2024-05-29

أسابيع قليلة قبيل حلول عيد الاضحى : أجواء باهتة … والمواطن يتذمّر من غلاء أسعار الأضاحي

خلافا للمواسم الماضية فقد عيد الإضحى نكهته وبريقه فلم تعد العائلات التونسية تستعد لهذا العيد كما يجب واختفت مظاهر الاحتفالات ، ففي الماضي وقبيل حلول عيد الاضحى بأسابيع كانت أسواق الماشية تعج بالخرفان وكان أطفال الأحياء الشعبية يجوبون الشوارع رفقة أضاحيهم ، حيث يعمدون إلى تزيينها بشتى أنواع الزينة .

أما اليوم فكل شيء تغير فقد اقتصر عيد الاضحى على فئة معينة وذلك بسبب الغلاء الرهيب في أسعار الأضاحي أمام تدهور المقدرة الشرائية للمواطن ، فالأجر الذي يتقاضاه رب الأسرة لم يعد يكفيه خلاص معلوم الكراء وفواتير الماء والكهرباء اضافة الى معاليم الدروس الخصوصية التي أصبحت بمثابة الكابوس الذي يؤرق العائلة التونسية .

ما من شك في غلاء أسعار الأضحية التي تتراوح ما بين 800 و1300 دينار للخرفان التي يبلغ عمرها مابين 6 و 8 أشهر وبين 1200 و1600دينار للخرفان التي يكون عمرها أكثر من سنة وذلك حسب تقديرات المختصين في الشأن الفلاحي والتي اعتبروها أسعارا مقبولة وفي المتناول وذلك بالرجوع الى ارتفاع كلفة الانتاج ، لكن بالنسبة للمستهلك فانها أسعار لا تتناسب مع مقدرته الشرائية وأن هذا الأخير اذا ما أراد شراء أضحية العيد فانه مجبر على الاقتراض او التداين .

وللحد من هذا الشطط في أسعار الأضاحي  دعت المنظمة التونسية لارشاد المستهلك رئيس الجمهورية قيس سعيد الى التدخل في تسقيف أسعار اللحوم الحمراء قبل حلول عيد الاضحى بما يمكن من التخفيض في الأسعار المشطة للأضاحي لا سيما وأن نسبة عزوف التونسيين عن الاقبال على شراء الأضحية قد تتجاوز 30 % المسجلة خلال السنة الماضية . كما طالبت الغرفة الوطنية للقصابين مفتي الجمهورية بالغاء عيد الاضحى بسبب نقص قطيع الماشية وغلاء أسعار اللحوم الحمراء التي وصلت الى حدود 54 دينارا للكيلوغرام الواحد،  في المقابل أصدرت دار الافتاء التونسية فتوى مفادها بأن عيد الاضحى هو شعيرة من شعائر الاسلام ولا يمكن الغاؤها ، لكن من كان غير قادر على أن يضحي فلا حرج عليه وسقط عنه التكليف .

وتعيش بلادنا منذ سنوات على وقع ارتفاع جنوني في الأسعار مست مختلف المجالات والقطاعات أمام عدم قدرة الدولة على كبح جماح الضغوط التضخمية ، علاوة على ذلك فان التغيرات المناخية كان لها الدور الرئيسي في ارتفاع أسعار المنتوجات الفلاحية وخاصة منها اللحوم الحمراء حيث أن شح الأمطار ساهم في ارتفاع كلفة الانتاج ، حيث أصبح التعويل أكثر على الأعلاف الخشنة والمركبة في ظل غياب المراعي والمناطق الخضراء .

تجدر الاشارة الى أن المتوفرات من أضاحي العيد لهذه السنة تقدر بمليون أضحية   مقابل مليون و200 ألف أضحية خلال السنة الماضية أي بنسبة تراجع في حدود ٪16.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية

أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…