2024-06-12

على هامش زيارة وكيل الأمم المتحدة لمهام السلام الأممية إلى تونس : تونس تجدّد تمسّكها ومشاركتها في عمليات حفظ السلام

أدى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بمهمات السلام الأممية «جون بيار لاكروا» والوفد المرافق له زيارة رسمية الى تونس يومي 10 و11 جوان الجاري حيث التقى كلاّ من وزير الداخلية خالد النوري ووزير الشؤون الخارجية و الهجرة و التونسيين بالخارج نبيل عمار.

وقد انخرطت تونس منذ ستينات القرن الماضي في جهود حفظ السلام في مناطق التوتر و النزاع من خلال إلحاق أكثر من 10 آلاف عسكري في 23 مهمة في مناطق عديدة من العالم لا سيما في القارة الإفريقية  و مثّـلت الكونغو الديمقراطية  أولى المشاركات التونسية في مثل هذه العمليات تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة.

ويبلغ العدد الجملي لمساهمة تونس في المهام الأممية لحفظ السلام  حاليا حوالي 1000  ضابط عسكري و أمني و خبير سجون موزعين على 7 بعثات أممية لحفظ السلام منها ست بعثات منتشرة في القارة الإفريقية ( مالي إفريقيا الوسطى الكونغو الديمقراطية السودان جنوب السودان وايبي) إلى جانب البعثة السياسية الخاصة في هايتي.

كما تمثل عضوية تونس في مجلس الأمن للاتحاد الإفريقي للفترة 2022-2024 إطارا إضافيا لتعزيز المساهمة التونسية في بلورة حلول إفريقية للمشاكل و النزاعات وحفظ السلام في مناطق التوتر بما يعزز الأمن و السلم الإقليمية و الدولية.

وتُعتبر تونس من بين الدول الرّائدة في عمليات السلام الأممية حيث تحتل اليوم المرتبة 18 ضمن ترتيب الدول المشاركة في عمليات حفظ السلام الأمميّة والتزاما منها بالسّلام كقيمة إنسانية نبيلة ومقصد من مقاصد الأمم المتحدة، تواصل تونس جهودها من أجل تعزيز تواجدها صلب عمليّات حفظ السّلام عبر إلحاق عدد هام من العسكريّين والأمنيّين والخبراء في المجال العدلي.

ويمثّل  مؤخرا تتويج الرّائد أحلام الدّوزي، المُنتمية إلى المؤسّسة العسْكريّة، بجائزة الرّيادة الأمميّة «تريبلازار» كأفضل عنصر نسائي في مجال العدالة والإصلاح لسنة 2024، دليلاً مُتجدّداً على الثقة العالية التي تحظى بها القوات والإطارات التونسية المنتشرة ضمن البعثات الأمميّة للسّلام واعترافاً بمساهماتها القيمة في معاضدة الجهود الدّوليّة لصوْن وتعزيز السّلم والأمن الدّوليّيْن والإقليميّيْن.

ولدى لقاء وزير الداخلية و وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المكلّف بمهمّات السلام الأممية تطرق الطرفان إلى عراقة التعاون بين تونس وقسم عمليات السلام الأممية في مجال حفظ السلام، الذي يرجع إلى سنة 1960، وتثمين مساهمة وزارة الداخلية التونسية في دعم الجهود الأممية في إحلال السلم والأمن والاستقرار في العالم من خلال مشاركتها ضمن العديد من المهمات الأممية، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن وزارة الداخلية.

كما أشاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المُكلّف بعمليّات السّلام الأمميّة «جون بيار لاكروا»، بالمشاركة القيّمة لتونس في مختلف البعثات الأمميّة لحفظ السلام المُنخرطة فيها، خلال لقاء جمعه  أول أمس مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، بمقر الوزارة.

وعبّر المسؤول الأممي، عن تقدير الجانب الأممي لحسن تجاوب السلطات التونسية ومرونتها في التّعامل مع طلبات التّعاون في مجال حفظ السّلام، وفق بلاغ صادر عن وزارة الخارجية.

كما نوّه بالانضباط والاحترافيّة وروح المُبادرة التي تُميّز الكفاءات التّونسيّة من مختلف الرّتب والأسلاك، والمُلحقة حاليا بخمس بعثات سلام أمميّة متواجدة بالقارّة الإفريقيّة، داعياً إلى مزيد تنويع وتعزيز حضور العناصر التونسية في المناصب القيادية خاصة من العنصر النسائي.

من جهته، أكّد وزير الخارجية على الأهميّة التي توليها تونس لمشاركاتها في عمليات حفظ السّلام الأمميّة، إلتزاما بأهداف ومبادئ الأمم المتّحدة في حفظ الأمن والسّلم الدوليين، مُنبّها إلى تنامي الأخطار التي يتعرّض لها حفظة السّلام الأمميّون في عدد من مناطق النّزاعات عبر العالم، ومعبرا عن أمله في تضافر جهود مختلف الأطراف الإقليميّة والدّوليّة من أجل العمل على تعزيز الحلول السلميّة للنزاعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الخبير البيئي عادل الهنتاتي لـ«الصحافة اليوم»: تونس بحاجة إلى تفعيل الدراسات العلمية والتقنية لمعالجة الإشكاليات البيئية

تردّي الوضع البيئي وتراجع مؤشرات جودة الحياة في تونس تحول إلى إشكال حقيقي لدى المواطن التو…