2024-06-18

الترجي يستعيد تاجه المحلي ويحصد البطولة 33 : توازن وواقعية وهامش اختيار كبير

ضمن الترجي الرياضي رسميا التتويج بالبطولة في أعقاب الفوز على ملاحقه المباشر الاتحاد المنستيري في المواجهة التي كانت في اتجاه واحد ورفعت الفارق بينهما الى 8 نقاط ما يؤكد أحقية فريق باب سويقة بالصدارة التي أمّنها منذ بداية «البلاي أوف» بثلاثة انتصارات متتالية كرّرها في المنعرج الأخير من الموسم متلافيا آثار بعض الهزات في وسط السباق والتي لم تحل دون استعادة اللقب الذي كان من نصيب الفريق الأكثر انتظاما في العطاء والنتائج.

ونجح فريق باب سويقة في تحقيق أولى ألقابه منذ الموسم قبل الفارط قاطعا مع الفشل الذي رافقه طويلا في مختلف المسابقات المحلية والخارجية التي خاضها لتكون البطولة بوابته نحو إنجازات أهم في ظل الرهانات الكبيرة التي تنتظر زملاء الحارس أمان الله مميش ذلك أن الهيمنة المطلقة على المنافسات المحلية سترفع من حجم الطموحات في الموسم القادم مع وجود مؤشرات مطمئنة قادت الترجي نحو العودة الى منصة التتويجات وأبرزها الزاد البشري الثري ولمسة الاطار الفني وكذلك الواقعية التي ميّزت أداءه طيلة الشطر الثاني من السباق وهو ما تجلى في تحقيقه انتصارات ثمينة رغم أن الأداء لم يصل إلى الدرجة المأمولة لتكون النتيجة في النهاية أهم من المردود لفريق دعّم رصيده القياسي من التتويجات المحلية.

توازن بين الدفاع والهجوم

لم يبلغ الترجي درجة الكمال على المستويين الدفاعي والهجومي غير أن التوازن الذي تحلّى به طيلة الموسم مكّنه من التغريد خارج السرب في البطولة الوطنية وهو ما لاح جليا في المرحلة الحاسمة، وحسّن فريق باب سويقة من معدلاته التهديفية في الجولات الأخيرة ليهرب في صدارة خطوط الهجوم برصيد 13 هدفا وهو ما مكّنه من تجاوز المطبات الصعبة التي واجهته وخاصة ضد النجم الساحلي والنادي الافريقي ليمضي في الجولات الثلاث الاخيرة 7 أهداف مقابل 6 في أول ست جولات.

ورغم تراجع الأرقام الدفاعية وهو ما جعل الفريق يتراجع الى المركز الثاني في ترتيب خطوط الدفاع بقبول سبعة أهداف، فإن ذلك لم يؤثر على النتائج التي كانت متميزة بانقياد الترجي الى هزيمة وحيدة ضد الملعب التونسي في الجولة السادسة فضلا عن المحافظة على «الكلين شيت» في أربع مباريات وآخرها ضد الاتحاد المنستيري في اللقاء الأهم على درب التتويج بالبطولة.

وعكس بقية المنافسين الذين واجهوا صعوبات سواء على المستوى الهجومي أو الدفاعي ما حال دون مراهنتهم الجدية على اللقب، فإن الترجي وفّق في المعادلة الصعبة وعبّد طريق النجاح سريعا ليكون اللقب مستحقا بالنظر الى الفوارق الكبيرة التي تفصله عن البقية ولو بدرجات متفاوتة.

معوضون في المستوى

عكس الاتحاد المنستيري الذي تأثر بغياب قائده وحامي عرينه البشير بن سعيد ليخسر ثوابته الدفاعية، فإن مستوى الترجي لم يتراجع رغم عدم القدرة على التعويل على ثلاثي بارز في الخط الخلفي ووسط الميدان وكان له دور هام في النتائج المتميزة التي حققها في المرحلة الثانية حيث كان المعوضون في قيمة الحدث وساهموا في الفوز الثمين الذي قضى على طموحات فريق عاصمة الرباط في تحقيق بطولته الأولى كما أكد السيطرة المطلقة التي فرضها عليه الترجي في هذا الموسم.

ورغم تعويل المدرب ميغيل كاردوزو على مجموعة محددة من اللاعبين، فإن البدائل نجحت في تقديم المنشود وقلّصت من تأثير بعض الغيابات البارزة على غرار هاني عمامو وزكرياء العايب وحسام غشة  ورائد بوشنيبة أو محمد بن علي وأخيرا الحارس المخضرم معز بن شريفية ما يؤكد ثراء الرصيد البشري ومزجه بين الخبرة والطموح ليكون القاطرة الرئيسية للنجاح في موسم عرف عديد التقلبات وخاصة في بدايته عندما غادر الترجي البطولة العربية من الباب الصغير لكنه نجح في العودة إلى المسار الصحيح في الوقت المناسب.

بصمة كاردوزو

تعكس فرحة ميغيل كاردوزو في أعقاب الفوز على الاتحاد المنستيري حجم الضغوطات التي كانت مسلّطة عليه منذ ضياع دوري الأبطال رغم الثقة المطلقة من إدارة الترجي في خدماته، ووفّق المدرب البرتغالي في إحراز اللقب الأول في مسيرته والذي كانت بصمته فيه كبيرة حيث نجح في وضع الفريق على السكة الصحيحة منذ البداية محققا سلسلة انتصارات جعلت الطريق الى اللقب المحلي سالكا مستفيدا من الجودة الفنية لبعض اللاعبين وكذلك التعاقد الشتوي مع روجي أهولو الذي فرض نفسه سريعا، ولعل عدم السعي إلى القطع مع المرحلة التي سبقته وقادها طارق ثابت من الجوانب التي أفادت الترجي كثيرا في المرحلة الثانية وعززت هامش الاستقرار فضلا عن دعم المكاسب المحققة على المستوى الفردي وكذلك الجماعي.

ورغم بعض الانتقادات التي تهمّ طريقة اللعب وحجم الأداء الذي طغى عليه الجانب الدفاعي في ظل التفكير في تأمين النتيجة في المقام الأول، فإن الواقعية كانت كلمة السر في مسيرة كاردوزو مع الترجي اذ سعى الى إرساء الاستقرار على المستوى التكتيكي كما أنه  لم يسع الى إحداث تغييرات جوهرية في التشكيلة الأساسية ليكون التناغم والتجانس من العوامل التي رجّحت كفّة فريق باب سويقة وجعلته يحقق اللقب الضائع عن الفريق في الموسم الفارط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟

تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…