مستقبل المرسى يغادر سريعا قسم الأضواء : خيارات خاطئة فنيا وبشريا
عاد مستقبل المرسى الى الرابطة الثانية قبل جولتين من نهاية مرحلة تفادي النزول التي كانت امتدادا للفشل الكبير الذي عاشه منذ انطلاق الموسم رغم التحسن النسبي على مستوى النتائج ولم يكن حائلا أمام حصول خيبة كبيرة قياسا بحجم الطموحات التي دخل بها العائد الى الرابطة الأولى بعد ست سنوات والذي كان يمنّي النفس بفتح صفحة جديدة واستعادة صولاته وجولاته، وطبّع فريق الضاحية الشمالية مع الهزائم التي بلغت 17 بين المرحلتين الأولى والثانية مقابل خمسة انتصارات وتعادلين ليكون النزول نتاجا طبيعيا لهذه الحصيلة الكارثية التي تزامنت مع انحلال دفاعي تترجم في قبول 35 هدفا مقابل ضعف هجومي يؤكد الوصول الى مرمى المنافسين في 13 مرة فقط.
وتعددت أسباب النكسة التي عاشها أحباء «القناوية» مساء الأحد بعد الخسارة المذلة على أرضهم أمام الأولمبي الباجي بثلاثية نظيفة والتي أكدت الانهيار التام للاعبين الذين رموا المنديل في أعقاب العودة بخفي حنين من موقعة الموسم ضد مستقبل سليمان حيث غاب الاستقرار الفني والبشري ولم تعط الانتدابات الإضافة المرجوة لتكون النتيجة على قدر المجهود في نهاية المطاف.
استقرار مفقود
نجحت هيئة توفيق بن نصيب في إعادة مستقبل المرسى إلى قسم النخبة بعد سنوات من المعاناة بين الرابطتين الثانية والثالثة لتكون الآمال كبيرة في استعادة أمجاد الفريق غير أن استراتيجيتها كانت فاشلة وخاصة في بداية الموسم عندما تخلت عن عديد العناصر التي صنعت الصعود مقابل المراهنة على الشبان الذين لم يجدوا الاطار المناسب للتألق والبروز مع القيام بانتدابات غير مركّزة لم تعط المطلوب بل إنها زادت في تعميق المشاكل مع تتالي الغيابات التي تعددت أسبابها.
وزاد غياب الاستقرار على المستوى الفني في تعميق أزمة الفريق الذي كان صيدا سهل المنال لجميع المنافسين حيث وقع فكّ الارتباط سريعا مع المدرب خالد بن يحيى الذي كان حاضرا في أربع مباريات حقق خلالها نقطة وحيدة ليعوّضه ابن النادي عبد الستار بن موسى الذي اكتفى أيضا بجني نقطة يتيمة ليغادر قبل الجولة الختامية للمرحلة الأولى وينجح معوّضه صهيب زروق في العودة بفوز ضد نجم المتلوي، واستهل شاكر مفتاح المرحلة الثانية لكنه حقق فوزا وحيدا في أربع مباريات ليعود صهيب زروق من جديد في ثوب مدرب رسمي وينجح في إعادة الأمل بعد ثلاثة انتصارات لكنه انقاد الى خمس هزائم لم تشفع له بقيادة الفريق الى إنجاز كبير رغم التأهل الى ربع نهائي كأس تونس.
انتدابات فاشلة
تعاقد مستقبل المرسى مع عدد كبير من اللاعبين في فترتي الانتقالات الشتوية والصيفية دون أن يسهم ذلك في تحــقيق النتائج المرجـــــوة حيث استـهل الـموســـم بـكــوكــبة أفقـدته ثوابته التي بناها في الرابطة الثانية ما جعل الانسجام غائبا تماما قبل أن تزيد التغييرات الكبيرة صلب التشكيلة الأساسية في المعاناة، وحاولت الهيئة تعديل الأوتار في فترة التوقف لتضمّ أسماء وازنة تملك الخبرة المطلوبة على غرار وسام بوسنينة وعمر زكري ومنذر القاسمي لكن الإضافة كانت متفاوتة إن لم نقل منعدمة.
وعانى المنتدبون من الاصابات والعقوبات وضعف المستوى الفني وهو ما يبرز عدم بروز غالبيتهم العظمى، فبإستثناء الحارس لسعد الهمامي أو وسام بوسنينة اللذين أظهرا في بعض المواعيد مؤشرات طيبة فإن بقية الأسماء مرت بجانب الحدث وزادت في إثقال كاهل الفريق الذي لم يستفد من التعاقدات الخارجية حيث لم ينجح نسبيا سوى الرواندي موغيشا بونور مقابل اكتفاء بعض الأسماء بالفرجة وهو ما يؤكد فشل استراتيجية الانتدابات والتي طغى عليها التسرع ما حال دون تقديم الاضافة المرجوة عكس عديد الفرق في مجموعة تفادي النزول التي كان لاعبوها الاجانب الحلقة المضيئة في مسيرتها.
ثوابت مفقودة
كان مستقبل المرسى من الفرق المهابة داخل قواعده لكنه خسرها في هذا الموسم الكارثي بكل المقاييس حيث لم يعرف طعم الانتصار في أربع مباريات خاضها في معقله خلال المرحلة الأولى قبل أن ينحني في مناسبتين في «البلاي آوت» ضد المنافس المباشر مستقبل سليمان وأخيرا الأولمبي الباجي في المواجهة التي قضت رسميا على جميع آمال البقاء ما يؤكد المصاعب التي عرفها فريق الضاحية الشمالية طيلة البطولة.
وأكدت نتائج «القناوية» داخل قواعدها عدم جاهزيتها لرفع التحدي خصوصا وأن غياب الاستقرار صلب التشكيلة الأساسية والغيابات الدورية زادتا الطين بلة ليجد المدربون المتداولون على الفريق صعوبة في التعامل مع الوضع الذي كان ينبىء بالخطر مبكرا لكن الهيئة فشلت في إيجاد الوصفة المناسبة لإنقاذ الفريق من مصيره المحتوم والذي كان منتظرا قياسا بالمشاكل التي عاشها منذ بداية الموسم.
رغم النية في دعم الاستقرار : الظهــــــور الأول لبن سعيـــــد وارد
يستهل المدرب الروماني لورينسيو ريجيكامب تجربته مع الترجي بمواجهة صعبة ضد اتحاد بن قردان أث…