2024-06-06

عن ازدواجية المعايير مرة أخرى : بايدن يغلق حدود بلده مع المكسيك في وجه المهاجرين

وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء الماضي أمراً تنفيذياً سيغلق بموجبه الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مؤقتاً أمام مهاجرين غير نظاميين ممن يطلبون اللجوء، حال ارتفاع عمليات العبور غير الشرعية.

وأعلن بايدن هذا الامر رغم سيل الانتقادات الحقوقية التي عبرت عن المخاوف بشان المهاجرين المتكدسين على الحدود بين اميركا والمكسيك ويأتي القرار الجديد لبايدن وسط حملة انتخابية تضعه وجها لوجه مع الجمهوري بايدن المعروف بسياساته المناهضة للمهاجرين.

ان اختيار بايدن لهذا التوقيت بالذات لإعلان هذه الخطوة دليل واضح على انه يبحث عن تسجيل نقاط في مرمى خصومه الجمهوريين ممن يتهمونه بالتساهل في مسالة الهجرة غير النظامية.

لكن بايدن الذي قرر اغلاق الحدود تقريبا في وجه اللاجئين من المكسيك هو أيضا من يطالب الدول الضعيفة ومن بينها تونس باحترام قوانين اللجوء والهجرة الدولية وهو ما عبرت ادارته قبل اشهر عن «قلقها» بسبب ما اعتبرته حينها خطابا عنصريا في تونس التي رفضت أن تتحول لأرض لتوطين المهاجرين غير النظاميين.

يعيد قرار بايدن الجديد تذكيرنا بمسالة ازدواجية المعايير عند الغرب فالديمقراطية وحقوق الانسان التي يصر على احترامها ويقدم الدروس بشأنها هي وصفة جاهزة لكي تستهلكها الشعوب الضعيفة وهي ورقة ابتزاز سياسية للضغط على أنظمتها لكن عندما يتعلق الامر بمصالحه فانها تصبح غير صالحة للاستهلاك المحلي لان المصلحة العليا للغرب فوق كل الاعتبارات والمعايير والالتزامات الدولية.

لقد تعددت الاختبارات التي كشفت لنا عن سقوط الغرب في امتحان احترام كونية حقوق الانسان وكانت حرب غزة ربما الفرصة الأبرز التي جعلت هذه الحقيقة تظهر للعلن دون مساحيق او تجميل لكن تتبع الحوادث التاريخية يؤكد أن هذه السياسة الغربية في الحقيقة هي سياسة قديمة ومتأصلة في الفكر الغربي منذ بدأ في احتلال الشعوب واوطانها ووضع يده على خيراتها ونهب ثرواتها.

تقول التقارير أن بايدن استند إلى قسم من قانون الهجرة والجنسية يسمح للرئيس بحظر دخول مجموعات من الأشخاص إذا كان وجودهم «سيضر بمصالح الولايات المتحدة» إلى حد هنا يبدو الامر عاديا لكن ماذا عن مصالح الدول الأخرى التي قد تتضرر بذات الأسباب ولماذا تقام الدنيا وتقعد لأنها فعلت الشي نفسه…انها ازدواجية المعايير الغربية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع الأحداث | عودة العلاقات السورية التركية: هل اقترب اللقاء الكبير؟

في موقف جديد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول أمس استعداده لاستئناف العلاقات مع سوري…