الصلابة الدفاعية نقطة الضوء الوحيدة : ثـنــــــــــائــيــة الـطـالبي ومــريــاح تـضـمـن الاســـــــــــتـــــــقــــــرار
أنهى المنتخب الوطني موسمه الحالي بتحقيق تعادل ضد مضيفه المنتخب الناميبي ضمن تصفيات كأس العالم 2026، وهي نتيجة أبقته في صدارة مجموعته لكنها في المقابل أثارت الكثير من التعاليق والانتقادات، خاصة وأن الأداء العام لم يكن مقنعا بالمرة ضد منافس في المتناول، وما حصل في المباراة السابقة ضد المنتخب الغيني الاستوائي تكرر في اللقاء الأخير لكن هذه المرة لم يقدر منتخبنا على «اختطاف» الفوز، ليكتفي تبعا ذلك بتعادل مخيب ضد منتخب ناميبيا الذي واصل صموده بما أنه هزم المنتخب الوطني قبل حوالي ستة أشهر من الآن في نهائيات كأس إفريقيا.
في هذا السياق يمكن الحديث عن بعض الجزئيات التي يمكن الاستناد عليها عند تقييم نتائج المنتخب الوطني وكذلك مستواه، فهذا المنتخب ورغم تغيير إطاره الفني إلا أن الطابع الدفاعي الذي ميّز أداء منتخبنا لم يتبدّل بل إن نقطة الضوء الوحيدة التي يمكن الخروج عقب نهاية الجولات الأربع الأولى من تصفيات المونديال هي أن المنتخب لم تهتز شباكه في أية مناسبة، وهذا العامل ساعده على أن يحتل الصدراة مبكرا ويحافظ عليها منذ الجولة الأولى، والثابت في هذا الإطار فإن هناك عاملين مهمين ساهما في استمرار الصلابة الدفاعية والاستمرار في تفادي قبول الأهداف، أولهما أن منتخبنا لم يواجه منتخبات قوية، وثانيهما وجود الثنائي منتصر الطالبي وياسين مرياح الذي نجح بفضل الانسجام الحاصل بين اللاعبين في ضمان أكبر دعامة للخط الدفاعي.
إحصائيات تخدم اللاعبين
إضافة إلى النتائج المحققة ضمن تصفيات كأس العالم والتي من شأنها أن تقدم صورة واضحة على أن منتخبنا الوطني قادر بسهولة على ضمان التأهل في ظل وجوده في مجموعة سهلة وهو ما تجسم أساسا من خلال تفادي قبول الأهداف في أربع مقابلات ضد منتخبات ساو تاومي ومالاوي وغينيا الاستوائية وناميبيا، فإن الملاحظة البارزة في ما يتعلق بالأداء العام تتمثل أساسا في نجاح هذا المنتخب في تفادي قبول أهداف عديدة خلال مبارياته الأخيرة، وهذا الأمر بدأ واضحا مباشرة بعد المقابلتين الوديتين ضد منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية خلال شهر سبتمبر الماضي، فبعد تلك المباراتين خاض المنتخب الوطني 11 مباراة لم تهتز خلالها شباك الحارس البشير بن سعيد سوى في مقابلتين فقط وتحديدا ضمن كأس إفريقيا ضد المنتخبين الناميبي والمالي، في حين صمد دفاعنا في بقية المقابلات وأبرزها المواجهة الودية ضد المنتخب الكرواتي التي أقيمت في شهر مارس الماضي.
أما القاسم المشترك بين كل هذه المباريات أنها عرفت انتظام ظهور كل من منتصر الطالبي وياسين مرياح، حيث لم يتخلف أي لاعب منهما عن كل المقابلات الأخيرة، بل كانا حاضرين باستمرار، ولعل هذا العامل يثبت التكامل الكبير بين اللاعبين ويؤكد أيضا أن المنتخب الوطني استفاد كثيرا من خبرات الطالبي ومرياح اللذين شكّلا ثنائيا متميزا منذ ما يناهز ثلاث سنوات أو أكثر..
كأس العالم نقطة فارقة
في هذا السياق من المهم للغاية العودة قليلا إلى الوراء، فثنائية مرياح والطالبي واستمرار اللاعبين في الظهور بانتظام ضمن التشكيلة الأساسية بدأت بشكل واضح منذ نهائيات كأس العالم الأخيرة، فقبيل تلك البطولة كان مرياح بعيدا عن الحسابات بسبب إصابته على مستوى الأربطة المتقاطعة، لكن من حسن حظه أنه تعافى في الوقت المناسب، ليضمّه المدرب الوطني السابق جلال القادري من جديد للمنتخب، ويكون أساسيا في مباريات المونديال القطري، حيث لعب بمعية الطالبي ضمن تركيبة دفاعية ضّمت ثلاثة لاعبين في المحور، ولئن تغيّر اللاعب الثالث في المحور ونعني بذلك ديلان برون الذي ترك مكانه في اللقاء الثالث لفائدة نادر الغندري إلا أن الطالبي ومرياح استمرا في الظهور بشكل منتظم ولم يتخلفا عن كل مقابلات المونديال التي لم يقبل خلالها الحارس أيمن دحمان سوى هدف وحيد، بل إن مشاركة هذا الثنائي بشكل أساسي استمرت في كل المباريات التي تلت كأس العالم، حيث شارك في ثلاث مباريات متتالية ضمن تصفيات كأس إفريقيا 2024، وخلال هذه المقابلات لم يقبل منتخبنا سوى هدف وحيد من ضربة جزاء، وفي عام 2023 أيضا واجه منتخبنا نظيره الجزائري وديا في مباراة شارك فيها هذا الثنائي وانتهت بالتعادل 1ـ1 قبل أن مواجهة بوتسوانا بعد ذلك في آخر مقابلات تصفيات «الكان» الأخير، وبعد ذلك خاض منتخبنا ثلاث مباريات ودية ضد مصر وكوريا الجنوبية ثم اليابان، ورغم الطابع الودي لهذه المقابلات إلا أن الطالبي ومرياح فرض نفسيهما دائما ضمن اختيارات الإطار الفني للمنتخب، وهذا الأمر استمر إلى حد الآن ليستمر استقرار الأداء الدفاعي في أغلب المباريات الأخيرة، وهذا الأمر يثبت بشكل قاطع أن هذا الثبات الدفاعي يعتبر نقطة الضوء الأبرز الذي ميّزت المنتخب الوطني منذ فترة طويلة.
قبل مواجهة قوافل قفصة : بريمة والعطوي وقديدة يتنافسون على نيل ثقة الكنزاري
يخوض الملعب التونسي عشية الأحد مباراته ضد مضيفه قوافل قفصة بذكريات الموسم الماضي الذي شهد …