مؤتمر مستقبل الطيران المدني المنعقد بالرياض : تونس «تنوي» إنشاء مطار من الجيل الجديد في تونس الكبرى
كشفت وزيرة التجهيز والإسكان والمكلّفة بتسيير وزارة النّقل سارة الزعفراني الزنزري خلال مشاركتها في المؤتمر الثالث لمستقبل الطيران المدني المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض عن جملة من المشاريع التي تنوي تونس إحداثها على المدى المتوسط والبعيد وذلك استجابة لمتطلبات تطوّر حركة النقل الجوي في أفق سنة 2040 وكذلك ربط المطارات الكبرى بشبكات النقل العمومي والسكك الحديدية والمناطق اللوجستية.
الوزيرة صرحت أنه تمت برمجة جملة من المشاريع تتمثّل في تعصير وتوسعة مطار تونس قرطاج الدولي من خلال إحداث محطة جديدة للمسافرين بسعة 8 مليون مسافر سنويا في مرحلة أولى وتأهيل المحطة الجوية الحالية في مرحلة ثانية من أجل الرفع من طاقة استيعاب المطار إلى حوالي 13 مليون مسافر سنويا بما سيمكّن من الاستجابة إلى تطوّر حركة النقل الجوّي على المدى القريب والمتوسط فضلا عن بناء برج مراقبة جديد وجسر علوي لربط المحطة الجديدة المزمع إحداثها بشبكة الطرقات المهيكلة وربط مطار تونس قرطاج الدولي بوسط العاصمة عبر خط حديدي حضري وإحداث خط حديدي سريع يربط مطار تونس قرطاج الدولي بمطار النفيضة الحمامات الدولي مع التفكير في برمجة مشروع إحداث مطار جديد من الجيل الجديد بتونس الكبرى قادر على استيعاب تطور حركة النقل الجوي وربطه ببقية المطارات عبر خط حديدي سريع وربط مطار النفيضة الحمامات بشبكة النقل الحديدي وذلك على المدى البعيد.
وقد خططت تونس لرؤيتها في مجال الطيران المدني في أفق 2040 في علاقة بتنمية شبكات النقل الجوي الداخلي، وبسياسة النقل الجوي ودوره إزاء التدابير القائمة على السوق وذلك بالاعتماد على تطوير المبادرات لتدعيم الجوانب المرتبطة باستدامة الطيران المدني وبدمج المطارات والطيران في نطاق التنقل الواسع وشبكات البنية التحتية بما فيها الجوانب المتعلقة بالتطوير والابتكار في البنية الأساسية.
ربط الجهات بالمطارات
ومن منطلق ما يمثله قطاع النقل الجوي من طابع استراتيجي كإحدى ركائز التنمية الشاملة واعتبارا لدوره الهام في دفع التطور الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز النشاط التجاري وبصفته أحد المقوّمات الرئيسية لتحقيق الاندماج والتكامل الاقتصادي فإن بلادنا انخرطت في المنظومة الدولية والإقليمية للطيران المدني من خلال المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية والإقليمية في هذا المجال ووضع استراتيجية وطنية لمزيد الارتقاء بمنظومة الطيران المدني على جميع الأصعدة . حيث تمّ إدراج عديد الأهداف ضمن التوجهات الاستراتيجية في رؤية بلادنا لسنة 2040 وبالمخطط الخماسي للتنمية 2025-2021 وذلك بهدف فكّ العزلة عن الجهات الداخلية ودفع التنمية بها.
فعلى مستوى تنمية شبكات النقل الجوي الداخلي، تسعى بلادنا إلى تحقيق التنمية بالجهات وتطوير الحركة الجوية بالمطارات الداخلية بالإضافة إلى تدعيم الأسطول والبنية التحتية للمطارات وتدعيم السلامة والأمن بما يمكّن من خلق ديناميكية لجميع مكونات الاقتصاد الوطني، مع الإشارة إلى أنه تمّ إنجاز استثمارات هامة بالمطارات الداخلية لتدعيم بنيتها التحتية وتجهيزها بالمرافق الضرورية وذلك طبقا للمعايير الدولية في مجالات البنية التحتية والسلامة والأمن وتسهيل النقل الجوي وتحفيز شركات الطيران لتسيير رحلات من وإلى المطارات الداخلية من خلال الإعفاء من معاليم المطارات والملاحة الجوية المستوجبة وآخرها من خلال الأمر الصادر في 5 جانفي 2024.
ومن بين الآفاق التي يتم العمل على تحقيقها ، تنمية النّقل الجوي الدّاخلي باعتبار المقومات المتعلّقة بالموقع الجغرافي لتونس والمطارات الموزعة بها حيث السعي إلى تطوير أنشطة المطارات الداخلية وتنويع أنشطة الطيران المدني والعمل بالحرية السابعة ودراسة الجدوى من اعتماد الحرية الخامسة والتاسعة بهذه المطارات ومبادرة إطلاق برنامج وطني للربط الجوي بالمطارات الداخلية التي تهدف إلى إرساء آلية ناجعة بين قطاعي النقل الجوي والسياحة تمكّن من تحقيق أهداف الرؤية الاستراتيجية لوزارة النّقل في أفق 2040، والاستراتيجية الوطنية للسياحة في أفق 2035.
ومن بين الرهانات التي تطمح بلادنا لتحقيقها، الرفع من طاقة استيعاب المطارات التونسية من 19.5 مليون إلى 33 مليون مسافر بحلول سنة 2030 و35 مليون مسافر بحلول سنة 2035 وتوسيع الربط الجوي الداخلي والخارجي من 60 إلى 90 وجهة مع ضبط وتنفيذ خطة وطنية للحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
تطور ملحوظ في مؤشرات النقل الجوي السنة الماضية
وتبين مؤشرات ديوان الطّيران المدني والمطارات سنة 2023 ، ارتفاعا في حركة عبور المجال الجوّي التّونسي بلغ أكثر من 53 ألفا أي بنسبة نمو تقدّر بـ 42,5 % مقارنة بأرقام سنة 2022 كما سجّلت مطاراتنا التّونسية المستغَلّة من طرفه خلال سنة 2023 تطوّرا هامّا للحركة التّجارية للنقل الجوّي مقارنة بالسّنوات الفارطة حيث بلغ العدد الجملي للمسافرين أكثر من 8.8 مليون مسافر وهو رقم قياسي يتم تسجيله لأول مرة منذ إحداث ديوان الطيران المدني والمطارات، لتبلغ نسبة النموّ ٪21،9 مقارنة بسنة 2022.
وبخصوص حركة الطائرات فقد بلغ العدد الجملي أكثر من 75 ألف رحلة بنسبة تطوّر تقدّر بـ ٪15،68 مقارنة بسنة 2022 ذلك أن مطار تونس قرطاج الدولي سجل 961 55 رحلة أي بنسبة تطوّر ٪17،4 ومطار جربة جرجيس 939 14 رحلة أي بنسبة تطوّر٪15،5، ثم مطار صفاقس طينة 810 3 رحلة أي بنسبة تطوّر بـ 2 % فيما سجلت كل من مطارات توزر نفطة وقابس مطماطة وطبرقة عين دراهم تراجعا في عدد الرّحلات بنسب متفاوتة.
إشكاليات إدارة صابة الزيتون وغلاء المشاتل : آن الأوان لمراجعة سياسات ديوان الزيت للمحافظة على مكانتنا الدولية
كثرت الانتقادات الموجهة للديوان الوطني للزيت خلال هذا الموسم وتباينت صلب الرأي العام الفلا…