على إثر الجدل الذي صاحب ضياع ووفاة حجّاج تونسيين: «فوضى»في التنظيم وغياب استراتيجيا استباقية..
أثار موسم الحج لسنة 2024 ضجة بسبب فقدان عدد من الحجيج التونسيين واصابة عدد اخر منهم بوعكات صحية ووفاة عدد اخر منهم ،وتناقل عديد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قائمات بأسماء حجيج تونسيين فقدت عائلاتهم الاتصال بهم، كما نشر تونسيون بلاغات ضياع تهم أقاربهم داعين كل من يتعرّف عليهم إلى الاتصال بهم.
وينتشر عدد الحجاج المفقودين في صفوف البعثات غير الرسمية التي توجهت عن طريق وكالات الاسفار.
وقد أقر رئيس البعثة الصحية للحجيج التونسيين حمادي السوسي في تصريح صحفي وجود عدد من الوفيات وحالات الضياع في صفوف الحجيج التونسيين، موضحا أنه لا يمكن تحديد عدد الضائعين والمتوفّين إلا بعد الانتهاء من زيارة المستشفيات بحثا عن إمكانية وجود آخرين تم نقلهم لتلقي العلاج أو متوفين.
وأشار السوسي إلى أن عملية البحث بالمؤسسات الصحية ستشمل التونسيين الذين قدموا إلى الحج عن طريق البعثة الرسمية أو عن طريق تأشيرات سياحية، معتبرا ان البحث عن الحجيج التونسيين الموجودين في البقاع المقدّسة والذين وصلوا عبر تأشيرات سياحية صعب، لأنه لا يمكن تحديد عددهم ولا توجد قائمة تحمل أسماءهم الأمر الذي يجعل العثور عليهم في المستشفيات معقّدا.
وتابع «هناك 11 ألف حاجّ تونسيّ وسط 3 ملايين شخص في البقاع المقدّسة وضياع عدد منهم يبقى أمرا طبيعيّا.. وسنبذل قصارى جهدنا للعثور عليهم» حسب تعبيره.
وفي نفس الاطارنشرت القنصلية العامة للجمهورية التونسية بجدة قائمة تضمّ 23 حاجّا مفقودا في البقاع المقدّسة، داعية عائلاتهم وذويهم إلى التواصل معها للضرورة القصوى.
ولهذا الغرض وضعت القنصلية أرقاما على صفحتها بفيسبوك للاتصال بها من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
وكما هو معلوم فقد بدأت رحلات الحجيج جوّا نحو المملكة العربية السعودية منذ أواخر شهر ماي الماضي انطلاقا من 8 مطارات تونسية عبر رحلات أمّنتها الناقلة الوطنية (الخطوط التونسية) والخطوط الجوية السعودية.
وستكون أول رحلة عودة للحجيج يوم 21 جوان الجاري على أن تكون آخر رحلة عودة يوم 9 جويلية 2024.
وتولت وزارة الشؤون الدينية مواكبة عمليّة تصعيد حجيج تونس الميامين إلى مخيّم عرفة ومنى مرورا بمزدلفة، حتّى يتمّوا مناسكهم في أفضل الظّروف وأطيب الأحوال، وفق بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الدينية.
ويُقدر عدد أفراد الوفد الرسمي المرافق للحجيج بـ 520 عضو موزعين بين أعضاء في بعثة الإرشاد الديني والبعثة الطبية وبعثة الخدمات والإسناد. ويبلغ العدد الجملي للحجاج التونسيين لهذا العام نحو 11 ألف حاج.
حج «غير نظامي»
من جهته، أفاد رئيس المرصد التونسي لحقوق الانسان مصطفى عبد الكبير في تصريح لـ«الصحافة اليوم» أن «هناك عديد القائمات لحجيج تونسيين مفقودين سواء من عائلات تونسيين اومنظمات» حيث ذكر أن «العشرات من حجاج تونس مفقودون والدولة يجب ان ترعى مواطنيها، حتى وان توجهوا بطرق غير قانونية».
وقال مصطفى عبد الكبير انه منذ البداية تأخرت البعثة التونسية في وضع خلية طوارئ في الأيام الأولى للحج،واليوم تسعى الى تدارك الامر بوضع خطة ولجنة لمتابعة وضعية الحجيج التونسيين.
وأشار الى وجود حالة خوف لدى الحجيج مبينا: «صحيح هم خارج البعثة الرسمية ولكن هم مواطنون تونسيون توجهوا الى الحج بطرق غير قانونية». حيث أبرز بأن هناك عديد الحجاج خارج الأطر القانونية يقومون بأداء عمرة مطولة ثم يتوجهون الى الحج مشيرا الى ان الدولة على علم بهذه الظاهرة منذ السنوات الفارطة، ولكنها تزايدت خلال هذا الموسم.
وحول هذا الإشكال ذكر عبد الكبير أنه منذ اكثر من سنة انتشرت ظاهرة الحج عبر تأشيرة سياحية وخارج اطار البعثة الرسمية نظرا لالتزام الدولة بعدد معين من التونسيين المسموح لهم حسب ضوابط وقوائم تعد مسبقا مع السلطات السعودية وبمبلغ مالي يقرّ الجميع بانه باهظ ومشط الشيء الذي جعل شبكات موازية تنشط في التنظيم ومرافقة افراد يقع اقناعهم بالتسجيل في رحلات غير نظامية بمبالغ مالية اقل بكثير من تكاليف الحج من البعثة الرسمية.
وتنطلق هذه الرحلات قبل موسم الحج بمدة طويلة ضمن مجموعات تؤدي مناسك الحج ثم تتخفى عن الأنظار… وتابع محدثنا: «ثم تنطلق رحلة المعاناة لأغلبهم رغم نجاح بعض المنظّمين في توفير مستلزمات الحج والعمرة من سكن ونقل وتكلفةإقامة» وأضاف عبد الكبير «ان هناك عددا من الحجاج يضطرون الى اعتماد المسالك الجبلية لأداء مناسك الحج، وهي طريق وعرة فيها درجات حرارة كبيرة».
خلال الجلسة المشتركة لانطلاق مناقشة الميزانية بالمجلسين النيابيين : النواب يتفاعلون مع بيان الحكومة
شرع مجلس نواب الشعب بداية من يوم أمس الجمعة في عقد جلسات عامة مشتركة مع المجلس الوطني للجه…