2024-06-12

حفلات اختتام الدراسة الجامعية : باب إضافي للإنفاق الأسري

تزينت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة بصور خريجي التعليم العالي اذ تعيش العائلات التونسية خلال هذه الفترة من السنة على وقع تخرج ابنائها من الكليات والمعاهد العليا بعد سنوات مضنية من التضحيات والتعب ليكون التخرج مسك الختام بعد سنوات من الدراسة وقد انتشرت الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي التي توثق لتلك اللحظات المفعمة بالفرح بحضور الامهات والآباء ويعتبر التخرج لحظة فارقة لديهم اذ انه يمثل ثمرة مجهود مضن لهم وما رافقه من مصاريف مكلفة.

ولا يختلف اثنان عما تمثله لحظات التخرج من بهجة وفرح للعائلة  اذ انه يعد رمزًا للإنجاز الأكاديمي والانتقال من مرحلة الطلاب إلى مرحلة الخريجين فهو يذكر الخريج بالتحديات التي تجاوزها والمعرفة التي اكتسبها خلال سنوات دراسته  الا انها صارت تشكل عبءا على العائلة التونسية لما يرافقها من مصاريف لطبع رسالة ختم الدروس في نسخ عديدة اضافة الى كلفة الملابس الرسمية التي يرتديها الخريجون في حفل التخرج والذي يتكون من قطعتين رئيسيتين «القبعة الاكاديمية والروب» وغيرها من المستلزمات من قوارير الماء والاكياس الورقية المخصصة للجنة المناقشة من الاساتذة اضافة الى الحلويات والمشروبات والتي تعتبر اسعارها مرتفعة.

وعلى غرار الاستعداد للأفراح أضحى التخرج موعدا هاما للعائلة التونسية تتجند له كافة افرادها وخاصة الام لتلبية احتياجاته وهو ما قد يدفعها الى التداين نظرا لعدم تغطية الراتب الشهري لمجمل تلك المصاريف لا سيما اذا ما تزامنت مع ترتيبات في المنزل واقتناء بعض الاثاث ومصاريف اخرى لدراسة بقية الابناء ومع كل مناسبة تنشط التجارة في هذا الخصوص حسب احتياجات كل مناسبة في المحلات المخصصة لبيع كل مستلزمات مواسم الافراح والاعراس وترى العائلات التونسية تقتني تلك المستلزمات مكرهة لإرضاء ابنائها وقد لامسنا هذا عبر الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال شهادات جمعناها من الاقارب والاصدقاء المقربين فكلفة الملابس الرسمية في حدود 35دينارا للقطعتين الجاهزة بالأسواق هذا دون احتساب الذين يخيطون الملابس بأنفسهم واذا ما اراد الطالب المتخرج طباعة بعض الكلمات عليها على غرار «مبروك التخرج» فان ذلك يكلف خمسة دنانير كما ان طباعة رسالة ختم الدروس في نسخ لا تقل عن خمسة نسخ خاصة وان طباعة الورقة الواحدة في واجهة واحدة تكلف مائة وخمسين مليم ونأتي الان على مستلزمات الحلويات وقوارير الماء والملصقات عليها اذ تبلغ الملصقة الواحدة خمسمائة مائة مليم والقوارير الفارغة للعصائر تتراوح اسعارها ما بين 400 مليم  ودينار واحد أما بالنسبة للحلويات فان الكيلوغرام الواحد منها  في حدود  80 دينارا وتلك التي على شكل قبعة التخرج فسعرها يقارب 20 دينارا والمشروبات تختلف اسعارها بحسب انواعها وطبعا تختلف من مزود الى اخر فيما تخير بعض العائلات اعداد كل تلك المستلزمات في المنزل غير ان ذلك لن يخفف من كلفتها .

وتتزامن حفلات التخرج مع استعدادات العائلة التونسية للاحتفال بعيد الاضحى الذي يبدو ثقيلا على جيوب التونسيين في ظل ارتفاع اسعار الاضاحي هذا علاوة على امتحانات شهادة ختم الدروس للباكالوريا وما رافقها من مصاريف للدروس الخصوصية التي ارهقت كاهل العائلات التونسية خاصة وأنها تتكلف ما بين الالف و3الاف دينار وفق تصريحات رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك دون ان ننسى كلفة العيش التي اضحت مرهقة في ظل ارتفاع اسعار جميع متطلبات الاكل والنقل والفواتير من الكهرباء والغاز والماء وشبكات الانترنات وكلفة مستلزمات الدراسة التي لا تنتهي من بدايتها الى نهايتها .       

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية : إحياء للموروث التقليدي بكامل الولايات

يواصل الديوان الوطني للصناعات التقليدية انجاز البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية …