2024-06-16

رغم شطط الغلاء: التونسيون يحتفلون اليوم بعيد الأضحى المبارك

تحتفل بلادنا اليوم الأحد 16 جوان 2024  مع سائر الدول الاسلامية بعيد الاضحى المبارك  والذي يوافق هجريًا العاشر من شهر ذي الحجة ويتدفق  الحجاج الميامين من مختلف اصقاع الدنيا في هذا اليوم من جبل عرفات  على مشعر منى،  لاستكمال باقي المناسك فمنهم من يذهب لرمي جمرة العقبة في منى ومنهم من يذهب لأداء طواف الإفاضة.

ورغم شطط الغلاء الذي اتسم به هذا الموسم انطلاقا من تكلفة الحج التي بلغت  19970،000  د وصولا إلى الغلاء المهول في أسعار الأضاحي والذي فاق بدوره  كل التوقعات في مختلف  أسواق الدواب بسبب جشع العديد من الوسطاء أو ما يعرف بـ«القشارة» الا ان أجواء الاحتفالات بالعيد  أبت الا ان تغمر جميع بيوت التونسيين بالفرحة سواء للأسر التي خيرت شراء الأضحية أوللذين خيروا شراء اللحوم الطازجة وكل مواطن حسب الإمكانيات التي تسمح بها قدرته الشرائية.

ويكتسي الاحتفال بعيد الأضحى المبارك  الذي يطلق عليه «العيد الكبير» في مختلف ربوع البلاد رونقا خاصا إذ تعد هذه المناسبة الدينية الهامة  فرصة  للعائلات والأقارب للتواصل وتبادل التهاني ويتجلى الاحتفاء بهذه الأيام المباركة  في العديد من العادات والتقاليد التي يتم الاعداد لها مسبقا وفي مقدمتها «كبش العيد» الذي يقع اختياره  وفحصه بعناية من قبل أفراد العائلة قبل أسابيع من حلول العيد من سوق الدواب أو ما تعرف بـ«رحبة الغنم» اذ تشهد هذه الأسواق اقبالا كبيرا من الأفراد الراغبين في اختيار الأضاحي التي تتلاءم ومقدرتهم الشرائية  كما   تتحضر باقي الأسواق الأسبوعية  في بلادنا  لاستقبال العيد بأجواء مميزة، حيث تُعرض السلع التي تستعمل يوم العيد وخاصة منها  المشواة والفحم والسكاكين والنباتات العطرية مثل الإكليل والزعتر التي تستعمل لزيادة نكهة أطباق المشوي وتنطلق كذلك استعدادات  الأسر التونسية للاحتفال بالعيد قبل أسبوعين، حيث تقوم  ربات البيوت بتنظيف المنزل وتحضير التوابل والكسكسي وأواني العيد ولوازم «عصبان العيد»، والتي تُعتبر من أشهر الأكلات الشعبية في تونس وفي صبيحة العيد، تنطلق التهاليل والأذكار من المساجد والبيوت، وتعبق الأجواء بروائح البخور وبعد صلاة العيد، ينطلق المصلون إلى بيوتهم لذبح أضاحيهم وسلخها وهي عملية   يشارك فيها  أفراد العائلة باعتبارها اهم جزءً في الطقوس الدينية  للعيد اما اجتماعيا تقوم العائلات التونسية في خضم هذا الاحتفال بالتصدق بجزء من الأضاحي والتهادي في ما بينها بشتى اصناف الاكلات التقليدية التي تعد بالمناسبة .

تجدر الإشارة  إلى أنّ وزارة الشّؤون الدّينية كانت قد نظّمت أنشطة مخصّصة للتوعية والإرشاد الدّيني لفائدة قاصدي بيت الله الحرام بجميع ولايات الجمهورية توزّعت على 281 مركز حيث تمّ تقديم 2504 درس فقهي، إضافة إلى حصص نظرية وتطبيقية متنوّعة في مناسك الحجّ شملت في فقراتها -إلى جانب التّوعية الدّينية- الإرشادات السّلوكية والنّصائح الصحّية والتّوجيهات التّنظيمية للحجيج بكامل تراب الجمهورية على مدار العام، واختتمت بتنظيم أيّام جهوية كما  تولّت الوزارة طباعة كتاب «الابتهاج في مناسك المعتمر والحاج» ووزّعته على المقبلين على أداء الرُّكن الخامس ليكون لهم دليلا عمليا للأحكام ومرشدا يُقرّب المناسك إلى الأفهام، كما أنجزت الوزارة برنامجا تلفزيا لفائدة الحجيج عنوانه «الحجّ المبرور» واخرى اذاعية  وغيرها من المُداخلات الكثيرة التي قام بها الوعاظ والأئمة في وسائل الإعلام المختلفة لتأمين التّثقيف الدّيني لحجيجنا الميامين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مكافحة إستهلاك المخدرات:  ضرورة تطوير الإطار القانوني نحو العلاج وليس الزجر

مع تزايد نسبة الإدمان  في بلادنا كما في دول اخرى،وبلوغها لمستويات قياسية تتزايد بالتوازي م…