المعطّلون عن العمل يحتاجون إلى جرعة أمل ..!
يحتاج المعطلون عن العمل أكثر من أي وقت مضى إلى جرعة أمل تمكنهم من تحقيق توازنهم بعيدا عن ثقافة اليأس والإحباط المدمّرة التي سرت في صفوف شق كبير من الشباب خاصة خريجي الجامعات تتمثل في مؤشرات وآليات عمل ملموسة تشير لفتح مواطن شغل ووضع آليات جديدة كفيلة بامتصاص البطالة …
وعلى الحكومة العمل على إيجاد الحلول الكفيلة للاستجابة للمطالب المكدّسة للمعطلين عن العمل من مختلف الشرائح الاجتماعية والذين تراكمت مشاكلهم وتشعّبت نتيجة تكدسها من سنة إلى أخرى دون العمل على التقليص من حدتها مما جعلها تشتد وتسري سريان النار في الهشيم وتتوسع رقعتها لتستوعب أكثر عدد ممكن من المعطلين عن العمل ونتحدث طبعا عن خريجي الجامعات وقد ارتفعت نسبة البطالة في صفوفهم لتبلغ 23.4 بالمائة وفق المؤشرات الأخيرة للمعهد الوطني للإحصاء.
فمعضلة البطالة تزايدت في صفوف خريجي الجامعات وهي حقيقة لا يمكن انكارها والفقر ضرب في كل المضارب وجثم على أغلبية الأسر وازداد الوضع تعقيدا نظرا لعوامل موضوعية حينا وأخرى ناتجة عن غياب الإرادة الحقيقية ـ طيلة سنوات خلت ـ لمعالجة العديد من الملفات العالقة التي يتم ترحيلها من سنة إلى أخرى لتكون النتيجة جحافل من المعطلين عن العمل تبحث لها عن منافذ لدخول سوق الشغل والتي باتت صعبة المنال.
فقد طالت مدّة الانتظار وبات اليأس والإحباط يطبع المزاج إلى حين تتغيّر الوقائع ولكن الأوضاع مازالت غائمة بالنسبة لشق موسع من المعطلين عن العمل خاصة الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل…
الاعتصامات والاحتجاجات الأخيرة كانت كفيلة برسم خارطة لسنوات العمر الضائعة لشق كبير من المعطلين عن العمل وخارطة أخرى واضحة المعالم لحجم المعاناة والخذلان والتهميش لخريجي الجامعات والمعاناة المطولة خاصة وان الفساد الذي كان ينخر البلاد من رشوة ومحسوبية كان كافيا لإقصاء العديد من الكفاءات وحرمانها من حقها في الشغل… نأمل ان يكون ملف التشغيل من أولى الأوليات وان ينال خريجو الجامعات حقهم في التشغيل…
تجدر الاشارة إلى أن نسبة البطالة بين حاملي الشهائد العليا ارتفعت لتصل إلى ٪23،4 خلال الثلاثي الأول من سنة 2024 (مقابل 23,2 % خلال الثلاثي الرابع من سنة 2023 و23,1 % خلال الثلاثي الأول من سنة 2023). وتقدر هذه النسبة لدى الذكور خلال الثلاثي الأول من سنة 2024 بـ 13,8 % بينما بلغت 31,2 % لدى الإناث وفق إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء.
في المقابل كشف المعهد الوطني للإحصاء عن تراجع نسبة البطالة خلال الثلاثي الأول من سنة 2024 لتبلغ 16,2 % (مقابل 16,4 % في الثلاثي الرابع من سنة 2023 و٪16،1 في الثلاثي الأول من سنة 2023) وذلك لارتفاع عدد النشيطين.كما تراجعت نسبة البطالة لدى الرجال لتبلغ 13,6 % مقابل 13,8 % خلال الثّلاثي الرابع من سنة 2023، وبالنسبة للنساء تراجعت نسبة البطالة لتبلغ ٪22،0 خلال الثلاثي الأول من سنة 2024 مقابل ٪22،2 في الثلاثي الرابع من سنة 2023.
وتراجعت نسبة بطالة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة خلال الثلاثي الأول من سنة 2024 لتبلغ 39,2 % (مقابل 40,9 % خلال الثلاثي الرابع من سنة 2023 و40,2 % خلال الثلاثي الأول من سنة 2023). وتقدر هذه النسبة خلال الثلاثي الأول من سنة 2024 بـ 39,5 % لدى الذكور و38,7 % لدى الإناث.
الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل : المراهنة على البحث العلمي آلية للبناء على أسس صلبة
نظم أمس الأربعاء الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل مسيرة انطلقت من وزارة التعليم العالي…