معاناة متواصلة خارج الديار : تحضـير ذهــنــي ضـعـيف.. وثوابت غائبة

خسر النادي البنزرتي صدارة مجموعة تفادي النزول بسبب فشله المتواصل خارج الديار حيث انقاد الى هزيمته الثالثة بعيدا عن ملعب 15 أكتوبر مكتفيا بصلاثة تعادلات ضد الأولمبي الباجي واتحاد بن قردان ونجم المتلوي، كما وجد فريق عاصمة الجلاء صعوبات كبيرة للوصول الى الدور ربع النهائي لكأس تونس رغم مواجهته فريقين ينتميان للرابطة الثالثة مستوى أول وبالتالي لم ينجح في تأكيد مستواه المتميز كلّما كان مضيّفا محققا 16 نقطة من 18 ممكنة.

وتعود أسباب تذبذب المستوى خارج القواعد الى غياب أسلوب لعب ثابت يجعله قادرا على تخطي عقبة جميع المنافسين في ظل التحوير المستمر في الرسم التكتيكي كما لم يتعامل الفريق جيدا مع الضغوطات وهو ما يعكس ضعف التحضير الذهني خاصة وأن اللاعبين أغلبهم من الشبان الذين يفتقدون الى الخبرة المطلوبة ما جعل الثوابت مفقودة رغم بعض المؤشرات الطيبة في مواجهتي المتلوي وبن قردان، ويبدو الاستنجاد بمعد ذهني ضرورة قصوى باعتبار أن هذه التجربة أعطت أكلها في عديد النوادي ومن شأنها الإسهام في الرفع من مستوى اللاعبين الشبان الذين منحهم الكنزاري الفرصة.

ولئن نال المدرب ماهر الكنزاري الإشادة بعد الأداء المتميز الذي قدّمه الفريق في المباريات التي دارت في بنزرت وكذلك توسيع دائرة الاختيار بالتعويل المستمر على الشبان، فإنه بات مطالبا بتعديل الأوتار خلال الفترة المتبقية من الموسم لإنهاء مرحلة تفادي النزول في أفضل الظروف وتحقيق الهدف الأبرز وهو المراهنة على لقب الكأس، ويملك النادي البنزرتي جميع الآليات التي تجعله قادرا على فرض أسلوبه على أي منافس مع تعدّد الخيارات وكذلك ثورة الشبان التي تبشّر بمستقبل واعد شريطة حسن التأطير وكذلك مواصلة الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة المديرة منذ توليها المهمة.

لا للقسوة على السعيدي

فاجأ المدرب ماهر الكنزاري الجميع في مقابلة مستقبل سليمان بالتعويل على الحارس الشاب يوسف السعيدي مكان أشرف كرير الذي تحمّل مسؤولية التعادل مع قوافل قفصة، وارتكب السعيدي خطأ فادحا ساوى الهزيمة ليكون عرضة لنقد كبير يبدو مبالغا فيه باعتبار أن النتيجة ليست كارثية بعد ضمان البقاء رسميا منذ الجولة الرابعة ايابا، ويملك السعيدي قدرات جيدة كما أنه أنقذ مرماه من هدف محقق في الشوط الثاني ليكون الاطار الفني مطالبا بحمايته طالما وأنه يمثّل مستقبل الفريق كما أن جميع الحراس عرضة للأخطاء ولا يمكن تحميله أكثر من طاقته تفاديا لتكرار عديد الأسماء التي مرّت بجانب مسيرة كبيرة.