مئات الشهداء والجرحى: جيش الاحتلال يرتكب مجزرة مروعة في مخيم النصيرات
الصحافة اليوم (وكالات الانباء) نفّذ جيش الاحتلال الصهيوني مجزرة جديدة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، أمس السبت، خلال عملية جرت لاستعادة 4 من الأسرى الموجودين لدى المقاومة الفلسطينية. وتحوّلت ساحات مخيم النصيرات وأزقته الداخلية إلى ساحة حرب عند منتصف نهار أمس السبت، تزامناً مع قصف جوي ومدفعي وتسلل لقوات خاصة صهيونية داخله، في حدث غير اعتيادي عايشه السكان.
قالت وزارة الصحة في غزة، أمس السبت، إنّ الاحتلال الصهيوني ارتكب «مجزرة مروعة» في النصيرات وسط قطاع غزة، أدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، مشيرة إلى أنّه ما يزال هناك العديد من الشهداء والجرحى في الشارع. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بارتفاع عدد ضحايا مجزرة الاحتلال في مخيم النصيرات إلى 210 شهداء وأكثر من 400 جريح، موضحاً أن هذه الأعداد تشمل من وصلوا إلى مستشفيين اثنين فقط: مستشفى العودة بالنصيرات، ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنّ جيش الاحتلال الصهيوني شن هجوماً «وحشياً غير مسبوق» على مخيم النصيرات وسط القطاع، أمس السبت، مضيفاً أنّ الهجوم أسفر عن «عشرات الشهداء والجرحى في الشوارع».
وأشار المكتب، في بيان له، إلى عدم تمكّن سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى الجرحى وجثامين الشهداء بسبب كثافة القصف الصهيوني، لافتاً إلى أنّ الاحتلال يستخدم في هجومه عشرات الطائرات الحربية ومسيرات «كواد كابتر» والمروحيات، بينما تقوم الدبابات في الوقت ذاته بقصف منازل المواطنين الآمنين في «نية مبيتة للاحتلال الصهيوني بارتكاب مجازر همجية ضد المدنيين الآمنين في منازلهم وفي مراكز النزوح».
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن دولة الاحتلال لا تستطيع فرض خياراتها على الحركة. وأضاف في بيان رداً على العدوان العسكري الصهيوني على مخيم النصيرات في غزة: «إذا كان الاحتلال يعتقد أنه يستطيع أن يفرض علينا خياراته بالقوة فهو واهم». وأكد أن «الحركة لن توافق على أي اتفاق لا يحقق الأمن لشعبنا أولاً وقبل كل شيء».
وكانت قوات الاحتلال قد فتحت النار من الجو والبر بكثافة على سكان مخيم النصيرات، ظهر أمس السبت، وقالت وسائل إعلام فلسطينية إنّ الاحتلال حاصر عدداً كبيراً من سكان منطقة المخيم الجديد شمال غربي النصيرات وسط كثافة نارية كبيرة من الطائرات، وقامت طائرات كواد كابتر بإطلاق النار على كل من يتحرّك في منطقة سوق المخيم. وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أنّ قصف النصيرات كان في إطار محاولة سحب إحدى فرق جيش الاحتلال التي وقعت في كمين محكم للمقاومة، وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها صفحات إخبارية فلسطينية فرقة خاصة من قوات الاحتلال وهي تتوغل داخل سوق المخيم.
تحرير 4 اسرى
من جهته أعلن جيش الاحتلال الصهيوني أمس السبت تحرير 4 أسرى أحياء من مخيم النصيرات في غزة، بعد عملية «استعدّ وتدرّب عليها جيداً»، وفق وسائل إعلام عبرية، في حين أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مقتل 210 فلسطينيين وإصابة 400 على الأقل في ضربات إسرائيلية على المخيم.
وقال، في بيان مشترك مع الشاباك والشرطة الصهيونية: «المختطفون الأربعة المحرّرون من النصيرات هم نوعا أرغماني (25 عاماً) وألموع مئير (21 عاماً) وأندري كوزلوف (27 عاماً) وشلومي زيف (40 عاماً)، وتم اختطافهم من قبل حماس من حفل النوفا في السابع من أكتوبر.
