تونس مدعوة الى المشاركة في منتديي التعاون العربي الصيني والتعاون الافريقي الصيني: نحو توسيع التعاون التونسي الصيني
من المنتظر ان تشارك تونس في منتدى التعاون العربي الصيني الذي ينعقد موفى الشهر الحالي، وان تشارك كذلك في الدورة المقبلة لمنتدى التعاون الافريقي الصيني التي تلتئم خلال شهر سبتمبر 2024، ببيكين.
وفي هذا الإطار كان لوزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس الأول لقاء بسفير جمهورية الصين الشعبية بتونس وان لي. وقد كان هذا اللقاء حسب بلاغ لوزارة الخارجية مناسبة للتباحث حول السبل المثلى للارتقاء بالعلاقات بين تونس والصين إلى مستوى أعلى ومزيد تطوير التعاون الثنائي بينهما في مختلف المجالات ذات الأولوية لبلادنا.
كما خصص اللقاء أيضا للنظر في الاستحقاقات القادمة في الصين، سواء على النطاق الثنائي أو متعدد الأطراف. وبالمناسبة تسلم عمار دعوة وجهها الرئيس الصيني إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد للمشاركة في الدورة المقبلة لمنتدى التعاون الافريقي الصيني التي تلتئم خلال شهر سبتمبر القادم ببيكين.
ويمثل منتدى التعاون العربي الصيني الذي ينعقد يوم 30ماي الجاري ببيكين في دورته العاشرة آلية تتعامل بها الصين مع الدول العربية. ويضم هذا المنتدى الذي تأسس سنة 2004 جميع دول جامعة الدول العربية. وبالتالي يحيي هذه السنة ذكراه العشرون. وسيركز خلال اجتماعاته التي تنعقد كل سنتين على مناقشة عدد من الوثائق أهمها إعلان بيكين والبيان المشترك بشأن القضية الفلسطينية والبرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2024 و2026. علما وانه في إطار هذا المنتدى تم اعتماد عديد الآليات لتغطية مجالات واسعة النطاق مثل السياسة والاقتصاد والتجارة والطاقة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والصحة والإعلام والتواصل الشعبي.
اما بالنسبة الى منتدى التعاون الافريقي الصيني الذي سيلتئم في سبتمبر القادم ببيكين الذي أنشئ سنة 2000، فانه يمثل إطارا لتنظيم علاقات الصين مع الدول الافريقية وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين الصين وإفريقيا عموما.
وقد ارتكزت هذه العلاقات على تشكيل إطار لتوسيع التعاون متبادل المنافع لتحقيق التنمية والابعاد الاستراتيجية المشتركة. واليوم تمثل الصين ثالث أكبر شريك تجاري للدول الافريقية بعد كل من الولايات المتحدة وفرنسا.
وفي هذا الإطار تحدثت «الصحافة اليوم» مع السيد أحمد بن مصطفى السفير السابق والباحث في القضايا الاستراتيجية الذي ثمّن العلاقات التي تعمل الصين على تمتينها سواء على مستوى عربي او افريقي او مع بلادنا. ليضيف ان هذا التعاون الذي ترنو الصين الى ارسائه في مستويات عدة جاء منسجما مع التوجه الذي اتخذته تونس في الفترة الأخيرة في اتجاه تنويع شراكاتها، كما ان هذا التعاون الذي يأتي في سياقات سياسية واستراتيجية معينة لا يخلو من أبعاد سياسية.
في إطار التعاون العربي الصيني، بين المتحدث ان الصين أصبحت طرفا مهما جدا في القضايا العربية الاستراتيجية وأصبحت لا تمثل فقط شريكا اقتصاديا وتجاريا بل شريكا في ادارة الازمات الدولية، ليذكّر بوساطتها بين إيران والسعودية، واستقطاب هذه الأخيرة لدخول مجموعة «البريكس». اما افريقيا فان الصين سجلت تطورا نوعيا في حضورها في هذه الرقعة وقد تجاوزت مجرد الحضور الاقتصادي الى حضور له ابعاد سياسية وهناك توجه في اطار حلف استراتيجي مع روسيا العائدة بقوة في المتوسط وافريقيا، كان له انعكاس على مواقف الدول الافريقية الذي كشفته عمليات التصويت في الأمم المتحدة في علاقة بعديد القضايا بما فيها حرب أوكرانيا والقضية الفلسطينية وتسجيل نوع من التحرر من الهيمنة الامريكية على مستوى الدول العربية والافريقية.
وبالنسبة لتونس فقد نوّه محدثنا بما اعتبره توجها سليما اعتمدته بلادنا نحو تنويع علاقاتها كخيار في سياستها الخارجية على الا يكون ذلك على حساب علاقاتها مع الاطراف التقليدية الأخرى خاصة الأوروبية التي كانت وما تزال تشكل الشريك الرئيسي لبلادنا، وكتوجه سياسي له دلالات مهمة في علاقة بمجموعة «البريكس» وهذا يعكسه تطور العلاقات بين تونس وروسيا. كما ان ما يجب تسجيله حسب محدثنا هو عراقة العلاقات التونسية الصينية.
وخلص السيد احمد بن مصطفى الى ان بلادنا بصدد تعديل التوجهات الاستراتيجية وهو تعديل معقول تجاه شركائها التقليديين، لأن الصين بالرغم من دخولها بقوة في مشاريع البنى التحتية بشروط ميسرة في التمويل والانجاز الا انها لا يمكنها في تقديره ان تكون بديلا لهؤلاء. كما انه وفي كل الحالات لا يجب ان تستبدل تونس هيمنة بهيمنة أخرى وان تحرص على تحقيق الحد الأدنى من الاستقلالية عن هذا الشق أو الآخر، بما يسمح لها بالحفاظ على ثرواتها وتطورها بإمكانياتها المحلية، للخروج من بوتقة دولة المناولة واستغلال ثرواتها بتكنولوجيات خارجية.
أثبتت جدارتها وقدرتها على العمل في إطار مقاربة تجمع بين الأمن والتنمية : المؤسسة العسكرية عنوان بناء وتشييد..
مثّل اللقاء الذي جمعه أمس الأول بوزير الدفاع خالد السهيلي مناسبة اطلع خلالها رئيس الجمهوري…