنه الثوابت الدفاعية والهجومية ليفشل في تحقيق أي انتصار طيلة مرحلة اللقب وسط مشاكل فنية وبشرية وإدارية كانت انعكاسا لما عاناه منذ نهاية المرحلة الأولى.

ولم يكن حال النادي الإفريقي أفضل رغم البوادر الايجابية التي لاحت في بداية السباق والتي رفعت حجم الطموحات قبل أن يصطدم الجميع بواقع مغاير وخصوصا بعد الخروج من كأس الاتحاد الافريقي ليعيش فريق باب الجديد نكسة جديدة نجح النادي الصفاقسي في التقليص من آثارها في المنعرج الأخير من الموسم وتحديدا بعد قدوم المدرب محمد الكوكي الذي ساهم في حفظ ماء الوجه نسبيا، وعاش اتحاد بن قردان والأولمبي الباجي واقعا مختلفا عن المواسم الفارطة حيث عانى قبل ضمان مقعده  في الرابطة الأولى.

نزول في مناسبتين

نزل مستقبل المرسى في أعقاب الجولة الثانية عشر من مرحلة تفادي النزول قبل أن يعيش السيناريو نفسه في المباراة الفاصلة ضد مستقبل سليمان والتي كانت بمثابة الهدية من السماء باعتبار رفع الجامعة لعدد فرق الرابطة الأولى في الموسم المقبل غير أن فريق الضاحية الشمالية لم يستغلها عكس أبناء الوطن القبلي الذين تجاوزوا سريعا آثار العثرة ضد نجم المتلوي ولملموا جراحهم ليواصلوا الظهور في قسم الاضواء للموسم الخامس على التوالي.

تتويج مجهودات موسم مضن

سيعرف الموسم القادم ظهورا تاريخيا لشبيبة العمران التي ستشارك للمرة الأولى مع الكبار بعد أن بسطت سيطرتها على منافسات مجموعتها لتؤكد النقلة النوعية في السنوات الأخيرة بفضل الاستقرار الإداري، وعاد الترجي الجرجيسي إلى مكانه الطبيعي الذي غادره قبل موسمين ليحاول فرض نفسه وتفادي تكرار سيناريو تجاربه الأخيرة في الرابطة الأولى.

وأكمل مستقبل قابس عقد الفرق الصاعدة الى الرابطة الأولى بعد حسمه اللقاء الفاصل الذي جمعه بجندوبة الرياضية وشهد تكافؤا كبيرا أكد التقارب بينهما خاصة وأن الركلات الترجيحية كانت الفيصل في النهاية، وعاد مستقبل قابس الى الرابطة الأولى بعد خمسة مواسم عانى خلالها من أزمات كبيرة كادت تدخله في غياهب النسيان لكنه انتفض في الموسم الجاري وكان منافسا جديا على الصعود ليستثمر «هدية» الجامعة على الوجه الأكمل ويؤمن مقعدا مع الكبار.

ثلاثي في ريادة الهدافين

غاب المهاجم البرازيلي رودريغو رودريغاز عن مباراة الأمس بين الترجي والنادي الصفاقسي ليفوّت في فرصة الانفراد بصدارة الهدافين التي تعرف تجمعا ثلاثيا بوجود المهاجم السابق للاتحاد المنستيري بوبكر تراوري ونجم النادي البنزرتي الطيب بن زيتون الذي كان من النقاط المضيئة في الموسم الجاري بفضل نجاعته اللافتة بعد تغيير تمركزه من مدافع محوري الى قلب هجوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

عكس الموسم الفارط لماذا لا تعرف نتائج الترجي الاستقرار؟

رغم البداية القوية بتحقيق فوزين متتاليين على حساب اتحاد تطاوين ومستقبل سليمان، لم يعرف الت…