موعدها أواخر شهر جوان والنصف الأول من جويلية : نصائح للمسنّين والأطفال لمواجهة موجة الحرّ المرتقبة
تشهد تونس أواخر شهر جوان وخلال النصف الأول من شهر جويلية سنويا موجة حر شديدة وقد تفوق درجات الحرارة في بعض المناطق التونسية الخمسين درجة مائوية, مما يجعل تداعياتها تصبح أكثر خطورة خاصة على فئتي المسنين والأطفال. فكيف نقي هؤلاء من مخاطر موجة الحر الصيفية؟
حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن الحرارة الشديدة التي تضرب النصف الشمالي من الكرة الأرضية تفرض ضغوطًا متزايدة على أنظمة الرعاية الصحية، وتؤثر بشكل خاص على من هم أقل قدرة على التأقلم. وبينت المنظمة أن الحر يفاقم الحالات الصحية للأمراض المزمنة، كأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والربو. ويعاني الملايين في ثلاث قارات من موجة حر شديدة تضرب الارض خلال شهري جوان وجويلية مع تسجيل درجات حرارة قصوى.
تداعيات ارتفاع الحرارة على المسنين والاطفال
وتشير التقارير الطبية الى ان الحرارة المرتفعة تؤثر على جسم الإنسان، فتزيد تلك الموجات من خطر تدهور الصحة وارتفاع عدد الوفيات، وفقًا لتقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023.
وفي هذا الإطار يوضح أخصائيون في الأمراض الصدرية والتنفسية ، أن أكثر من يعاني من درجات الحرارة المرتفعة هم المصابون بالأمراض المزمنة وكبار السن والأطفال، و أن الإنسان يتعرق ويتعرض لحالات الجفاف وخسارة المياه، لكي يتأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة.
ونبه الأطباء أيضًا من أن الحرارة المرتفعة قد تسبب تخثرًا في الدم، مما يسبب جلطة في الدماغ وصعوبة في التنفس، وقد يؤدي إلى نوع من الغيبوبة لدى الأطفال بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ومن الممكن ان تنتج عن تعرض الطفل لفترات ارتفاع درجات الحرارة ثلاثة مخاطر رئيسية: الجفاف والإجهاد الحراري وحروق الشمس، لذلك لا بد من اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة منها: عدم تعريض الأطفال الذين لم يتجاوزوا الستة أشهر لأشعة الشمس؛ لأن بشرتهم ما تزال حساسة وتفتقر للميلانين الذي يحمي البشرة من أشعة الشمس. وتجنب التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، أي ما بين الساعة الحادية عشرة صباحا والثالثة بعد الظهر. وتجنب خروج الأطفال خاصة الرضع في اليوم الذي تسجل فيه درجات الحرارة ارتفاعًا. وضرورة ابقاء الأطفال في الأماكن التي تتمتع بالظل بعيدًا عن أشعة الشمس، نظرًا لأن ذلك يحمي بشرتهم من الآثار الجانبية كالكلف وحروق الشمس والأضرار الأخرى لأشعة الشمس.
وينصح الأطباء كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، بعدم الخروج خلال النهار عند الحرارة المرتفعة، وألا يمارسوا الرياضة، وأن يبقوا في أماكن مبردة، وأن يرتدوا ثيابًا خفيفة، وفاتحة اللون قادرة على امتصاص الحرارة.
كما ينصحون المسنين وعموم الناس بشرب كميات كبيرة من المياه، واستخدام بخاخات الماء، وفتح النوافذ والأبواب عند المساء، بالإضافة إلى التقليل من التنقل بالسيارات لتخفيف تلوث الهواء.
إجراءات وزارة المرأة
في إطار الحرص على تعزيز جهود الوقاية من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تذكّر وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ كل سنة المسنين والأولياء بأهميّة العناية بأطفالهم الصغار والحرص على شرب المسنين لكميّات كافية من السوائل (1.5 لتر في اليوم الواحد على الأقل) وخاصّة الماء حتّى في غياب العطش والمكوث وأخذ نصيب من الراحة في أماكن باردة وبها تهوئة كافية.
كما توصي بتفادي خروج هذه الفئة بين الساعة 11.00 صباحا والساعة 17.00 وعند الاقتضاء عدم التعرض لأشعة الشمس واللجوء إلى أماكن الظل مع وضع مظلة على الرأس وارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون وتجنب المجهود البدني المفرط.
وفي حال ارتفاع درجة حرارة الجسم أو التعرّض للإسهال يُنصح بشرب الماء مع عيادة الطبيب في أقرب الآجال وخاصّة بالنسبة للمسنين الذين يتعاطون أدوية أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، أمّا بخصوص المسنين المصابين بأمراض مزمنة والذين يتعاطون أدوية بصفة منتظمة فلابدّ من الذهاب إلى الطبيب المباشر عند حلول الصيف. وفي حالة حدوث ضربة شمس يجب اللجوء الى غرفة باردة ونزع الثياب المضبوطة ووضع مناديل مبللة على الرأس وعلى كل الأطراف وشرب الماء وعيادة الطبيب في أقرب وقت.
كما تدعو الوزارة أفراد أسر المسنين إلى مساعدة كبار السنّ خاصة فاقدي الاستقلاليّة منهم على اتباع هذه النصائح وتمكينهم من شرب الماء والسوائل بصفة منتظمة حتى في غياب العطش.
وزارة الصحة تدعو وتذكر باتخاذ الاحتياطات
من جهتها تذكر وزارة الصحة العمومية كل سنة وقبل بداية موجة الحر المواطنين بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمجابهة ارتفاع درجات الحرارة ولتفادي ما ينجر عنها من مشاكل صحية مثل ضربة الشمس والشياح من الماء.
وتدعو الوزارة في بلاغ لها، المواطنين بصفة عامة والمسنين والأطفال والرضع والسيدات الحوامل بصفة خاصة عند البقاء في المنزل إلى الحرص على شرب الماء بكمية لا تقل عن اللتر والنصف يوميا دون انتظار الشعور بالعطش مع تفادي المشروبات التي تحتوي على السكريات والمشروبات الغازية والعصائر الصناعية.
الأسبوع العالمي للتغيرات المناخية والمناطق الرطبة : كيف نحمي تونس من الجفاف والتغيرات المناخية؟
التأم بالعاصمة تونس أواخر الأسبوع الفارط المنتدى الدولي الأول لمشاريع المناطق الرطبة والأ…