مستغلين يأس الشباب المعطّل عن العمل : مكاتب التسفير والتشغيل الوهمية ….ضحاياها في تزايد..!
«مبروك لقد تم قبولك للعمل نرجو الالتحاق بالمكتب في العنوان التالي لدفع المبلغ المحدد والحصول على عقد عمل في الخارج أو مباشرة العمل في تونس» هي رسالة حققت من ورائها عصابات النصب الإلكتروني ومكاتب التشغيل والتسفير الوهمية ثروات طائلة من وراء التلاعب بأحلام الباحثين عن وظائف عمل لائقة عبر مواقع الانترنات وصفحات التواصل الاجتماعي.
وقد يأخذها العديد من الشباب الذين يبحثون عن قشة للتشبث بها وسط عتمة الوضع وانتشار البطالة والفقر محمل الجد ويلتجئون لمثل هذه المكاتب المجهولة والتي تقدم نفسها على أنها مكاتب توفر للباحثين عن العمل فرصة العمر براتب محترم فيضطر العديد منهم إلى التوجه إليها والسقوط في فخ التحيل لأنهم بعد دفع مبلغ مالي للحصول على الوظيفة يتبخر المكتب والمسؤولون عنه ليبحثوا عن مكان آخر لصيد الشباب المكتوي بنار البطالة التي تحرق طموح الشباب وغيمة تحجب نور الأمل في قلوبهم ذلك المرض الخبيث الذي توغل في أغلب البلدان العربية ليهدم الأحلام والرغبة الملحة في توفير لقمة العيش. ويستغل المتحيلون الذي ينشئون مكاتب وهمية للتسفير يأس الشباب المنهك بتقديم الوعود لهم للحصول على عقود عمل في بلدان أوروبية وخليجية وفي بلدان أخرى من العالم.
ويبدو أن لشباب اليوم حلما واحدا وهو حلم يعتبر مجرد شيء بسيط وبديهي وحق من الحقوق في بقية البلدان ألا وهو الحصول على شغل إلا أن هذا المطلب بات مستحيلا بالنسبة إلى غالبية الشباب باستثناء بعض الذين تمكنوا من الهجرة منهم والبعض الآخر من أصحاب النّفوذ الذين يحصلون على عمل ببساطة و بوساطة حتى لو كانوا من ذوي مستوى علمي متدن أو كما نسميهم بلهجتنا التونسية المعبرة أصحاب «الأكتاف» أما البقية فلهم الله وليس عليهم سوى السعي المتواصل علهم يتمكنون من خلق الأمل من رحم المستحيل أو الاستسلام والتحسر على الشهائد وسنوات الكد والتعب أو محاولة البحث عن شغل وهو ما يجعلهم عرضة إلى عمليات النصب والتحيل من قبل العصابات المتربصة بمآسي الناس وتبحث عن الربح السهل غير عابئة بتداعيات ذلك على الأفراد، وعملية النصب بالنسبة إلى تلك العصابات، لا تحتاج سوى شاب يبحث عن العمل المناسب له، في بلده أو خارجه، وإنشاء حسابات وهمية ينشرون من خلالها إعلانات للتوظيف على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع البحث عن وظائف، وعادة ما تحمل هذه الإعلانات وظائف متميزة في رواتبها ومجالاتها وعادة ما تكون إعلانات وظائف لدول خارج حدود الدولة المنشور بها الإعلان ، وهي عمليات تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ظاهرة انتشرت قصص ضحاياها على صفحات التواصل الاجتماعي.
وبالتالي فإن الشباب والباحثين عن العمل مدعوون للقيام ببعض الإجراءات الاحترازية حتى لا يتعرضوا لتلك العمليات، وهي ألا يدخلوا على مواقع وصفحات ليست ذات سمعة أو ثقة أو مجهولة، ثانيا ألا ينساقوا خلف أي رسائل أو مكالمات دون التأكد من هوية المتصل بطرق مختلفة أولها التأكد من وجود مؤسسة بذلك الاسم أم لا والاتصال بها من خلال موقعها على الإنترنات.
لا شك أن الأسباب التي تقف وراء ظاهرة البطالة عديدة ومختلفة ولكن على تعددها جميعها تتكاتف لتؤدي إلى نتائج أقل ما يقال عنها أنها ذات خطورة على الفرد خاصة وعلى المجتمع عامة ومن هذه المخلفات نذكر انتشار الفساد والجرائم والتحيل بالإضافة إلى الهجرة غير الشرعية التي تمثل كارثة في حد ذاتها حين يقرر عدد من شباب يائس أن يرمي بنفسه في قوارب الموت كي يواجه رحلة بحرية موحشة نتيجتها إما غرق أو نجاة ومواجهة مصير مجهول.
رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء ابراهيم النفزاوي لـ«الصحافة اليوم» : أزمة اللحوم البيضاء في اتجاهها للإنفراج
تعرف الأسواق التونسية خلال الآونة الأخيرة اضطرابا في التزوّد باللحوم البيضاء أرجعها رئيس ا…