أمّا القيادي في «حماس» سامي أبو زهري فقال لـ«رويترز»: «تحرير إسرائيل 4 أسرى بعد 9 أشهر دليل على الفشل وليس إنجازاً»، وذلك أن تعلن الحركة موقفها رسمياً عقب تحرير الأسرى أنه «لا يزال لديها العدد الأكبر من الرهائن وقادرة على زيادته».
تفاصيل العملية
أوضح المتحدّث العسكري الصهيوني أنه تم إنقاذ 4 مختطفين في عملية مشتركة لجيش الدفاع والشاباك وشرطة الكيان، وقال: «نفذنا العملية بناء على معلومات استخبارية وعمليات للشاباك واليمام».
وأردف: «لا نزال نلاحق قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف، ولم يتم اغتياله».
وأعلنت الشرطة الصهيونية مقتل ضابط من القوات الخاصة خلال العملية.
إلى ذلك، لفت إعلام عبري إلى أن «القوّات الصهيونية التي أنقذت المختطفين دخلت النصيرات بشاحنة كانت تحمل أثاثاً للنازحين يقودها جندي بملابس مدنيّة».
وفق المعلومات، «دخلت قوّات أخرى بملابس مدنيّة بسيارات تحمل لوحات ترخيص فلسطينية، وعند اكتشافها هرعت الدبابات وبدأ القصف الجنوني في سوق النصيرات».
وشارك في العملية 1000 جندي من مختلف وحدات الجيش الخاصة والشرطة، وكان الرصيف العائم مقر قيادة العملية للمسؤول الأميركي والصهيوني ووحدة المختطفين الخاصّة.
وذكرت يديعوت أحرونوت الصهيونية أنّه «خلال عملية تحرير الأسرى الأربعة، علقت سيارة تقل جنوداً من الجيش الصهيوني برفقة 3 أسرى في قلب المخيم، وجرى تبادل كثيف لإطلاق النار مع المسلّحين الفلسطينيين».
وأضافت إذاعة الجيش الصهيوني: «تم إطلاق النار على سيارة المختطفين الثلاثة وتعطيلها، وانطلقت قوّة إنقاذ كانت تنتظر خارج المخيّم وانضمت إلى القوّات الأخرى. وصلوا إلى مهبط طائرات الهليكوبتر بعد معركة استمرت أكثر من 45 دقيقة».
متابعة أمريكية؟
في الموازاة، كشفت صحيفة «الكيان اليوم» عن أن «مسؤولاً أمريكياً كبيراً وصل يوم اول أمس لمتابعة العملية، ويبدو أن أميركا كان لها دور أساسي في توفير المعلومات الاستخباراتية للجيش الصهيوني وكان المسؤول ينتظر في الرصيف المائي التي تم إنشاؤه في لحظة تنفيذ العملية».
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين أن «خلية إنقاذ الأسرى الأميركية في الكيان دعمت جهود إنقاذ الأسرى».
ولفتت القناة 12 الصهيونية إلى أن الكابنيت صادق على العملية في النصيرات يوم الخميس الماضي.
وكشف إعلام صهيوني عن أن «نتنياهو و غالانت صادقا على عملية تحرير الأسرى الخميس بدون إعلام غانتس».
وذكرت «كان» أن العملية تأجّلت 3 مرّات لدواعي عملياتية.
ردود الفعل الدولية
رحب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس السبت بعودة أربعة رهائن صهاينة تم إنقاذهم أحياء في غزة.
وقال خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه ينضم إلى مضيفه في الترحيب بعودة الرهائن متعهدا «بعدم التوقف عن العمل حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف لإطلاق النار».
من جهته، قال ماكرون إن فرنسا والولايات المتحدة ستضاعفان جهودهما لتجنب انفجار الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما في لبنان حيث شدد على ضرورة خفض التوتر بين الكيان و«حزب الله».
وأضاف ماكرون وهو يقف إلى جوار نظيره الأميركي الذي يقوم بزيارة إلى فرنسا أن باريس وواشنطن شهدتا أيضا استراتيجية تصعيد من جانب إيران في المنطقة، مضيفا أن البلدين عازمان على ممارسة الضغط اللازم لوقف هذا التصعيد.
لدى استقباله وزير الداخلية وكاتب الدولة المكلف بالأمن : رئيس الجمهورية يطّلع على نتائج جهود مكافحة الجريمة وتفكيك الشبكات الإجرامية.
استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، ظهر أول أمس الجمعة بقصر قرطاج،وزير الداخلية خالد النوري و…