2024-05-29

مع تواصل تسجيل السنوات الأولى ابتدائي : الترسيم عن بعد لن يكتمل إلا بحزمة أوراق تُقدّم عن قرب …

تم منذ أسبوعين فتح باب التسجيل والترسيم لسنوات الأولى إبتدائي عن بعد وهي عملية انطلقت فيها بلادنا منذ سنوات فهي تحد من الضغط والطوابير التي يمكن أن تتسبب فيها بداية كل سنة دراسية ، إلا أن هذه الخطوة الرقمية لم تستكمل باقي خطواتها الأخرى بما أن الولي لن يكتفي بتسجيل ابنه عن بعد فحسب بل يطلب منه في ما بعد استكمال الترسيم بحمل دفعة من الأوراق والوثائق ومدها مباشرة لإدارة المدرسة .

المرونة في التوقيت والمكان من خلال ماتوفره التطبيقة الرقمية لوزارة التربية اليوم أمر لا يمكن التغافل عن سلبياته من حيث تواصل التعامل الورقي وتواصل تكاليف هذه العملية بالرغم من التكنولوجيا التفاعلية وغياب روابط البريد الإلكتروني لكل تلميذ مسجل في المؤسسة التربوية على غرار ماهو معمول به في كثير من البلدان الأخرى حتى تلك التي نسبقها بخطوات كبيرة في مجالات التنمية والنمو الاقتصادي.

هذه المسألة التي تتم إثارتها مع كل محطة من محطات التعامل البشري مع المدرسة في علاقة بالترسيم أساسا مازالت تطرح تساؤلات كثيرة في صميم تجويد العملية التربوية برمتها وتحسين أدائها في الوقت الذي تغزو فيه التطبيقات الرقمية والتكنولوجيا الحديثة حياتنا اليومية ، وهي التقنيات التي مكنت عديد البلدان من الحذف الكلي والتام للورق سواء في المعاملات الإدارية أو كذلك في ما يتعلق بتقديم الدروس ، للوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد التعليمية عبر الإنترنات مثل الكتب الإلكترونية ، والمحاضرات المسجلة ، والمقالات العلمية سواء في الجامعة أو في المدارس وغيرها من مؤسسات التربية والتعليم .

وبالعودة إلى مسألة الترسيم عن بعد والتخلي نهائيا عن الوثائق ثمة عديد المقترحات والآليات والحلول لتحسين الترسيم عن بعد من خلال تكثيف التدريب على التكنولوجيا للإطارات التربوية وتوفير دورات تدريبية للإداريين سواء حسب الجهات أو على مستوى محلي لكل مؤسسة تربوية وإعطائها المعرف الخاص بها للولوج إليها من قبل الأولياء والتلاميذ ممن يجيدون الاستخدام الأمثل للتقنيات الرقمية وبالتالي القطع مع تعاملات قديمة لم تعد ذات جدوى .

وتسهل هذه التطبيقات التواصل المستمر في ما بعد بين الأولياء والمربين والإطار الإداري للمؤسسة التربوية بصيغة تفاعلية  تعزز الثقة في التعامل بين مختلف الأطراف المتدخلة  ولما لا بعث نوادي وحلقات نقاش افتراضية داخلها تساهم في توفير الدعم النفسي وحل مشكلات التلاميذ وتقديم الاستشارات لمساعدتهم في التغلب على التحديات النفسية المرتبطة بالدراسة عن بعد .

وفي غياب ذلك وحتى على المستوى الواقعي لمؤسساتنا التربوية اليوم فإنه لا يمكن إنكار أن مظاهر التخلف الرقمي ماتزال هي السائدة باعتبار أن عديد المؤسسات التربوية تفتقر لأجهزة الحواسيب وغياب نوادي الإعلامية إلى جانب عدم الوصول إلى الإنترنات وضعف البنية التحتية اللازمة للوصول خاصة بالمناطق  الريفية والنائية  هذا إلى جانب انخفاض مستوى الوعي الرقمي وعدم القدرة على استخدام التكنولوجيا بسبب نقص المعرفة أو التدريب على المهارات الرقمية الأساسية في المؤسسات التربوية والجودة المنخفضة للاتصالات من حيث سرعات انترنات بطيئة وغير مستقرة تؤثر على القدرة على استخدام الخدمات الرقمية بشكل فعال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مشروع الانتقال الطاقي بالمؤسسات العمومية : توجّه لاستدامة الموارد الطاقية وتخفيف الأعباء المالية

تواصل بلادنا تنفيذ مشروع «الانتقال الطاقي في المؤسسات العمومية» الذي سيشمل 22 وزارة، وتهدف…