2024-06-04

دعما للمقدرة الشرائية للمواطن : شركة اللحوم تنطلق في بيع أضاحي العيد بسعر 21.900 دينارا للكلغ الواحد الحي

سعيا منها لمزيد الضغط على أسعار الأضاحي التي عرفت ارتفاعا غير مسبوق و أدت الى عزوف المواطن التونسي عن الاقبال على شراء خروف العيد لهذا العام ، انطلقت شركة اللحوم في بيع أضاحي العيد بأسعار تفاضلية في حدود 21.900 دينار للكلغ الواحد الحي وذلك بعد التشاور مع سلطة الاشراف والمربين بما يخدم مصلحة الفلاح والمستهلك في الآن نفسه.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل أن السعر المرجعي الذي تم تحديده لبيع الكلغ الواحد الحي يتماشى مع الطاقة الشرائية؟ وهل أنه يمكن تسجيل اقبال من قبل المستهلك على أضاحي العيد بعد العزوف الذي كان سائدا في البداية ؟

ومقارنة بالمواسم الماضية فقد تأخرت شركة اللحوم في بيع أضاحي العيد لاسيما مع اقتراب حلول عيد الاضحى ، وقد فسر ذلك أهل الاختصاص بتعطل المشاورات مع سلطة الاشراف ورفض المربين للأسعار، التي حددتها شركة اللحوم ، فقد طالب المربون بأن يتجاوز سعر الكلغ الواحد من الخروف الحي 25 دينارا ، لكن بعد ماراطونات من الجلسات بين جميع المتدخلين تم الاتفاق على سعر 21.900 دينار وهو السعر الأنسب للطرفين . وفي نفس السياق يرى المختصون في الشأن الفلاحي أن ارتفاع أسعار أضاحي العيد لهذا العيد أمر متوقع وطبيعي في ظل ما يواجهه القطاع الفلاحي عموما والانتاج الحيواني من صعوبات نتيجة تأثيرات العوامل المناخية التي ألقت بظلالها عليه .

وكانت المنظمة التونسية لارشاد المستهلك الى جانب الغرفة الوطنية للقصابين قد دعتا في وقت سابق الى مقاطعة عيد الاضحى لهذا الموسم دفاعا عن المقدرة الشرائية للمواطن من ناحية وحفاظا على الثروة الحيوانية من ناحية أخرى .

الثروة الحيوانية مهددة !

لا يخفى على أحد أن ما يمر به الانتاج الحيواني خلال السنوات الأخيرة من تحديات أثرت بشكل مباشر على الانتاج وبالتالي تراجع القطيع المحلي ، فغلاء كلفة الانتاج التي تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالسنوات الماضية والتي مردها العوامل المناخية وحالة الجفاف التي ضربت بلادنا دفعت بمربي الماشية الى التفريط في قطيعهم واعتزال هذا النشاط الذي اعتبره البعض منهم مكلفا وغير مربح.

إن انعدام المراعي والمساحات الخضراء ، أجبرت مربي الماشية على التعويل على الأعلاف الخشنة والمركبة وهي بدورها باهظة ومكلفة جدا ، كذلك تفشي ظاهرة الذبح العشوائي للاناث أضر كثيرا بالانتاج الحيواني.

تجدر الاشارة الى أن المتوفرات من الأغنام قد تراجعت في تونس خلال السنة الجارية بنسبة 16 % مقارنة بالسنة الماضية لتستقر في حدود مليون و50 ألف رأس مقابل مليون و200 ألف رأس خلال السنة الماضية .

وتنتج بلادنا سنويا نحو120 ألف طن من اللحوم الحمراء ، إلا أنها تشهد تراجعا في معدل استهلاك الفرد للحوم الحمراء من 11 كيلوغراما سنويا قبل إندلاع الثورة الى 9 كيلوغرامات سنويا في الوقت الحاضر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لتسهيل إجراء الحصول على مسكن : مقترح لتخفيض الأداء على القيمة المضافة إلى 7 %

تشهد أسعار العقارات في تونس ارتفاعا متواصلا ما جعل حلم المواطن التونسي في الظفر بمسكن صعب …