2024-06-14

لحسم مصير اللقب : هل يتخلى كاردوزو عن الحذر؟

يلاحق الترجي الرياضي في مواجهة الغد ضد الاتحاد المنستيري لقبه الأول بعد انتظار دام قرابة العامين، وذلك منذ إحرازه بطولة الموسم قبل الماضي حيث رافقه الفشل في جميع المسابقات رغم أنه كان قريبا للغاية من تحقيق مبتغاه في النسخة الفارطة من كأس تونس وكذلك معانقة التتويجات القارية لولا سقوطه قبل أسبوعين في الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الافريقية، وسيكون المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو أمام فرصة لنحت اسمه ضمن المتوجين باللقب المحلي وتأكيد العودة القوية للمدرسة الأجنبية في البطولة التونسية حيث يكفي فريق باب سويقة التعادل لضمان المركز الأول رسميا قبل جولة من نهاية السباق.

ويبدو دور كاردوزو كبيرا في حسم مصير البطولة رغم أفضلية الترجي ودخوله بفرص أوفر لكن التوجهات الفنية سيكون وزنها مهما لتجاوز العقبة الصعبة ضد الملاحق المباشر والذي سيحاول الاستفادة من غياب الجمهور وكذلك دخوله الموقعة دون ضغوطات بما أن فارق الخمس نقاط يجعل الحظوظ ضئيلة، وعلاوة على حتمية تعويض الغيابات البارزة في خطي الدفاع والوسط ستفرض أهمية المواجهة تحسين آليات اللعب لتفادي مفاجأة قد تقلب المعطيات رأسا على عقب طالما وأن الترجي ينتظره تنقل صعب في الجولة الختامية الى صفاقس ليعمل تبعا لذلك على عدم فتح الباب أمام الحسابات مع المزج بين النتيجة والأداء، واكتمل أمس نصاب المجموعة بالتحاق المدافع الجزائري محمد أمين توغاي الذي كان آخر الوافدين عكس بقية العناصر الدولية التي كانت في الموعد.

واقعية دون أداء

كانت الواقعية «السلاح» الأبرز في عهدة المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو الذي قاد الترجي الى  سلسلة باهرة على الصعيدين المحلي والقاري ساعدت على تحقيق جانب كبير من الأهداف المرسومة رغم أن الأداء لم يبلغ الدرجة المأمولة في المباريات الأخيرة وخاصة من الناحية الهجومية وهو ما لاح جليا في الدور النهائي ضد الأهلي المصري، ولئن يسيطر هاجس النتيجة على الجميع فإن رفع الأداء وفرض أسلوب جماعي سيزيدان في حظوظ الترجي في تأكيد تفوقه على الاتحاد المنستيري الذي سيكون مطالبا بالفوز ولا شيء غيره من أجل المحافظة على آماله في التتويج.

ولعل سيناريو مقابلة الذهاب في «البلاي أوف» عندما أوقف الاتحاد المنستيري انتصارات الترجي المتتالية وكذلك هزّ شباكه للمرة الأولى بقيادة المدرب البرتغالي تجعل النجاعة مطلوبة لتفادي الغصرات وتحقيق انتصار مقنع يمحي الصعوبات الفنية التي رافقت زملاء حسام تقا في الجولات الأخيرة طالما وأنه اكتفى بالحد الأدنى المطلوب رغم ترسانة النجوم والفوارق الكبيرة التي تفصله عن بقية الملاحقين.

تحسين الآليات الهجومية

لن تحدّ الغيابات البارزة من قدرة الترجي على تحقيق المطلوب في مواجهة الغد والتي سيدخلها بجميع نجومه في الخط الأمامي لتكون الكرة في مرمى ميغيل كاردوزو من أجل تعديل النقائص التي طفت على مستوى التنشيط الهجومي وبناء اللعب والعائدة أساسا الى توجهاته الحذرة والمرتكزة كثيرا على تأمين المنطقة الخلفية في المقام الأول، ولا يبدو تغيير الرسم التكتيكي مطروحا في ظل القناعة بتماشيه مع قدرات اللاعبين غير أن الاطار الفني قد يُقدم على وضع بصمته على التمركز والانتشار داخل الميدان لتحسين آليات اللعب وعدم الارتهان الى ما يقدّمه الثنائي البرازيلي يان ساس ورودريغو رودريغاز الذي صنع الربيع لكنه غير قادر بمفرده على تحمّل الأعباء باستمرار لتكون إضافة الرواقين مطلوبة وكذلك القادمين من الخلف على غرار حسام تقا الذي يقوم بدور هام لكنه فاعليته الهجومية مازالت ضعيفة.

وسيلعب التوازن دورا هاما في تحديد مصير اللقب نهائيا ذلك أن التركيز على الواجبات الدفاعية لا يمكن أن يكون على حساب التنشيط الهجومي الذي سيحاول الترجي تحسينه في امتحان صعب ضد منافس قوي وصلب تفادى قبول أهداف منذ لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل 1-1 وحرم فريق باب سويقة من هزمه للمرة الثالثة في هذا الموسم والسبب الرئيسي يعود الى إهدار عديد الفرص التي كانت كفيلة بحسم الأمور مبكرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟

تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…